قـصـة شهـيـد "عبدالله عادل عبدالله السيقل" (المقاتل والساقي)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> عندما أعلنت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية الحرب على عدن في 2015، حشدت جيشها وآلياتها وأصدرت الأوامر باجتياح عدن، وبدأت تزحف صوبها لاجتياحها والسيطرة عليها، كانت تلك المليشيات تنظر لشباب عدن بازدراء واحتقار، وأنهم شباب لا يجيدون القتال والمواجهة، وأنهم فقط يجيدون التسكع في الطرقات، وأن شباب المقاومة في عدن لن يصمدوا أمام عناصرها المتدربة على القتال والمعارك والمواجهات المسلحة، والمدججة بالسلاح والعتاد العسكري، سوى ساعات قليلة.
وعندما بدأت المليشيات الحوثية وقوات صالح بمحاولة اجتياح مدن محافظة عدن حصلت لهم المفاجأة والصدمة التي لم يكونوا يتوقعونها، باستماتة شباب عدن الأبطال في الدفاع عن مدنهم وأحيائهم وصد هجومهم الغادر، حيث أظهر شباب المقاومة الصناديد في جميع جبهات مدينة عدن بسالة غير عادية وصمودا أسطوريا وشجاعة مميزة أثناء مواجهتهم لتلك العناصر الغازية.
فعلى الرغم من عدم امتلاك شباب عدن للخبرة القتالية والمواجهة المسلحة، إلى جانب عدم امتلاكهم إلا السلاح الشخصي (الكلاشنكوف)، وبعض الرشاشات والمعدلات، إلى جانب عدد بسيط من سلاح الـ(آر.بي.جي) المضاد للآليات العسكرية، بالإضافة إلى الذخيرة القليلة التي كانت بحوزتهم.. إلا أن كل ذلك لم يكن يمثل لأولئك الشباب المتحمس عائقا في مواجهة ذلك الغزو الرافضي المجوسي وتلك المليشيات الإجرامية الكهنوتية.. لأن شباب عدن كان سلاحهم القوي موجودا في قلوبهم، وهو أن الانتصار لا يكون بالعدد والعدة وإنما بالإيمان بالله وبنصره لهم لأنهم يدافعون عن دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم.
فأذاق شباب المقاومة في عدن العدو الحوثي وقوات صالح الويل والمرارة، فقتلوا وجرحوا وأسروا منهم الكثير، ولقنوهم درسا لن ينسوه في التضحية من أجل الدفاع عن الدين والأرض والعرض، وصمدوا في مواجهتهم والتصدي لهم، وكانوا كلما استشهد أحد منهم يزداد البقية عزيمة وحماسا وثورةً، وتعاهدوا على الصمود حتى يتم تطهير عدن من تلك المليشيات الغاشمة، وكان شعارهم (النصر أو الشهادة)، واستمروا على ذلك حتى تحقق لهم ما حلموا به وهزموا العدو المليشياوي وطردوه شر طردة.
الشهيد عبدالله عادل عبدالله علي السيقل، كان أحد شباب عدن الأبطال الذين صمدوا في وجه تلك العدو الحوثي وقوات صالح.
يقول صديق الشهيد: “رفضنا أن نخضع للمليشيات الحوثية وقوات صالح الانقلابية، وكان عبدالله عادل السيقل أحد شباب عدن الذين خرجوا للدفاع عن دينهم وأرضهم وعرضهم، وشارك في نصب نقاط التفتيش في بداية الحرب، بعد ذلك كان من الشباب الذين هبوا لتعزيز الجبهات التي كانت تشهد معارك عنيفة، وكان شباب المقاومة الجنوبية لايملكون إلا السلاح الشخصي وبأعداد بسيطة، وكانوا يعانون من قلة الذخيرة”.
ويضيف:"الشهيد عبدالله السيقل كان يبلغ من العمر حينها (24 عاماً)، وفي الحرب أوكلت إليه مهمة الخدمات بتقديم الدعم اللوجستي للجبهات، فكان يتنقل من جبهة إلى أخرى يمدها بالذخيرة والغذاء والمال، حيث كان يأخذ الطعام من الأسر في مدن عدن التي فتحت منازلها وجعلتها مطابخ للجبهات، ويوصلها إلى الجبهات.
وفي تاريخ 5 /5 /2015م، انطلق عبدالله من منطقة الشيخ إسحاق باتجاه مدينة المعلا في الشارع الخلفي المقابل للميناء، حيث كانت تدور في تلك الأثناء معركة شرسة بين شباب المقاومة وبين المليشيات الانقلابية، وأوصل لشباب تلك الجبهة الماء والطعام، وبينما كان عبدالله متجها لإيصال الدعم للجبهات الأخرى في المدينة رصده قناص غادر تابع للمليشيات كان يعتلي مبنى شركة أولاد ثابت أثناء مرور عبدالله بجانب جولة الشيخ إسحاق بالقرب من البريد فصوب بندقيته باتجاه عبدالله السيقل وأصابه في رأسه من الخلف فسقط شهيدا مجاهدا لإيصال الماء والغذاء لإخوانه الشباب المجاهدين في جبهات الشرف والعزة والكرامة.. فانتشله أصدقاؤه وأسعفوه إلى مستشفى باصهيب بمدينة التواهي، لكن كانت روحه الطاهرة قد فاضت إلى بارئها.. رحم الله الشهيد عبدالله السيقل وغفر له وطيب ثراه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى