قـصـة شهـيـد "عمر صلاح الدين علي قائد" (شهيد العزة)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> لم يفكر شباب عدن بحياتهم حين نادى المنادي للجهاد وصد عدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح الغازية التي أشعلت حربا ظالمة في 2015 على عدن والجنوب كافة، فقد وهب أبناء عدن حياتهم رخيصة في سبيل العزة والكرامة لمدينتهم التي احتضنتهم وغرست فيهم الانتماء والحب، كيف لا وهي مدينة الحب والسلام، فمن يعش فيها يتعلم أبجديات السلام والمدنية والتحضر.. فقد قرر شباب عدن الوقوف في وجه تلك المليشيات المجوسية الغاشمة والتصدي لها، فكانوا سدا منيعا وسياجا فولاذيا لحماية عدن وأهلها من ذلك العدوان الوحشي، على الرغم من قلة عددهم وعتادهم، وبالفعل تصدى شباب عدن للعدو الحوثي العفاشي ولقنوه درساً قاسياً في حب الوطن.
الشهيد عمر صلاح الدين علي قائد، من من أبناء مدينة المعلا، حي الشيخ إسحاق بعدن، كان حينها يبلغ من العمر 29 عاما، متزوج ولديه طفل وبنتان.. وهو أحد شباب عدن البواسل الذين قارعوا تلك العصابات المليشاوية في حرب 2015، وقدم روحه فداءً لعدن وروى بدمه الطاهر تربة مدينته الغالية، التحق بشباب المقاومة بداية بنصب نقاط التفتيش في أحياء المدينة، لضبط الأمن ومنع عناصر مليشيات الحوثي وقوات صالح الغازية من أي تسلل، بعد ذلك شارك في العديد من جبهات القتال في المدينة.
يقول أصدقاء الشهيد عمر صلاح بأنه “كان شجاعا في جبهات القتال لا يعرف التردد، وكان مقداما، وقد استبسل في العديد من الجبهات والمواجهات التي خاضها ضد الغزو الحوثي العفاشي، وحين يطلب القادة التعزيز لبعض الجبهات كان عمر صلاح من أوائل من يهب لتعزيز الجبهات. وحينما اشتدت المعارك في مدينة المعلا وبالتحديد في حي الشيخ إسحاق، وكانت المساجد تنادي (حي على الجهاد، حي على الجهاد) انتفض عمر صلاح متحمسا وأخذ سلاحه وانطلق لمساندة زملائه شباب المقاومة في الحي، وكانت الاشتباكات بين شباب المقاومة وبين المليشيات الحوثية البربرية الغاشمة ضارية، والتي استخدمت فيها المليشيات الحوثية وقوات صالح الفاشية كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، في مقابل الأسلحة البسيطة والخفيفة التي كانت لدى شباب المقاومة إلى جانب معاناتهم من قلة الذخيرة. وفي تلك المعركة المواجهات الشديدة أبدى عمر صلاح بطولة وشجاعة كبيرة، وكانت ثمرة ذلك الاستبسال أن نال عمر الشهادة بعد إصابته إصابة بليغة في البطن، حيث استقرت الرصاصة في جسده، وحينها حاول أصدقاؤه إسعافه إلى المستشفى إلا أن روحه الطاهرة كانت قد فارقت جسده الطاهر.. ليرتقي شهيدا شجاعا مدافعا عن دينه وعرضه ومدينته التي نذر روحه فداءً لها. هكذا ضحى شباب عدن بحياتهم من أجل مدينتهم ورووا بدمائهم الزكية تربتها الطاهرة.. فهنيئاً لك يا عدن شبابك الذين هبوا للدفاع عنك..
أولئك الشباب الذين كان شعارهم دوما (لبيك يا عدن)، وسلاحهم الفتاك معنوياتهم المرتفعة للذود عن حياض عدن الغالية.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى