باب الصحفيين مخلوع

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
أصبح المثل الشعبي المعروف "باب النجار مخلوع" ينطبق تماماً على حال وأحوال الصحفيين أصحاب الأقلام.. إنهم يتبنون القضايا العامة والخاصة ويعرضون المشاكل، ويدخلون الصراعات، ويتحملون مخاطرها، ويناضلون من أجل تعديل وتغيير "الحال المائل"، ولكن للأسف لم يحاولوا إصلاح أحوالهم ولا نزع الأشواك والألغام التي تعترض طريق مهنتهم المسماة بـ "صاحبة الجلالة".
ولا يعرف الكثير منهم مهنة الصحفي، كما هو الحال بالنسبة لما حدث ويحدث لهم من قبل جماعات الحوثي التي زجَّت بالكثير منهم في السجون، والكثير منهم تم إعدامهم بعد خطفهم وتعذيبهم وضياعهم.
كنا نأمل بعد أن أصبح عدد من الصحفيين من ذوي الشأن من المهتمين أن يساهموا في وضع تشريع تحتاج إليه (مهنة الصحافة)، ويمكن أن يكون من شأنها خدمة جموع الصحفيين، لكن للأسف لم يتم ذلك.
يصدق في حال الصحفيين في بلادنا المثل سالف الذكر “باب النجار مخلوع”، حيث يسخر الصحفي الحقيقي قلمه في خدمة قضايا الشأن العام ويتبنى هموم وطنه، ويشارك في صنع الأحلام، ويكون صوت المستضعفين، ومع العاجز حتى يشتد عوده ويقوى، ومع المغبون حقهم حتى يرفع الظلم عنهم.
ولكن وسط كل هذه الأهداف النبيلة ننسى كثيراً بأن نتحدث عن هموم الصحفيين المعرضين للاعتقال والخطف، وهذا ما نراه اليوم في بعض الدول، وبالذات ما يحدث في شمال الوطن من قبل الحوثيين وغيرهم، وفي أحيان أكثر يترفع الصحفيون عما يعانون منه وما يكابدونه.
للأسف إن مهنة الصحافة تعرضت لمشكلات جمة أثرت عليها وهددتها بصورة خطيرة، والخطورة الأكبر أن ذلك يمتد تأثيره على الوطن ككل، لأن الإعلام هو من صميم الأمن القومي في بلادنا، ليفهم من لا يفهم أن الصحفيين في بلادنا وخارجه أبناء مهنة تمثل (السلطة الرابعة)، بغض النظر عن مشيئة أو رضى السياسيين عن هذه الحقيقة، وفي عالم أصبح كقرية صغيرة تكاثفت الأخبار، وأصبحت تنهمر على مسمع ومرأى من المشاهد والمتابع برغبة منه أو بعدمها، وتحت سيل المعلومات الهادر يقبع المتلقي بلا حول له ولا قوة، فتدرك مسامعه وعيونه أخبار لا يملك الوقت لتمحيصها، لكنه غالباً يدفع الثمن عالياً حين يصدِّق خبراً كاذباً لا يحمل حقيقة سوى الافتراء على عقول وقلوب الناس، وخدمة لأجندات ومصالح متنوعة لا مجال للحديث عنها هنا.
حين يقوم الصحفي المهني بعمله المقدس بهدف توصيل الحقيقة بحياد، فهو بلا شك يقوم بعمل تنويري هام يزيل الغموض، ويكشف الالتباس، وينير القلوب والعقول والعيون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى