قــصـة شهـيـد "سامي صالح قاسم القطيبي" (الشهيد الرحّال)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> انتفض أبناء الجنوب وتداعوا من كل حدب وصوب للوقوف في وجه مليشيات الحوثي وقوات صالح الغاشمة التي أعلنت حربا ظالمة وغير متكافئة على جميع محافظات ومدن الجنوب في مارس 2015، تتقدمها ترسانة عسكرية ضخمة من السلاح والآليات الحربية المتطورة.. إلا أن أبناء الجنوب لم يستكينوا ولم يرضخوا لتلك المليشيات الغازية الكهنوتية، ووقفوا في وجهها سدا منيعا.. وقدمت كل مدن وقرى ومناطق الجنوب العديد من أبنائها قربانا في سبيل العزة والكرامة، وتصدوا بكل عنفوان لتلك الآلة العسكرية الضخمة، وسطروا أروع الملاحم البطولية، ولقنوا المعتدي درسا لن ينساه في حب الوطن والذود عنه، ورووا بدمائهم الزكية تربة وطنهم الطاهرة.
الشهيد سامي صالح قاسم حسين القطيبي، أحد أبناء وادي دبسان عزلة الريان منطقة الشهيد لبوزة، بمديرية ردفان الأبية التابعة لمحافظة لحج، من مواليد عام 1987م، أحد شباب الجنوب البواسل، وأحد المقاتلين الصناديد في صفوف المقاومة الجنوبية في حرب 2015 الذين تصدوا لعدوان المليشيات الحوثية وقوات صالح، وقدموا أروع البطولات في وجه ذلك العدو الوحشي الذي أتى من أقصى الشمال ليقتل ويدمر الجنوب أرضا وإنساناً.. فقدم سامي روحه فداء لأرضه الجنوب الغالي، وروى تربته الطاهرة بدمائه الزكية حينما سقط شهيدا باسلا مقداما في تاريخ 7/12/2015م لينضم إلى تلك الكوكبة من الشهداء الأبطال الذين لم يرتضوا الذل والهوان، وتصدوا للعدوان الغاشم بسلاح العزة والكرامة وحب الوطن.
يقول شقيق الشهيد سامي عن أخيه: «أخي الشهيد سامي القطيبي- رحمه الله تعالى - ظل يتنقل بين الجبهات من أجل العزة والشموخ، لقد صمد كالجبل في جبل بقران في موقعة كرش ضد عناصر مليشيات الحوثي وقوات صالح الغازية، حتى نفدت كل ما بحوزته من ذخيرة ومعدات قتالية، فأبى أن يتزحزح من مكانه إلا مضرجاً بدمائه التي كتبت في ذلك المكان بتاريخ 7/12/2015م، تلك الدماء الطاهرة كان منبعها ردفان التي برهنت شجاعة أبنائها على مدى الأزمان وفي جل الأماكن لم تقتصر على جغرافيا محدودة، بل تعدت أرض الجنوب ومنها في شمال اليمن».
ويضيف: «الشهيد حتى في السلم كان يتحمل نفقات التنقل بين الجبال الوعرة لكي يكون في الصفوف الأمامية في المسيرات والاحتجاجات منذ انطلاق الثورة الجنوبية، حتى في بعض المواقف المسلحة في ردفان ضد قوات الجيش آنذاك.. ثم تطوع لخدمة الأمن ضد الإرهاب في محافظة لحج».
وأردف: «كان سامي يغيب كثيراً عن بيته بسبب الخدمة التي كان يؤديها حتى أتت حرب 2015م فكان من الأوائل وطلائع المشاركين بالتصدي في جبهة ردفان العند، وانتقل للقتال في العاصمة عدن حتى لقب بـ(الرحّال) في عدة جبهات منها بئر أحمد وجعولة، وشارك في هزيمة المليشيات الحوثية العفاشية المعادية في قاعدة العند، وحينها قال سامي «سأكون من الماضي، لن أفكر إلا بالبحث عن جبل آخر أتسلقه»، فكان جبل بقران الحدودي في كرش المحطة الأخيرة له، حيث استشهد هناك.. وقد قال والدي العقيد صالح قاسم حسين فيه شعراً، هذا أحد أبياته:
تشهد له جعولة وبئر أحمد والمطار ** تشهد له الحوطة والبريقة وعمران».
واختتم: «حزنّا ولم نحزن كثيرا، لأن شقيقي استشهد وهو يذود عن الوطن، وإلى جانبه الكثير من الشهداء ممن سبقوه وممن ضحوا بأنفسهم من بعده، وستحزن أسر الشهداء وسيشعرون كثيرا بالأسى عندما يتم نسيان دماء أبنائهم بدون رعاية لأسرهم، وسيشعرون بالقهر عندما يستمر نسيانهم بدون تقديم الحقوق لهم من الرعاية المطلوبة».
تغمد الله الشهيد سامي صالح قاسم حسين القطيبي، برحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى