قـصـة شهـيـد "نبراس سعيد حسن يحيى" (من كريتر إلى مكيراس)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> لولا تضحيات الشهداء والجرحى في المقاومة الجنوبية، ومساندة التحالف العربي لهم، في حرب 2015، لما كنا في عدن اليوم ولنا قرارنا.. فهم من أعاد أهالي عدن إلى مدنهم ومنازلهم بعد نزوح أهالي الكثير من مدنها بسبب بطش المليشيات الحوثية وقصفها العشوائي للمدينة..
أولئك الأبطال من أبناء عدن الباسلة الذين صمدوا في وجه تلك المليشيات الغاشمة، حين فر المسؤولون منها تاركين أهالي عدن يواجهون الموت والحصار والخوف والرعب، بسبب الممارسات الهمجية التي كانت تسومهم إياها مليشيات الحوثي وقوات صالح الوحشية التي لا تعرف الرحمة..
وبعد الانتصار الذي حققه شباب المقاومة الجنوبية في عدن على العدو الحوثي وأعوانه، وتطهير المدينة من تلك العصابات البربرية، خرج المسؤولون من جحورهم التي كانوا يختبئون فيها أثناء وجود عناصر الحوثي وقوات صالح الإجرامية في عدن، والذين وقف في وجوههم شباب المقاومة الأبطال وضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء لعدن وأهلها، خرج أولئك المسؤولون ليعلنوا بطولاتهم الزائفة ويتولوا المناصب.. لتبدأ بعدها صيحات أهالي الشهداء بإسقاط أبنائهم من كشوفات الشهداء، أو معاملة من سقط شهيدا وهو يحمل السلاح في الجبهات القتالية أثناء المعارك والمواجهات وجها لوجه مع العدو الحوثي العفاشي، كمن قتل وهو ليس في جبهات القتال، وليس واحدا من أفراد المقاومة، واستشهد في الشارع أو في منزله إثر سقوط قذيفة أو غيرها، ووضعهما بنفس الدرجة، ويستلم أهل الشهيد المقاتل والمواجه للعدو نفس المبلغ الذي يستلمه الشهيد الذي سقط إثر القصف العشوائي للمدن والمباني.. فأغلبية من التقيتهم من أهالي شهداء المقاومة، الذين سقط أبناؤهم في المواجهات ضد العدو الحوثي وقوات صالح في حرب 2015، كانت هذه أبرز ملاحظاتهم.
الشهيد نبراس سعيد حسن يحيى، هو أحد أبناء عدن الأبطال الذين واجهوا مليشيات الحوثي وصالح الغاشمة في 2015، وسقط شهيدا أثناء مواجهته لتلك المليشيات الغازية في مكيراس.
تقول أم الشهيد: “ابني نبراس، كان شابا في عمر الورد، ومن أوائل شباب عدن الذين التحقوا بالمقاومة في مديرية صيرة (كر يتر)، حينما استشعر الشباب أن المليشيات ستشن هجوما على الجنوب وخاصة على عدن، وكان ذلك حينما انفجر جبل حديد، فأخذوا الأسلحة للدفاع عن أنفسهم وعرضهم وشرفهم، ولحماية عدن وأهلها”.
وأضافت: “حينها قام الشباب بنصب نقاط التفتيش في الأحياء والشوارع، بعدها قام ابني نبراس ومجموعة من زملائه بمهاجمة قناص (كر يتر) في جبل الأهلية، وكان ذلك أول هجوم لهم، وأصيب نبراس في ذلك الهجوم الإصابة الأولى، وذلك بتاريخ 26 /4 /2015، وتم نقله إلى مستشفى أطباء بلا حدود، وخرج منه بتاريخ 5 /5 /2015”.
وأردفت: “وبعدها نزحنا إلى البريقة، ورغم أنه لم يشف نهائياً إلا أنه كان يذهب للجبهة خلسة دون علمي، والتحق بمعسكر صلاح الدين وببعض شباب المقاومة في مدينة إنماء، بعد ذلك انتقل نبراس إلى المنطقة الرابعة بالتواهي، وبعد تحرير عدن بالكامل من المليشيات الحوثية، اتجه ابني مع رفاقه شباب المقاومة إلى مكيراس في جبهة ثرة، لتطهيرها من المليشيات، وفي إحدى المعارك بتاريخ 13 /8 /2015 استشهد ابني هناك في كمين نصب لهم ودفن في مكيراس رحمة الله عليه”.
وتختتم قائلة: “للأسف الشديد، رغم أن ابني ضحى بحياته، إلا أننا وغيرنا الكثير من أهالي الشهداء لم نجد الرعاية الحقيقية من قبل المسؤولين، فيجب التفريق بين من ضحى بحياته في الجبهات وبين من راح ضحية دون قتال، فلم أستلم راتب الشهيد الـ120 ألف ريال يمني، ولا المكرمة السعودية الـ5000 ريال سعودي، رغم أن اسم ابني موجود في كل كشوفات الشهداء، وكان اسمه موجودا في المكرمة في الكشف الملحق بكشوفات أيام الصرف، وفي كل مرة أذهب للمتابعة يقولون لنا بعد عشر أيام، ومرت أكثر من شهرين بدون صرف، و قالوا لنا أن 500 شهيد لم يستلموا، وأنهم ينتظرون الصرف من وزارة الدفاع في تنزيل الشيكات والرواتب، حيث إن المكرمة جاءت من أجل شهداء الحرب في 2015، ونتمنى التأكد من كشوفات الصرف هل صرفت فعلا للمخصص لهم أم لا”.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى