قـصـة شهـيـد "ناصر أحمد سعيد الشقراوي" (روحي فداك يا عدن)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> عدن ومن يشبهك يا عدن.. فيك الخير وفيك الحب ولك الانتماء، فيك عاش الجميع سواسية من مختلف الجنسيات والأديان والمذاهب، في شوارعك يفوح شذى الياسمين، ومن أقدم شوارعك تطل منارة أقدم مسجد فيك ألا وهو مسجد “أبان” في مدينة كريتر، وبالقرب منه كنيسة، وعلى بُعد عدة أمتار تجد المعابد، فأي تنوع هذا وأي تعايش جمعت هذه المدينة القديمة في الجزيرة العربية، مدينة الحب والسلام والتعايش.
بعد الانقلاب الغاشم الذي قامت به مليشيات الحوثي بدعم وإسناد من قوات صالح ونظامه على الشرعية الدستورية، وسيطرتها على صنعاء والمحافظات الشمالية المجاورة دون مقاومة، بعدها هرولت تلك المليشيات في مارس 2015 نحو المحافظات الجنوبية للسيطرة عليها، تجر أمامها مختلف أنواع الأسلحة والترسانة العسكرية الضخمة التي نهبتها من مخازن ومعسكرات الدولة، وكانت تظن بأن عدن لقمة سائغة وسهلة المضغ والبلع، إلا أن تلك المليشيات تفاجأت باستبسال أبناء عدن الأبطال ووقوفهم في وجوههم للدفاع عن مدينتهم، فكانت عدن لقمة أشبه بالعلقم بالنسبة لهم.
فعند وصول تلك القوات الغازية إلى مشارف عدن تم مواجهتها بضراوة، ووجدت حينها صعوبة بالغة في التوغل إلى مدن المحافظة، فعلى مدى أربعة أشهر لم تسطع السيطرة على عدن، فقد كان شباب المقاومة الجنوبية بعدن الحصن المنيع الذي يصعب تخطيه. ومن أولئك الشباب الأبطال كان الشهيد الشاب ناصر أحمد سعيد الشقراوي، من أبناء مديرية المعلا، استشهد عن عمر 40 عاماً، وهو أب لولد، فقد شارك في العديد من الجبهات في المعلا، وعُرف بشجاعته وإقدامه، وقد سطر مع زملائه أروع الملاحم البطولية أثناء تصديهم للعدو الحوثي العفاشي في مديرية المعلا.
وفي إحدى المعارك الضارية بتاريخ4/21/ 2015، وكان شباب المقاومة حينها يعانون من نقص في السلاح والذخيرة، توجه ناصر إلى منزله لإحضار بعض الأغراض، فعند دخوله والتجول في منزله تربص به قناص غادر بالعمارة المقابلة عمارة (البس) في الشارع الرئيسي، فاطلق عليه رصاصة غادرة أصابته في منطقة الحوض وسقط على إثرها مضرجا بدمائه، فحاول أهله إسعافه إلا أنه فارق الحياة.
هؤلاء هم شباب عدن، الذين سطروا ببطولاتهم أروع الملاحم، وضحوا بحياتهم فداء لأرضهم، ورووا بدمائهم تربة عدن الطاهرة.. فهي عدن يا سادة، من أنجبت وربت هؤلاء الأبطال الذين دافعوا عنها برغم قلة خبرتهم القتالية.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى