قــصـة شهــيـد "نزار أحمد مهدي السلامي" (المجاهد الباسل)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> قال الأستاذ حميد السلامي، المدون لقصص الشهداء في لحج: “إن نزار أحمد مهدي السلامي، شارك في جبهة الحسيني، شمال الحوطة بلحج، وكان توجهه وانضمامه في الساعات الأولى من الغزو الحوثي وقوات المخلوع الراحل صالح المغدور به من حلفائه للجنوب في 2015، فانضم لجبهة الشهيد توحيد السلامي قائد جبهة تبن مع مجاميع كبيرة من الشباب، ممن كان لهم السبق في التصدي للعدوان الحوثي العفاشي، بدءا بجبهة الحسيني والبساتين المجاورة لمدينة الحوطة بلحج.
واستمرت المواجهات بين المقاومة الجنوبية والمليشيات الحوثية من 24 مارس 2015م، وتراجع مقاتلو المقاومة لكثرة المجاميع التي تحاربهم وقوة أسلحتها المتنوعة، وكان انسحاب المقاومة إلى الحوطة، وتمكنت قوات الحوثي وصالح من إحكام السيطرة على الحسيني والحوطة وتقدموا إلى جبهة صبر بلحج.
وبعد إحكام الغزو الحوثي السيطرة على الحوطة وصبر حتى الخط العام الرابط بين لحج وعدن، كان الشهيد نزار أحمد مهدي السلامي يتنقل بين جبهات البساتين وجعولة ثم بئر أحمد والجوكر، إلى جانب مقاتلين هناك من لحج وعدن، وكان يتنقل بين جبهات الحوطة وصبر إلى جانب جبهات جعولة والبساتين كحال الكثير من المقاتلين.. وفي نقطة بير ناصر التي نصبها الحوثيون تم أسر نزار لوقت قصير، فقد أوقفوه ثم انشغلوا عنه بالخلاف فيما بينهم على السلاح الذي كان معه، كانت معه قطعة واحدة بندقية آلي، حينها انتهز الفرصة وأفلت من قبضتهم قبل أن يتم ترحيله أو معاقبته، تاركا لهم البندقية، فوصل إلى منطقته (المجحفة) ومكث فيها ليلة واحدة فقط، وفي صباح اليوم الثاني تسلل نزار ومعه عدد من المقاتلين عبر طرق مختلفة، والتحق بجبهة منطقة بير أحمد مع المقاتلين بقيادة المقاوم الشهيد توحيد السلامي في جبهة اللواء (31) مدرع، وكذا تحت قيادة الشهيد أيمن حسن العقربي (أيمن قراطيس) ثم تحت قيادة المقاوم نبيل المشوشي”.
ويضيف: “استمر الشهيد يقاتل منطلقاَ من جبهة بير أحمد وبالذات من جبهة اللواء (31) مدرع، كما انتقل يقاتل الحوثيين وجيش صالح في جبهة الجوكر، خاصة بعد استشهاد القائد المقاوم توحيد السلامي واستشهاد القائد المقاوم أيمن العقربي.. وكان الشهيد نزار يتنقل بين جبهات بير أحمد، فمن جبهة معسكر اللواء(31) مدرع إلى جبهة (معليبة) ثم إلى جبهة الجوكر بير أحمد، وبقي فيها إلى جانب المقاتلين من أشقائه الحقوقي نيازي والمقاوم حسن وأبناء أعمامه وأبناء أخواله وكثير من المقاتلين، واستقروا في الجوكر تحت قيادة المقاوم شاعر الحراك الجنوبي وضاح محسن هائل السلامي، في الوقت الذي كان شقيقه الأصغر منه نزيه يزودهم بالمعلومات من داخل المجحفة.
نزار السلامي بعد هذه الأحداث المؤسفة تعرض لوعكة صحية ونقل إلى منزل والده في المنصورة، بقي هناك يتلقى العلاج في أوضاع سيئة للغاية قصف وحصار وشحة في الأدوية والمياه ووضع سيئ جدا”.
واختتم قائلا: “تماثل نزار للشفاء وعاد إلى جبهة الجوكر بير أحمد، وفي 14 يوليو 2015م التحق الشهيد نزار السلامي بـ (رتل) المدرعات التابعة للمقاومة الجنوبية التي توجهت لتحرير مطار عدن الدولي في خورمكسر، ضمن عملية (السهم الذهبي) بدعم من قوات التحالف العربي، مشاركاَ فاعلاَ في تحرير المطار، وقد حققت المقاومة حينها انتصارات كبيرة، وكبدت المليشيات الحوثية وقوات صالح خسائر كبيرة آنذاك.
وفي نفس المعركة التي انطلقت لتحريرمطار عدن أُصيب نزار بطلقة في الصدر أحدثت له نزيفا داخليا حادا وظل ينزف في موقع الاشتباك في معركة تحرير مطار عدن الدولي عدة ساعات، ثم تمكن زملاؤه المقاتلون من انتشاله وإسعافه إلى مستشفى صابر بالمنصورة إلا أنه فارق الحياة ولفظ أنفاسه الأخيرة وارتقى شهيدا.
الشهيد نزار أحمد مهدي السلامي ولد في المجحفة بمديرية تبن محافظة لحج، من مواليد عام 1976م، تربى ونشأ في المجحفة وعدن (المنصورة)، ودرس في مدارس المجحفة وعدن، خريج دبلوم كمبيوتر سنتين بعد الثانوية، عمل في وزارة الثروة السمكية، ثم انتقل للعمل في الهيئة العامة للمصائد السمكية في خليج عدن فرع لحج.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى