قـصـة شهـيـد "محمد عقيل السعيدي اليافعي" (ابن يافع القائد المغوار)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> من عاداتنا من يافع العليا الى الساحل
نبيد المعتدي ونحجم الأذناب والسمسار
ومن عاداتنا ما نقبل التهميش والباطل
ولا فينا احد يخضع لغير الواحد القهار
ومن عاداتنا وقت السلا برعة مع الزامل
ولا دقت طبول الحرب ما يبقى شنب بالدار
ومن عاداتنا لا الضيف جاء نكرم من الحاصل
ولا جاء خصمنا نستقبله بالصارم البتـار
ومن عاداتنا نمضي على تاريخنا الحافل
على مر الزمن يتوارثوه اطوار بعد اطوار
ومن عاداتنا نبذ الخون او شخص متخاذل
ولا نقبل حياة الذل علينا والمذلة عار
ومن عاداتنا ماشي بنتهاون ونتساهـل
مع ذي مالهم مبدأ ولا نقبل لهم اعذار
ومن عاداتنا وقت الطلب بنسابق الوابل
ولا نرجع وراء دايم مواقعنا بخط النار
كان ذلك جزءاً من قصيدة للشاعر محسن صالح اليافعي..
وهكذا عهدنا رجال يافع أسودا في الميادين، ولا يتنازلون عن شبر من أرض الجنوب.. فقد قدمت يافع العديد من أبنائها قربانا من أجل نيل العزة والكرامة لأرض الجنوب، والذين سقطوا شهداء أثناء تصديهم لمليشيات الحوثي وقوات صالح أثناء اجتياحهم للمحافظات الجنوبية، في الحرب الظالمة التي شنوها في مارس 2015.
الشهيد محمد عقيل السعيدي اليافعي، أحد أبناء يافع الأبية، الذين رفضوا أن تطأ أقدام أولئك العناصر الغاشمة أرض الجنوب، وواجهوا تلك المليشيات بكل حماس وعنفوان، واستبسلوا في الدفاع عن دينهم وأرضهم وكرامة أهلهم، وقدموا أروع البطولات والصفحات النضالية.
وهو من مواليد قرية "حطاط" سرار- يافع التبعة لمحافظة أبين، في عام 1957م، متزوج وأب لتسعة من الأولاد، ستة أبناء وثلاث بنات.. كان أحد أبرز نشطاء الحراك الجنوبي، تخرج من معهد أمين ناشر للعلوم الصحية في العام 1984م كمساعد طبيب، وتلقى العديد من الدورات التأهيلية الطبية، عُيّن في وظيفته كمساعد طبيب في مستشفى مديرية رصد بيافع، ثم انتقل إلى مسقط رأسه لمواصلة عمله هناك.
فبعد أن أعلنت المليشيات الحوثية الحرب على الجنوب، بدعم وإسناد من قوات المخلوع الهالك “صالح”، استنفر أبناء الجنوب وتداعوا من كل مكان وشكلوا لجانا شعبية، فكان “محمد عقيل السعيدي اليافعي” أحد أبرز القادة في تلك اللجان، وكان قائدا ميدانيا في جبهة زنجبار (حصن شداد) بمحافظة أبين.
وفي تاريخ 24/4/2015، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المليشيات الحوثية المجوسية وقوات صالح المرابطة في اللواء 15 ميكا بزنجبار، وبين المقاومة الجنوبية، وأصيب في تلك المواجهة القيادي الميداني محمد عقيل السعيدي بطلقة من عيار “23” في رأسه استشهد على إثرها على الفور، مقبلا غير مدبر.
ويقول أصدقاء الشهيد محمد السعيدي إنه قبل استشهاده عاهد زملاءه في الجبهة بأنه سيناضل من أجل تحرير الجنوب حتى لو كانت حياته ثمنا لذلك.
وأجمع أصدقاؤه على شهامته واستبساله في المعارك، وإقدامه، وأنه دائما كان يحثهم على العزيمة والصمود، ويتمنى الشهادة، وكان شعاره “إما النصر أو الشهادة”، فنال الشهادة كما تمناها.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى