2017 عام الأزمات وتردي الخدمات .. سياسيون وإعلاميون وناشطون: الإنجاز الوحيد للشرعية في عام 2017 هو إزاحة القيادات الجنوبية من السلطات المحلية والحكومة

> تقرير/ طه منصر

> مثّل 2017 عام السلبيات وتفاقم معاناة الشعب، التي طالت جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
ارتفاع في أسعار الوقود، صرف العملات الصعبة وهبوط مروع للعملة المحلية إلى الحضيض، وهو ما أدى إلى ارتفاع جنوني لأسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، وما تزال الأزمة مستمرة في التصاعد، إضافة إلى انقطاع الرواتب وتأخيرها.
أزمات لم تعمل الحكومة الشرعية تجاهها أي حلول أومعالجات لتلافي التدهور الاقتصادي، أو للتخفيف من المعاناة الجاثمة على كاهل المواطن البسيط.
يقول فتاح المحرمي، وهو كاتب وصحفي: «يُعد عام 2017 أسوأ من العام الذي قبله، على الرغم من أنه أتى عقب الحرب، وهذا يعود إلى العجز الحكومي في إدارة المناطق المحررة وفشلها الذريع على كافة المستويات الخدمية والسياسية والاقتصادية، وليس هذا وحسب بل إن رؤية المجتمع الدولي للشرعية تغيرت كثيرًا، فمثلاً كان المجتمع الدولي يُطلق مصطلح المليشيات المتمردة على الحوثيين، إلا أن هذه النظرة تغيرت مؤخراً وصار المجتمع الدولي يعتبر الحوثي طرفا، بل إنه في آخر تسمية أطلقت على الحوثيين "سلطة الأمر الواقع»، ما يعني أن الشرعية تسير من فشل إلى فشل. أما عن الإنجازات فهي معدومة، وما تحدثت عنه الشرعية مجرد مشاريع وهمية ثثمثل بوضع حجر الأساس فقط، يتم بموجبها نهب تلك الأموال، أي أن الوزراء والمسؤولين يستغلون نفوذهم لزيادة أرصدتهم في البنوك فقط».
*إقالة القيادات الجنوبية أبرز إنجازات الشرعية
فيما أكد نائب حركة (تاج) لشئون الداخل المهندس عبدالرحمن علي يحيى بأن «العام المنصرم مثل عقابا جماعيا من الشرعية اليمنية للشعب، ولاسيما في المناطق المحررة، كالانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي، خصوصا في فصل الصيف، وانعدام مادتي البترول والديزل، وانتشار بحيرات الصرف الصحي، وتراكم القمامات في الشوارع، وغيرها من المشاكل».
وأضاف: «الإنجاز الوحيد الذي تتحدث عنه الشرعية هو إزاحة قيادات المقاومة والحراك الجنوبي من السلطات المحلية والوزارات، لكي يحلو لها الجو لتحقيق أهدافها في ممارسة الفساد والنهب العام.
وفيما يتعلق بإنجازات ملموسة حققها الشعب بنفسه فهو إعلان وتشكيل المجلس الانتقالي كممثل لشعب الجنوب، وهذا هو البديل الذي نعول عليه في محاربة الفساد وإزاحة الفاسدين من كل مرافق السلطة».
الكاتب والصحفي سعدان اليافعي قال: «عام 2017 مضى وهو مثقل بالأزمات، وهناك إخفاقات قابلها بصيص من التحسن من ناحية الإنجاز الأمني الذي تحقق، وهو محسوب على الشعب والمقاومة، وهناك جهود قدمت لاستتباب الأمن من قبل القوات الأمنية في الحزام الأمني وغيرها من الوحدات الأخرى، إلا أننا كنا نتمنى المزيد من الدعم والإنجازات التي لم تكن بالمستوى المطلوب، وعاش المواطن في 2017 في أحزان ومعاناة، متطلعا الخلاص منها في العام الجديد».
وأكد الناشط الجنوبي عبدالله السقلدي بأن «معاناة الشعب في العام الماضي سببها الشرعية وماتزال».
*إنجازات عسكرية للمقاومة الجنوبية
وعلق بدروه الكاتب والصحفي أمجد يسلم صبيح، رئيس تحرير موقع (المندب نيوز) بالقول: «لقد تحققت خلال العام 2017م إنجازات عسكرية متقدمة جدا للمقاومة الجنوبية على الأرض في ظل تخاذل جبهات القتال بشمال الشمال ومأرب وغيرها، ووصلت المقاومة الجنوبية إلى أطراف الحديدة، قاطعة مسافة أكثر من 120 كيلومترا، وجبهات الشمال لم تتقدم حتى 5 كيلومترات.. وأما الشرعية فلم تقدم سوى الفشل والقرارات الكارثية».
*أوضاع متدهورة
وقالت الناشطة والإعلامية مريم بارحمة: «مضى العام 2017 والأوضاع المعيشية في المحافظات الجنوبية المحررة متدهورة، والمرتبات لا تصرف بانتظام، خاصة لمنتسبي الجيش والأمن، والبنية التحتية مدمرة، وطفح مياه المجاري في الشوراع الرئيسة والفرعية بالعاصمة عدن، وانقطاع شبه تام للكهرباء في فصل الصيف، مع تحسن ملحوظ خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2017، ونتمى أن تستمر في التحسن بفصل الصيف القادم، أما المشتقات النفطية فما زالت شبه منعدمة في المحطات الحكومية والخاصة، ومتوفرة بأسعار مضاعفة في السوق السوداء على مدار السنة، ولمسنا إنجازا للحكومة أيضاً يتمثل في انتشار وتوسع هذه الأسواق وازدهارها، إلى جانب ارتفاع أجرة النقل والمواصلات، وأسعار المواد الغذائية، نتيجة لارتفاع العملة الخارجية وهبوط الريال اليمني».
فيما أشار طاهر بن طاهر، وهو ناشط وإعلامي إلى أن «الشرعية لم تقدم شيئا بالنسبة للمناطق المحررة سواء اقتصاديا أو سياسيا أو عسكريا، واكتفت بالضجيج الإعلامي، بل إنها لم تصرف حتى رواتب المتوفين أو العمل على زيادة الأجور للموظفين المدنيين في المناطق المحررة، فأصبح راتب المدني 100 دولار، وفي المقابل هبوط العملة اليمنية وارتفاع الأسعار في كل شيء».
وأضاف: «الوضع مأساوي جداً في المناطق المحررة، والشرعية عبارة عن مجموعة من المغتربين لن يستطيعوا التكيف في صنعاء أو عدن، كونهم دون مشروعية، والمشروعية هي القبول الشعبي والقاعدة الجماهيرية».
*العام الأصعب لكل اليمنيين
وقال قايد الحجيلي، وهو كاتب وناشط: «عام 2017 كان عاما صعبا لكل الشعب اليمني في الجنوب والشمال، وأزماته أرهقت المواطن على كافة المستويات».
احدى الاحتجاجات بعدن
احدى الاحتجاجات بعدن

وأضاف: «أما بالنسبة للإنجازات التي حققتها الشرعية فلا توجد هناك إنجازات كبيرة لها تستحق الإشادة، حيث لا توجد خدمات ولا إعادة إعمار، كخطوة أولى على الأقل وبالذات بالمناطق المحررة، والمواطن ما زال يُعاني في ظل حكومة فاسدة لم تقدم شيئا منذ التحرير وحتى الآن.. وهنا أوكد بأن الوقت قد حان للتحالف لمراجعة سياسته تجاه الجنوب بالذات، وإيقاف فساد الحكومة التي تعمل على ابتزاز الشعب، وندعوها للتعامل مع الجنوبيين في إدارة المرحلة القادمة بواسطة المجلس الانتقالي الجنوبي لتسيير شؤون المناطق الجنوبية المحررة، إذا أرادوا تحقيق نجاحات في الفترة القادمة».
*الشرعية تستثمر دعم التحالف لمصلحتها
يحيى سلمان ناشط سياسي قال: «إن الجنوبيين والشرعية بينهما جانبان مشتركان هما: الاحتلال، والتحرير، وأما عن التقييم فسلبيات الشرعية أكثر من إيجابيتها، بل لا يوجد لها أي إيجابيات إطلاقا».
وأوضح سلمان بأن «الشرعية في عام 2017، ومنذ الحرب الأخيرة، كان هدفها الأول والأخير هو مصلحتها في الاستحواذ على دعم التحالف، وليس إسقاط الانقلابيين، ولهذا وجدوا في إطالة أمد الحرب وبقاء الانقلابيين، ضالتهم لاستثمار المليارات من خلال ما تقدمه دول التحلف من دعم، وهذا ما يخص الحرب في الشمال، أما على الصعيد الجنوبي فكان موقف الشرعية سلبيا 99 %، حيث استثمرت الشرعية كل دعم التحالف أيضا لمصلحتها ولم تفِ بمسؤليتها تجاه المحافظات الجنوبية المحررة، وحتى الشمالية المحررة، في توفير الخدمات، بل زادت من معاناة مواطني تلك المحافظات، وسخرت الأموال وجميع الإيرادات لشراء الذمم، وفي المقابل استخدمت الأموال لضرب من تعتبرهم خصوما وهم المناضلون الجنوبيون وكل القيادات الجنوبية والمقاومة في الجبهات».
تقرير/ طه منصر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى