عشرات الصناديق ممتلئة بقطع آثرية محفوظة لدى البنك الأهلي اليمني بعدن.. مقاوم جنوبي بعدن يمنع عملية سطو على قطعة أثرية ويرفض بيعها بـ20 مليونا

> عدن «الأيام» عبدالله مجيد

> محمد عبدالحكيم محمد الصياري، مقاوم جنوبي وأحد أبناء مدينة كريتر (عدن القديمة)، كان له دور بارز في مقاومة قوى الغزو لعدن عام 2015، وأبلى حينها بلاءً حسناً، له الكثير من المواقف البطولية، غير أن ما سجله يوم اقتحام بلاطجة للقصر الجمهوري "معاشيق" بكريتر وتصديه لهم ومنعهم من نهب إحدى القطع الأثرية كان أبرزها.
محمد عبدالحكيم محمد الصياري
محمد عبدالحكيم محمد الصياري

يقول الصياري لــ«الأيام»: قبل أيام من اجتياح مليشيات الحوثي وقوات صالح لمدينة عدن في 26 مارس 2015م شهدت المدينة انفلاتا أمنيا متعمدا وفوضى وأعمال بلطجة وسلب ونهب وتخريب، وكان من أبرزها ما تعرضت له المرافق الحكومية وفي مقدمتها القصر الجمهوري في "معاشيق" بمديرية صيرة، الذي تعرضت كل محتوياته للنهب والسرقة وما شابه ذلك.. وفي خضم هذه الفوضى العبثية والتخريبية العارمة ذهبت بمعية مجموعة من الشباب ودخلنا إلى قصر معاشيق لعلنا نحد من أعمال العبث والنهب من قِبل الناهبين والبلاطجة، وبينما نحاول جاهدين صدهم ومنعهم عن ذلك شاهدنا مجموعة من الشباب وهم يهمون بحمل خزانة من القصر بطول متر تقريباً وبوزن مائة كيلوجرام، لعدم تمكنهم من فتحها، ذهبنا إليهم في بادئ الأمر وحاولنا ثنيهم عن فعلهم غير أنهم أصروا على السطو عليها، حينها أخذناها منهم عنوة، واحتفظت بها معي، وكنا لا نعلم ما بداخلها، وبعد انتهاء فترة الحرب، تم فتح الخزانة، فتفاجأنا بوجود قطعة أثرية قيمة وثمينة جداً، وقد عرض عليّ بيعها من قبل البعض لشخص مصري بملغ 20 مليون ريال يمني، ورفضت ذلك العرض لما تُمثله هذه القطعة الأثرية من قيمة تاريخية ووطنية للبلاد، فقيمتها لا تقدر بثمن، وهي أيضاً دليل على عراقة تاريخنا الضارب في عمق الحضارة الإنسانية، وكما قيل من لا ماضي له لا حاضر له، ومن لا حاضر له لا مستقبل له.
ويضيف: "لضمان الاحتفاظ بها وضمان بقائها سلمتها لرئيس مجلس الإدارة في البنك الأهلي اليمني بمحافظة عدن د. محمد حسين حلبوب".
بدوره أكد حلبوب لـ«الأيام» أن عشرات من صناديق القطع الأثرية محفوظة لديهم، في خزائن تحت الأرض وبدرجة عالية من الأمان.
كما أكدت إدارة البنك بعدن عن احتفاظها بالآثار الوطنية منذ الأزمة السياسية التي طرأت على البلاد إبان عام 2011م.
آثار طلقات نارية لمحاولة فتح الخزنة عام 94
آثار طلقات نارية لمحاولة فتح الخزنة عام 94

وأطلع حلبوب «الأيام» على موقع وجود تلك الآثار والموضوعة في خزائن وسراديب تحت الأرض، لا يصل إليها المرء إلا بعد تجاوزه لعدة أبواب، كل باب لا يفتح إلا بثلاثة مفاتيح.
وفي هذه الخزائن وضعت القطع الأثرية بداخل صناديق خشبية وأخرى حديدية، مقفل كل واحد منها بثلاثة أقفال، وفي المقابل يوجد صناديق لآثار وكنوز يقول حلبوب إنها "تؤرخ لحقب مهمة من تاريخ عدن خاصة واليمن عامة، ومازالت بحوزة البنك كأمانات"، داحضاً ما أثير بشأن تعرضها للسرقة والنهب.
وأضاف حلبوب في سياق تصريحاته لــ«الأيام» أن "إدارة البنك مازالت تحتفظ بصناديق الآثار برغم ما تشكله من عبء على إدارة البنك، لملء مساحات الخزنات المركزية، وملتزمة بالحفاظ عليها باعتبارها ثروة وطنية لا تقدر بثمن، فضلاً عن كونه واجبا وطنيا يتطلب من الجميع حمايتها والحفاظ عليها".
وأعربت إدارة البنك عن أملها في أن تعاود الهيئة العامة للآثار نشاطها ليتسنى لها استعادة القطع الأثرية.
وحاولت قوات علي صالح أثناء اجتياحها للعاصمة عام 1994م كسر الخزانات بإطلاق رصاصات عليها لنهبها، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل لسماكة الأبواب الخاصة بالخزانة، وما تزال آثار تلك الطلقات واضحة عليها إلى الآن.
وأظهر محضر تحصلت عليه «الأيام» خاص بتسليم واستلام صناديق حديدية وخشبية بين البنك الأهلي فرع العيدروس، والهيئة العامة للآثار والمتاحف بعدن.
إحدى بوابات الخزانة
إحدى بوابات الخزانة

ووقع على المحضر بين الطرفين في يوم الثلاثاء الموافق 12/ 4/ 2011م.
ووقع عن الطرف الأول البنك الأهلي مدير فرع العيدروس علي موسى علي، ومحاسب الفرع ميثاق محمد جازم، وعن الهيئة العامة للآثار والمتاحف د. رجاء صالح باطويل المدير العام، ومحمد سالم أحمد مدير الإدارة والتخطيط.
وتضمن المحضر ما يلي: 1 - استلم الطرف الأول من الطرف الثاني عدد (6) صناديق خشبية مقفلة، و(13) شنطة حديد مقفلة، منها (8) حجم كبير، و(5) حجم متوسط، لوضعها لديه كأمانة في غرفة محصنة تنفيذاً لمحضر الاتفاق بين الطرفين بتاريخ 10/ 4/ 2011م.
2 - يقر الطرف الثاني بأن الصناديق الحديدية خالية من أية مواد أو محتويات ضارة، وأنها تحتوي على آثار تراثية.
وفي النقطة الأخيرة أشار المحضر إلى عدم تحمل الطرف الأول أية مسئولية عن محتويات تلك الصناديق، ولا يقدم للطرف للطرف الثاني أية ضمانات تتعلق بمحتوياتها.
وكانت صحيفة «الأيام» أثارت في تقرير خاص موضوع "آثار وكنوز عدن المخفية" عدة مرات خلال شهر نوفمبر الماضي، للزميل جهاد محسن، أشار فيه إلى احتمالية نهبها وسرقتها. وهو التقرير الذي دفع رئيس مجلس إدارة البنك محمد حلبوب إلى الإفصاح عن احتفاظه بها وإخفائها عن أيدي اللصوص وتجار التاريخ، بحسب وصفه.
وتعرضت كثير من الآثار في المحافظات الجنوبية للنهب لما يزيد على عشرين سنة، واختفاء بعضها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى