قـصـة شهـيـد "عبدالرحمن صالح أسعد" (بكى لأنه لم يستشهد)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> جبهة بئر أحمد، إحدى الجبهات في محافظة عدن التي شهدت أعنف المعارك، صمد فيها شباب المقاومة الجنوبية، واستشهد فيها العديد منهم دفاعاً عن دينهم وعرضهم ووطنهم بعد أن شنت المليشيات الحوثية الحرب على المحافظات الجنوبية، عقب انقلابها على الحكومة الشرعية في صنعاء.
التحق عبدالرحمن صالح أسعد بصفوف المقاومة الجنوبية من بداية ترتيب صفوفهم بشكل عفوي وكان عبدالرحمن أحد أبطال المقاومة، ورغم أنه شاب صغير (من مواليد 1997م)، إلا أنه كان كالأسد في ساحات المعارك في جبهة بئر أحمد، أصيب في يده بشظايا هاون وطلب الطبيب منه أن يلزم المنزل لأخذ قسط من الراحة ليتماثل للشفاء، وبعد شفائه عاد إلى الجبهة.
وبعد تباشير النصر توجه هو وزملاؤه إلى محافظة لحج لتحريرها، وفي إحدى المعارك الطاحنة لتحرير صبر واستعداداً لتحرير المحافظة بأكملها من المليشيات الحوثية الغاشمة بتاريخ 26 /7 /2015م، كان على متن (شاص) هو وزملاؤه ومر (الشاص) على لغم أرضي، نتيجة لإطلاق النار الكثيف عليهم من قبل عناصر المليشيات الحوثية التي كانت تتمركز في أحد المواقع بصبر.
وقد استشهد في الموقعة عدد من زملائه، وكان عبدالرحمن صالح أسعد من الناجين، حيث سقط على الأرض تفصله مسافة قصيرة عن (الشاص) وعندما وصل إليه أحد شباب المقاومة لإنقاذه وجده يبكي بحرقة، فسأله لماذا تبكي هل أصبت بإصابة بالغة؟ فرد عليه: لا، فكان بكاؤه بسبب أنه لم تكتب له الشهادة، فهو كان يتمناها.
وفي اليوم الثاني بتاريخ 27 /7/ 2015م وأثناء تمشيطهم لمدينة صبر سقطت بقربهم قذيفة هاون واخترقت شظية صدر عبدالرحمن صالح فاستشهد على إثرها. كان عبدالرحمن يتمنى الشهادة، وبكى لأنه لم يلحق بأصدقائه الذين استشهدوا، وما هو إلا يوم واحد حتى نال ما تمناه.
رحمة الله على الشاب الذي عرف باستقامته وحفظه القرآن.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى