الزهاري بالمخا.. قرية صغيرة ملأتها قوات الحوثي ألغاما وعبوات ناسفة.. قائد فريق نزع الألغام: استخرجنا الكثير من الألغام والعبوات البحرية إيرانية الصنع

> تقرير - وتصوير/ نجيب المحبوبي

> مأساة كبيرة يعيشها أبناء قرية الزهاري، التابعة إدارياً لمديرية المخا بمحافظة تعز، جراء التهجير الإجباري الذي فرضته عليهم مليشيات الحوثي بقوة السلاح.
وفور تحريرها من قبل المقاومة سارع الأهالي بالعودة إلى منازلهم، غير أنهم وجدوها مزروعة بالألغام وبشكل كبير جدا، لاسيما في محيطها وأزقتها وساحلها الجميل، بل وفي عشش المواطنين المتواضعة.
وتلجأ المليشيات إلى تلغيم كل الأماكن التي توشك أن تنهزم فيها قبل الانسحاب، بألغام فردية وأخرى ضد الدروع، في مسعى منها لمنع أي تقدم لقوات المقاومة، الأمر الذي يخلف الكثير من القتلى والجرحى، خصوصاً في صفوف المواطنين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء.

وشهدت قرية الزهاري خلال الفترة الماضية انفجارات كثيرة بسبب هذه الألغام والعبوات، وباتت تهدد سلامة وحياة الأهالي بشكل مباشر، فيما تعمل الفرق الهندسية التابعة لقوة تحرير الساحل الغربي على استخراجها، وهي تتجاوز الألف لغم وعبوة، حسب تقديرات المختصين.
ويحد قرية الزهاري الصغيرة من الجنوب مدينة المخا، ومن الشمال قرية موشج التابعة لمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، ومن الشرق عزلة الجمعة بالمخا وعزلة الأهمول التابعة لمديرية موزع، ومن الغرب البحر الأحمر.
وتتميز الزهاري بأنها تجمع بين الوادي والبحر، وهو ما جعلها تجمع بين الأراض الزراعية والمناطق السياحية المطلة على البحر.

كما تمتاز بتنوع المحاصيل الزراعية مثل (الحبحب، البصل، الحبوب بمختلف أنواعها. وتزداد جمالًا بأشجار النخيل المنتشرة على ساحلها.
ولخصوبة أراضيها تجد السكان فيها يعملون في الزراعة كصدر أساسي للرزق، إلى جانب صيد الأسماك لاسيما ممن هم على الساحل، وتتميز ايضاً بوادي الملك وهو من المناطق السياحية الشهيرة.
«الأيام» زارت القرية لتملس هموم ساكنيها عن كثب لنقل معاناتهم، من قوات الحوثي، كما التقت بالفرق الهندسية والقوة التي المحررة لها.
*نعمل على نزع الألغام
ويوضح أركان حرب اللواء الأول عمالقة ذويزن أبو سيف بأن قواته تفاجأت حين دخولها للقرية فور تحريرها بوجود أعداد كبيرة من العبوات والألغام التي تعمدت مليشيات الحوثي بزرعها في كل مكان بالقرية فيما فيها منازل المواطنين».
وأكد أبو سيف لـ«الأيام» بأن الفرق الهندسية تعمل بكل جهد على نزعها منذ اليوم الأول من التحرير؛ لتوفير الأمان لأهالي القرية، ويتمكنوا من التنقل في قريتهم دون أي خوف أو قلق على حياتهم».

وأشار قائد غرفة العمليات باللواء مازن الحوشبي الى أن كمية الألغام والعبوات الكبيرة في القرية تطلب وجود فرق هندسية كبيرة لتتمكن من استخرجها بشكل كامل، مشيراً إلى أن «عملية التنقل في الزهاري أصبحت محدودة جداً وتتم بحذر شديد، خصوصاً بعد أن أفجرت الكثير من الألغام بسيارات مواطنين».
وأضاف في تصريحه الخاص لـ«الأيام» في ساحل القرية زرعت المليشيات أيضاً عبوات موصلة بالدواسات رطبة لتتناسب مع رمال الساحل، وسرعان ما تنفجر حال الدوس عليها من قِبل المواطنين».
*الألغام تهدد حياتنا
وقال عاقل القرية عمر صالح: «انظروا ماذا عمل الحوثيون المجوس في قريتنا التي أصبحت مملؤة بالألغام وتهدد حياتنا».
وأضاف في حديثه لـ«الأيام» لقد اجبرنا الحوثيون على مغادرة منازلنا وعششنا بالقوة والنزوح إلى مديرية الخوخة، قبل أن نتمكن من العودة إليها فورًا بعد تحريرها من قبل المقاومة، آملين بحياة كريمة بعد أشهر من النزوح والتعب، غير أننا وجدنا ما لم يكن في الحسبان، حيث وجدنا منازلنا مزروعة بالألغام، والأمر كذلك في شوارع القرية وساحلها الجميل الذي كان يمثل قبلة للناس المتوافدين إليه من كل مكان لجماله الطبيعي».
لغم تم استخراجه من أمام  منزل أحد المواطنين
لغم تم استخراجه من أمام منزل أحد المواطنين

وقال: «باتت الألغام تهدد حياتنا وأصبحنا نسير في قريتنا ونحن خائفين منها، وهنا أتقدم باسمي ونيابة عن أبناء قرية الزهاري بخالص الشكر والتقدير لأبطال المقاومة الجنوبية والتهامية على عملهم بنزع الألغام التي يتجاوز عددها الألف لغم وعبوة ناسفة، آملين منهم مواصلة عملهم لنتمكن من العيش بأمان في قريتنا ومنازلنا».
*ألغام إيرانية الصنع
فيما أكد قائد فريق الألغام باللواء الأول عمالقة المهندس مروان دغيش الشهير (بالسيد لغم) بأن الفرق ما تزال تواصل عملها بنزع الألغام التي زرعها الحوثيون في جميع أنحاء القرية الصغيرة، مشيرًا إلى أن «الفرق استخرجت المئات من الألغام والعبوات، من القرية وشوارعها، وأمام منازل المواطنين وداخل عششهم، ومنها ما قد انفجر بسيارات مدنيين».
قائد فريق الألغام يقوم بتوعية مواطني القرية
قائد فريق الألغام يقوم بتوعية مواطني القرية

وأضاف لـ«الأيام»: تمكنا أيضاً من نزع الكثير من العبوات والألغام التي زرعتها المليشيات في الساحل الجميل، وهي عبارة عن ألغام بحرية وعبوات كبيرة متصلة بدواسة على رمال الساحل، وهذا النوع هو صناعة إيرانية وتنفجر فوراً حينما يتم الدوس على الدواسة بالرجل»، مؤكداً بأن كثرة الألغام المزروعة بحاجة ماسة لفرق هندسية أكثر للتمكن من استخراجها من أمام منازل المواطنين، لمساعدتهم من التنقل والسير بأمان».
*إصابة امرأتين بلغم
بشير أحمد عبد الله أحد مواطني القرية ونجا من الموت بأعجوبه إثر انفجار لغم بسيارته، يقول لـ«الأيام»: بينما كنت أمشي بسيارتي بمعية امرأتين في القرية انفجر أحد الألغام بها، وتعرضت إحداهما لإصابة بالغة بترت على إثرها إحدى قدميها، فيما أُصيبت الأخرى بالعديد من الشظايا، أما أنا فقد خرجت سالماً باعجوبة ولله الحمد.
بشير أحمد أمام سيارته
بشير أحمد أمام سيارته

وبحسرة يضيف: «كانت سيارتي بالنسبة ليّ هي أخر ما أملكه، فسبق أن استشهدت زوجتي وأبنائي في قصف الطيران بسبب تمركز الحوثيين في منزلي».
*حرمنا من اللعب
فيما قالت الطفلة يسيرة محمد: «نحن أطفال ونريد العيش بأمان، نريد أن نلعب، لقد أصبحنا لا نستطيع اللعب في قريتنا، بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون أمام منزلنا، وذات مرة وبينما نحن نلعب وجدنا أحد الألغام أمام باب منزلنا».
وتضيف لــ«الأيام» (مخاطبة الحوثيين) أقول لتلك المليشيات اتقوا الله فيما عملتم فينا، وإن شاء الله يواصل أبطال المقاومة عملية استخراج الألغام من قريتنا لنلعب فيها بدون خوف».
عششنا لم تسلم من التلغيم
وقال صيادو قرية الزهاري لـ«الأيام»: شردتنا المليشيات من قريتنا وكنا على أمل بأننا سنعود إليها لنواصل مهنتنا بالاصطياد غير أننا فؤجئنا فور دخولنا لعششنا أمام الساحل بانفجار إحدى العبوات بأحد الصيادين، بسبب زرع الحوثيين للكثير منها على الساحل، واعاقتنا من المشي والتنقل فيه، وبفضل الله وجهود فريق الألغام التابعة للواء الأول عمالقة تم استخراج أكثر من مائة عبوة».
تقرير - وتصوير/ نجيب المحبوبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى