قـصـة شهـيـد "حسن صالح الخضر" (لبيك يا عدن)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> الشهيد حسن صالح الخضر، من أبناء مديرية البريقة بمحافظة عدن، من مواليد 1993م. بعد إكماله الثانوية العامة في عدن سافر حسن إلى ماليزيا والتحق بإحدى جامعاتها، وبعد إكماله العام الجامعي الأول في مجال الهندسة هناك اضطر حسن للتوقف عن الدراسة والعودة إلى موطنه (عدن) في 2015 للمشاركة في صد عدوان المليشيات الانقلابية الحوثية وقوات الرئيس السابق الهالك "صالح" التي أعلنت حربا على عدن وبقية المحافظات الجنوبية ظلما وعدوانا.
لبى حسن نداء الجهاد في سبيل الدين والعرض والأرض وعاد إلى محافظة عدن يملؤه الحماس والعنفوان.. وحينها التحق حسن وصديقه الصدوق والمقرب له عماد الوهاشي بشباب المقاومة الجنوبية في عدن، وكانا في مجموعة واحدة ومتلازمين دائما.. وفي تلك الفترة كانت أحيانا تقتضي الحاجة إجراء عمليات غربلة وتنقلات في فرق ومجموعات المقاومة، إلا أن الصديقين (حسن وعماد) كانا يرفضان أن يكون كل واحد منهما في فريق أو في مجموعة، فقد كانا حريصين أن يكونا في مكان واحد وقريبين من بعض.
شارك حسن في العديد من جبهات القتال في عدن إلى جانب صديقه المخلص "عماد الوهاشي" منذ بداية الحرب منها جبهة صلاح الدين وبئر أحمد، كما شارك الصديقان حسن وعماد في عملية “السهم الذهبي” لتحرير محافظة عدن التي كانت بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وتمكنت حينها المقاومة الجنوبية من تحرير محافظة عدن وبعد ذلك محافظة لحج، واتجه حسن وصديقه عماد بعد ذلك مع شباب المقاومة الجنوبية إلى محافظة أبين لمساعدة ومساندة شباب المقاومة هناك في طرد المليشيات الحوثية المجوسية وقوات صالح منها.
وفي مديرية مكيراس بأبين وفي إحدى معارك التحرير الطاحنة نفذت المليشيات الحوثية الغازية هجوماً عنيفاً مباغتا على مواقع شباب المقاومة الجنوبية هناك بالقرب من قرية "بركان" سقط فيه العديد من شباب المقاومة الجنوبية بين شهيد وجريح من بينهم الشاب البطل حسن صالح الخضر، حيث أصيب برصاصة قناص في رقبته وظل مرميا على الأرض ولم يستطع أحد انتشاله وسحبه لإنقاذه لأنه كان مرميا على خط النار، إلا أن صديقه الصدوق عماد الوهاشي تقدم نحوه ولم يأبه لكثافة النيران التي كانت تطلق عليه ولا لأصوات زملائه الذين حاولوا منعه بالقوة لخطورة المجازفة، وكأن لسان حاله يقول "لا حياة لي بدونك يا حسن، إما العيش سويا أو الشهادة سويا"، وما أن وصل عماد إلى صديقه حسن حتى سقط إلى جانبه بعد إصابته بنيران العدو المليشياوي، وكان ذلك في تاريخ 15 /8 /2015م، وبقيت جثتا حسن وعماد مرميتين ولم يستطع زملاؤهما سحبهما من خط النار.. بعد ذلك نفذت العناصر الحوثية هجوما على ذلك الموقع واضطر شباب المقاومة للانسحاب منه دون التمكن من أخذ جثتي حسن وعماد، ولايزال ذلك المكان تحت سيطرة المليشيات الحوثية حتى الآن، ولا يعلم أحد شيئا عن مصير جثتي الصديقين حسن وعماد حتى الآن، ليكتبا شهيدين دون أكفان.. رحم الله الشهيد حسن وصديقه عماد وجميع شهداء الجنوب الأبطال.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى