قـصـة شهـيـد "نظمي رزق الله عوض" (لله ثم للوطن)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> الشهيد نظمي رزق الله عوض، مواليد 1979، متزوج ولديه ولدان، كتب وصيته على ورقة، وكانت فيها ديونه، وأوصى أن يُعطى سلاحه لابنه ذي الأربعة الأعوام، كانت كلماته لأمه “يا أمي لماذا لم أستشهد بعد مثل أصدقائي”، فردت عليه أمه بالمثل المتداول في مجتمعنا بعدن قائلة: “اللي حفظك بالحشا يحفظك حيث ما تشاء”.. سعى جاهدا إلى تحقيق حلمه بالذهاب إلى الحج برفقة والدته، وجمع المال لتحقيق ذلك.
نظمي رزق الله كان من أوائل الشباب الذين انظموا للمقاومة الجنوبية التي شُكِّلت ونُظِّمت صفوفها بشكل عفوي، لصد ومواجهة المليشيات الحوثية المجوسية الانقلابية وقوات الرئيس السابق الهالك “صالح” المساندة لها، التي هرولت نحو المحافظات الجنوبية وأعلنت الحرب عليها في مارس 2015م لمحاولة اجتياحها والسيطرة عليها، وذلك بعد انقلابها على الشرعية الدستورية وسيطرتها على صنعاء والمحافظات المجاورة لها.
ظنت تلك المليشيات الإيرانية المأجورة بأن المحافظات الجنوبية ستكون لقمة سائغة، وأنها ستسقط في قبضتها خلال أيام من الهجوم عليها.. إلا أنها انصدمت بجدار قوي وسد فولاذي اسمه أبطال الجنوب الأحرار وهم شباب المقاومة الجنوبية، الذين وقفوا في وجه عناصر تلك العصابة البربرية وآلياتها وترسانتها العسكرية الضخمة.
فعلى الرغم من أن شباب المقاومة الجنوبية لم يكونوا حينها يملكون السلاح والذخيرة الكافية، ولا الخبرة العسكرية، إلا أنهم كانوا يملكون العزيمة والحماس والعقيدة السليمة، فانتفضوا كالبركان الثاثر للدفاع عن دينهم وعرضهم وأرضهم، غير آبهين بأرواحهم التي نذروها لله ثم للوطن.
وقدم أبناء الجنوب حينها أروع الملاحم البطولية في تصديهم لذلك الغزو الوحشي، وانتصروا على المليشيات الحوثية الإيرانية.
وكان الشهيد نظمي رزق الله عوض أحد أبناء الجنوب الأبطال، وسقط شهيدا أثناء مشاركته في عملية تحرير مديرية التواهي بعدن، بعد إصابته بشظايا (آر بي جي) في تاريخ 19 /7/2015 م.. رحمه الله وغفر له.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى