قـصـة شهـيـد "مروان علي فتيني" (ابن عدن البار)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> أبلغته الطبيبة بأن زوجته حامل بـ(بنت) بعد إجراء الفحوصات الخاصة بالحمل، ففرح كثيرا فهي ستكون الابنة الثالثة له، فأوصى زوجته بأن تسميها “روان، وكان ينتظر ولادة زوجته ليفرح بطفلته الثالثة.
إلا أن الحرب الغاشمة التي أعلنتها المليشيات الحوثية الكهنوتية الانقلابية على عدن وبقية المحافظات الجنوبية، بدعم وإسناد من قوات الرئيس السابق الهالك “صالح” في 2015، قضت على حلم مروان علي فتيني، حيث استشهد وهو يدافع عن دينه ووطنه أثناء تصديه للعدوان المجوسي الباغي، قبل أن يرى مولوده الجديد..
الشهيد مروان علي فتيني، من مواليد 1979 من أبناء مديرية البريقة بعدن، وضعت زوجته حملها بعد استشهاده وكان المولود ذكرا، فسُمِّي “مروان” على اسم أبيه الشهيد، جاء مروان الابن للحياة بعد أن غادر مروان الأب، واهباً العزة والكرامة لابنه ولأهل عدن والجنوب بأكمله بعد أن ضحى بحياته من أجل أن ينعم أبناء الجنوب بالسلام.
التحق مروان فتيني بشباب المقاومة الجنوبية في بداية حرب 2015م، والذين تداعوا ورصوا ونظموا صفوفهم بشكل عفوي، للوقوف في وجه العدو الحوثي العفاشي الوحشي.. فعلى الرغم من امتلاك شباب المقاومة الجنوبية للأسلحة الخفيفة فقط، وافتقارهم للذخيرة والخبرة العسكرية الكافية، إلا أن غيرتهم على دينهم ووطنهم وعرضهم دفعهم للخروج وحمل السلاح لمواجهة عدو مدجج بالسلاح بكل حماس. صال مروان فتيني وجال في العديد من جبهات القتال ضد المليشيات الحوثية الغازية..
وفي تاريخ 2 يوليو 2015م خرج مروان ظهراً من منزله وهو صائم متوجها إلى الجبهة، وهناك كانت مناوبته حيث جلس خلف المترس المخصص له، استغل الهدوء الذي كان سائدا آنذاك في المكان وأخرج القرآن الكريم من جيبه وبدأ يقرأ وفجأة توقف عن القراءة وانتفض ليرى من فوق المترس ماذا يحدث، إلا أنه سقط على الأرض مباشرة مضرجا بدمائه واستشهد بعد إصابته برصاصة قناص غادر استقرت في رأسه.. رحمة الله عليه.
شهداؤنا ضحوا بحياتهم من أجل أن يعم السلام والتعايش مدينة عدن ولتحيا بسلام كما كانت على مر العصور.. مدينة عدن التي قبلت كل الجنسيات والديانات وتعايش الجميع فيها، لم تميز بين أبنائها لذا حب عدن جمعهم وضحوا بحياتهم من أجلها.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى