قـصـة شهـيـد "الطفل عبد الرحمن محمد يوسف " (اغتيال الطفولة)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> يركض هنا وهناك، يختبئ وراء الستار فتفضحه أمه من صوت ضحكاته، فتهم بالإمساك به إلا أنه يفلت منها مع صوت ضحكاته، حتى تمسكه وتدغدغه فتملئ ضحكاته أرجاء المنزل. إنه الطفل الشهيد عبدالرحمن محمد يوسف، من أبناء محافظة عدن، مدينة كريتر، حارة القاضي، كان عمره أربع سنوات حين شنت المليشيات الحوثية الغازية الهمجية الحرب على محافظة عدن والجنوب في عام 2015م.
الطفل الشهيد مع خاله محمد أنيس
الطفل الشهيد مع خاله محمد أنيس

أثناء فترة الحرب طلبت أم عبدالرحمن من زوجها الذهاب إلى بيت أهلها ليطمئن عليهم، لأنها كانت تشعر بقلق على أخيها محمد أنيس الذي كان أحد أبطال المقاومة الجنوبية في عدن، فذهب أبو عبدالرحمن وتفقد أهل زوجته ثم عاد زوجها وطمأنها.. وفي تاريخ 22/4/2015م في الساعة الحادية عشرة صباحاً كان يوم هدنة، وجاء والدها إلى منزلها ليطمئن عليها وليمطئنها على أهلها، وحين دخل الجد من الباب حتى ركض عبد الرحمن إليه ليقفز كعادته عليه وليحتضنه جده بقوة ويقبله، وبعد لحظات قرر الجد العودة إلى منزله وتشبث عبدالرحمن بجده فقامت أمه بترتيب ملابسه في حقيبته الصغيرة ليبقى عن جده عدة أيام في حال احتدمت الأمور بين المليشيات الغازية وأبطال المقاومة الجنوبية.
الطفل الشهيد مع والده
الطفل الشهيد مع والده

خرج الجد وبيده حقيبة ملابس عبدالرحمن ويمسك بيده الأخرى بيد عبدالرحمن الصغيرة بينما كانت يد عبدالرحمن الأخرى تمسك (بعود النعناع)، وقف جد عبدالرحمن مع شباب الحي وهم يتجاذبون أطراف الحديث حتى فاجأتهم رصاصة اخترقت رأس الطفل عبدالرحمن من الخلف لتخرج من الفك وتخترق يده التي تمسك بعود النعناع الذي بفمه وتسبب فتحة عليها ليسقط الطفل البريء عبدالرحمن مضرجاً بدمائه فتم إسعافه إلى المستشفى إلا أن روحه الطاهرة فارق جسده وسط حزن ساد مدينة عدن بأكملها وأمه وأبوه مكلومان فقد فقدا ابنهما الوحيد. كيف لبشر أن يغتال طفولة بريئة، أي ذنب قد اقترفه طفل وأي رعب قد سببه هذا الطفل الذي يحمل عود النعناع في فمه، أي رعب زرعتموه يا أبطال المقاومة الجنوبية حتى ينتقم منكم الوحوش المتعطشة لدماء الجنوبيين بهذا الشكل.. أكان يظن القناص التابع لمليشيات الحوثي الذي كان يختبئ في جوف الجبل بأن عود النعناع في فم الطفل سلاح فتاك قد يدمر المليشيات الحوثية، بأي ذنب قتل الطفل عبدالرحمن الذي مازالت ضحكاته يتردد صداها في أرجاء منزله؟!.. رحمة الله عليه، وإن شاء الله شفيعا لوالديه.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى