قـصـة شهـيـد "محمد محسن السليماني السعدي" (فارس جبهة جعولة)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> زامل الشهيد محمد محسن السليماني السعدي:
(كوني شهادة يا مزارع جعولة
وترصدي وكل واحد بايشوف
إما نصلي بعدهم في سربلة
ولا يصلوا بعدنا ضم الكفوف)
تعقيب الشاعر أبو سالم الجحربي:
((زامل تسجل من شهيد المرجلة
بالدم لحمر يكتب أسراب الحروف
تاريخ يتصدر صمود المرحلة
من قول ثائر في مقدمة الصفوف
رحيل أبو فارس خسارة مثقلة
والشمس غابت واختفت بعد الكسوف
يافع رصد يوم الرحيل تزلزلت
رغم الألم تمشي على حد السيوف
أقسم محمد والقسم محسوب له
لن يبقى الغازي على أرضه يحوف
سجل حضوره بالصفوف الأولة
لبي نداء الأوطان في أصعب ظروف
قائد جنوبي من رجال الديولة
شارك مع ثابت عبد يوم الوقوف
المدفعيـة تعــرفه والبـوصلـة
والبحر والبر والمزارع والكهوف
كوني شهادة يا مزارع جعولة
وسجلي اسم المناضل بالكشوف
لا توضعيهم في السلال المهملة
لا تهملين أعمالهم تحت الرفوف
هم من هزم صالح ومهدي مقولة
ذي رجعوا ضبعان لا صنعاء خروف
اسم السليماني بدمه سجله
مع رفاق الدرب قد صاموا عطوف
كوني شهادة يا شوامخ مشألة
القارة النصباء و يا صيرة وحوف
عهدا علينا لن نصلي سربلة
هم من يصلوا بعدنا ضم الكفوف
رغم التآمر ضدنـا والبهدلـة
عندي امل بالشعب ذي قدم ألوف
اليوم أسسنا جسور المرحلة
وأركان صلبه بالقواعد والسقوف
مجلس جنوبي والهدف يتكفله
تحرير واستقلال غصبا على الأنوف
يا لله طلبتـك والشهيـد اتقبله
في جنة الفردوس وأعيانه تشـوف
والختم صلوا كلما المزن أهمله
وكلما العابد على الكعبة يطــوف))
الشهيد محمد محسن السليماني السعدي "أبو فارس" من مواليد 1947م، كان في السلك العسكري في منتصف السبعينات، حيث كان في سلاح المدفعية.. وحظي الشهيد بشرف المساهمة في عدد من المعارك في سبيل الوطن والدفاع عن حدوده أثناء تواجده في الخدمة العسكرية.
كان أبو فارس من أوائل من تصدى لهجمات المليشيات الحوثية المجوسية وقوات الرئيس المخلوع الهالك "صالح" في 2015م، أثناء شنهما حربا ظالمة على عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
يقول صديقه: "كان الشهيد أبو فارس أحد الأبطال الذين تصدوا لجحافل الغزاة في مزارع جعولة الواقعة في شمال غربي محافظة عدن، وهي إحدى أهم مسارح المعارك الشرسة التي قال عنها الشهيد:
(كوني شهادة يا مزارع جعولة
وترصدي وكل واحد بايشوف
إما نصلي بعدهم في سربلة
ولا يصلوا بعدنا ضم الكفوف)، حينها كان الشهيد ورفاقه الأبطال يخوضون معارك شرسة في إحدى جبهات جعولة، وقد ألحقوا بالعدو خسائر فادحة، حيث قتلوا الكثير من عناصر المليشيات ودمروا آلياتهم.. وفي تاريخ 3/7/2015م سقط أبو فارس شهيداً وهو يقاتل بشجاعة نادرة من على ظهر دبابة (تي 62) روسية الصنع، وفي اليوم الثاني من استشهاده تم مواراة جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة أبو حربة بعدن، وعندما انتهينا من دفنه وجدت شابا أما البوابة يظهر من هيئته أنه قادم من معركة شرسة، سألني عن أبو فارس، وقد أخبرته أننا انتهينا من دفنه للتو، وظل الشاب يتمم (مات أبو فارس.. مات أبو فارس) فحاولت إخراجه من صدمته فارتجت الأبيات الآتية:
(ما مات أبو فارس تمطى إلى العلا
كريماً مكرما عند أعز الكرماء
وقد ارتوى من دمه الطاهر الثرى
شهيداً رفيق أبطال صاروا شهداء
وأنا وأنت نطلب من الله الرثاء
يا ليته ما مات أو أنت الذي قد مات أومت أنا )
ولكني شعرت بأن هذه الأبيات عكست صورة غير جيدة عنده، لذلك قلت الحمد لله ورحمة الله على الشهيد.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى