قـصـة شهـيـد "محمد منصور حمود غانم" (عاشق عدن)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> هو رابط الدم و الانتماء الذي حرك معظم شباب المهجر ليلبوا نداء الوطن، نادت عدن مستغيثة بأبنائها في الداخل فلبوا النداء، فلم يستطع أبناؤها في المهجر أن يروا وطنهم يستغيث ويقفون مكتوفي الأيدي، ومن ضمن أولئك الشباب الشهيد محمد منصور حمود غانم، من مواليد المملكة العربية السعودية بجدة في 7 مارس 1990م.
يقول خاله عبدالرحمن ميسري الذي كان يعمل في الجانب الخيري والإنساني في فترة الحرب: “رغم الغربة إلا أن محمد منصور لبى نداء عدن، لم ينسَ أبدا موطنه الأصل اليمن وخاصةً عدن التي كان ينجذب إليها، حيث كان لا يمر العام دون أن يزورها، فقد كان حريصاً على القدوم إليها دوما، ليرتمي في سواحلها الخلابة وبين أهلها الطيبين.
ظل الشهيد محمد منصور طوال حياته يحمل على عاتقه الحنين لموطنه الأم اليمن، وكان حلمه الأكبر هو رد الجميل لعدن الأصل والحضارة، وحين أغارت قوى الظلام من المليشيات الحوثية وقوات النظام المخلوع صالح على محافظة عدن في مارس عام 2015 أقسم محمد أن يشارك أبناء عدن المخلصين في الدفاع عن الدين والأرض والعرض، ورغم كل المخاطر الجمة حينها للوصول إلى عدن براً لأن الجبهات كانت في أوج اشتعالها وسعيرها، لكنه غامر بحياته وتمكن من الوصول مدينة البريقة يوم 31 مارس 2015م".
ويردف قائلا: “بعد خمسة أيام فقط من اشتعال الحرب بالمحافظات الجنوبية وصل محمد للبريقة حيث يوجد مسكن أخواله، ومنذ وصوله كان حريصاً على أن لا يضيع الفرصة مطلقاً، فهناك نداء إلهي خفي كان يسيطر على حياته، فبدأ بشراء قطعة سلاح ليكون رفيقه في ترحاله للجبهات، فشارك الشهيد بالعديد من الجبهات بعدن، وحين نادت المساجد بالبريقة للجهاد كان في مقدمة صفوف الشباب الذين تجمهروا بالمجلس المحلي بالبريقة، بعدها انخرط الشهيد بجبهة بئر أحمد ثم استقر به الحال في جبهة البساتين، بعد أن أوكلت قيادتها لخاله وليد الميسري، وكانت هذه الجبهة هي الأشرس والأعنف من بين كل الجبهات، وتميز الشهيد بشجاعته في المعارك ودماثة أخلاقه في السلم، حيث كان حديث كل من عرفه حينها، وطوال فترة حياته بالحرب في عدن كان الشهيد معطاء فالذي بيده ليس ملكه، بل إنه حرص على إعانة الأسر الفقيرة المنكوبة في البريقة خاصة وعدن عامة، جراء الحرب الظالمة.. وكانت لإسهاماته مع رفيق دربه طيب الذكر الشيخ إبراهيم العسيري المتواجد في جدة وأهل الخير بالمملكة لإعانة إخوانهم بعدن الأثر الطيب، وقد أبلى فيها الشهيد بلا حسناً، فكان حريصاً على إيصال تلك المعونات للأسر المحتاجة يداً بيد، فكان يتجاوز كل الحصون التي شيدتها المليشيات الحوثية بعدن، وقد شاركني في أغلبية أعمال الخير التي كنت أقوم بها في تلك الفترة".
ويختتم قائلا: "لم يغفل الشهيد يوماً عن مشاركة رفاقه في الجبهات، ويقينه أن أعمال الخير هي من أفضل انواع الجهاد.. وفي يوم الجمعة الثاني من رمضان كان الشهيد قد استجاب لنداء خالقه فذهب بعد صلاة التراويح مهرولاً للجبهة ليجد في انتظاره خاله وليد ميسري، ويومها كانت جبهة البساتين مشتعلة جداً لكن الشهيد كان جسوراً قوياً كعادته، ويتذكر كل من كان معه بأرض المعركة كيف كان محمد منصور مقداماً، ويتذكرون كلماته يومها وهو يناديهم بالثبات بالمعركة ويبشرهم بأن النصر المؤزر آت بإذن الله، حتى جاءت قذيفة هاون غادرة وأصيب بشظاياها فسقط على إثرها مغشياً عليه، ورغم محاولة خاله لإسعافه لأقرب مستشفى بدار سعد (أطباء بلا حدود) إلا أن روح الشهيد الزكية فاضت لبارئها في فجر السبت 20 يونيو 2015م تاركاً خلفه سيرةً عطرةً وأعمالاً خيرةً، شهد ويشهد لها كل من عرف الشهيد محمد".
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى