قـصـة شهـيـد "ياسر عبدالله محمد الحبيشي" (فارس لحج)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> يقول حميد السلامي، مدون قصص الشهداء بمحافظة لحج بعد الجلوس مع الأستاذ صالح الشبلي صديق الشهيد الذي زوده بمعلومات عنه بأن "الشهيد ياسر عبدالله محمد الحبيشي، من مواليد مدينة الحوطة محافظة لحج عام 1970م جده التربوي القدير الأستاذ حسين محمد منيعم (والد أمه)، وجميع من في الحوطة يعرف وعايش البطولات الكبيرة للشهيد ياسر الحبيشي التي كانت حديث أبناء لحج منذ بدء الغزو على الحوطة، ومن اليوم الأول خرج الشهيد ياسر مع جموع شباب المقاومة من الحوطة وتبن بتشكيلات المقاومة الجنوبية، وكان الشهيد الحبيشي أولهم الذي لم يبخل من تقديم المال للمقاومة الجنوبية، حتى قدم روحه الطاهرة فداء للدين والأرض والعرض وأصبح واحدا من أبطال المقاومة الذين يشار إليهم بالبنان بدءا من جبهة الحوطة مرورا بجبهة سيلة بله ثم إلى جبهات عدن مروراً بمناطق عدة من الحبيلين، أبين، مودية، شبوه ثم إلى عدن عبر البحر ومعهم أعداد كبيرة من رجال المقاومة الجنوبية من تبن والحوطة.. وكان الهدف الأساسي لجهاد البطل ياسر هو إعلاء كلمة الله، وتحرير مدينة الحوطة وقرى مديرية تبن وتحرير الجنوب”.
ويردف قائلا: “كان ياسر تحت قيادة المقاوم يوسف فيصل عبدالدائم الشهير بـ(يوسف جرادة) التي شكلت واحدة من فصائل المقاومة الجنوبية، والذي اتخذ من حوطة لحج مكانا للدفاع والقتال في أحد الجبهات القتالية واستمر في القتال مدافعا وداعما للجبهات بالمال والسلاح، وسخر جزءا كبيرا من ماله الذي جمعه هو ووالده وإخوانه من مكتبتهم الخاصة لشراء ذخائر ولوازم المعارك، بعد انسحاب المقاومة الجنوبية من الحوطة توجه برفقة إخوانه ورفاقه من مقاتلي المقاومة إلى قرية المجحفة (شرق الحوطة محافظة لحج) في نهاية شهر مايو 2015م وقوبلوا بترحاب كبير تلك الليلة من قبل أبناء المجحفة والتقوا وعقدوا اجتماعهم الطارئ وقرروا الخروج والالتحاق بالجبهات الأخرى، وغادروا كل مجموعة على حدة خلال تلك الليلة الى الجبهات المتفق عليها وبالتنسيق مع القيادة العامة (المقاومة الجنوبية). انطلق مع زملائه إلى مديرية الحبيلين لاستئناف الجهاد والقتال الى جانب القوات المرابطة في (سيلة بله) التابعة لمعسكر العميد (جواس) عضو قيادة المقاومة الجنوبية. وشارك الشهيد ياسر في جبهات محافظة عدن (بئر احمد) أقوى الجبهات وأعنفها واتخذها مع زملائه مركزا لهم لمواصلة قتالهم وفي هذه الجبهة الشرسة قاتل ودعم وأخلص في المعارك واستبسل فيها، وكان يتنقل بين جبهات بئر أحمد ومدينة إنماء، وكان واحدا من المشاركين في تطهير بعض المدن في محافظة عدن وهي كر يتر و المعلا و التو اهي وخور مكسر. وبعد تطهير مدن عدن انتقل ياسر الحبيشي إلى مدينة صبر في محافظة لحج مع المقاومة الجنوبية واتخذوا موقعهم الأخير في قلب جبهة صبر لتطهير هذه المدينة من المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها ودحرها خارج محافظة لحج”.
ويختتم قائلا: “وفي يوم الإثنين 2015/7/27م الساعة الرابعة عصرا بدأت الهجمة الشرسة (المخططة) من أبطالنا والتي شهدها البطل ياسر الحبيشي وبرفقة الشهيدين غسان الديشي ووضاح السقاف، وتم فيها استشهاد غسان الديشي ووضاح السقاف وأسر البطل ياسر واقتيد إلى مكان مجهول. واستمر البحث عنه دون ملل أو كلل وبقيادة القائد يوسف جرادو، وللأسف لم يتم العثور عليه، وفي يوم الثلاثاء 2015/8/4م عثر على جثة المقاتل ياسر بجانب السجن المركزي صبر صباحا من قبل بعض الأخوة في المقاومة عند تمشيط المنطقة، وكانت صدمة كبيرة تلقاها زملاؤه في المقاومة الجنوبية.
وفي هذه الأثناء اكتشف المقاتلون مدى حقد وصلافة وخسة أساليب الإجرام الحوثي ومن سار على نهجهم ووافق على دناءتهم لأنهم لم يكتفوا بمعاملته كأسير ضمن الأسرى الذين يتم القبض عليهم في المعركة وفقا للقوانين والمواثيق الدولية الخاصة بالأسرى لكنهم عذبوه وقتلوه ورموا بجثمانه الطاهر ليكشفوا للعالم مدى البشاعة في وجوههم السوداء المهزومة عندما أدركوا أن بطل الحوطة قدم ملاحم بطولية في التحرير والخلاص من ظلمهم وغزوهم الحوطة وتبن ولحج وعدن وبقية المحافظات الجنوبية.
وقد قرر أهله وأخواله وأصدقائه وعدد من شباب المقاومة وشباب تحرير الحوطة وتبن أن يتم تشييعه ودفن جثمانه الطاهر في مقبرة أبو حربة (إنماء) في عدن.. رحمة الله عليه”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى