جماعة الحوثي تعلن مقتل الصماد و6 من مرافقيه بغارة في الحديدة

> صنعاء «الأيام» خاص

> صنعاء «الأيام» خاص
التحالف العربي يقتل الرجل الثاني في قائمة المطلوبين من جماعة الحوثي، وهو رئيس المجلس السياسي صالح الصماد مع عشرات من مرافقيه في غارة جوية بالحديدة، غير أن مصادر متعدد أفادت بتعرض الصماد لعملية تصفية من الحوثيين عقب خلافات عصفت بالجماعة.
أعلن المجلس السياسي، التابع لجماعة الحوثي، أمس، مقتل رئيسه صالح الصماد في غارة جوية لطيران التحالف العربي.
وقال المجلس في بيان «ننعي للشعب اليمني وللأمة جمعاء استشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد».
ونقلت قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة أن الصماد قتل ظهر الخميس الماضي في غارة شنها طيران التحالف العربي على مواقع في محافظة الحديدة.
وذكرت مصادر إعلامية أن الصماد قتل خلال غارة لمقاتلات التحالف على موقع عسكري في شارع الخمسين بالحديدة، وأن عشرين آخرين من القيادات الحوثية قتلوا أيضا في الغارة، غير أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي قال في خطاب متلفز مساء أمس إن ستة فقط من مرافقي الصماد قتلوا في العملية.
وأضاف الحوثي: «ببالغ الحزن والأسى ننعي إلى شعبنا اليمني العظيم الشهيد العزيز الرئيس صالح علي الصماد، رحمة الله عليه، الذي قضى نحبه شهيدا ظهر يوم الخميس الثالث من شهر شعبان، التاسع عشر من أبريل مع ستة من مرافقيه، إثر استهدافه بغارات جوية في محافظة الحديدة بعد عودته من الجامعة عقب لقائه بجمع من السلطة المحلية ووجهات من محافظة الحديدة، وعند وصوله إلى شارع الخمسين وبالقرب من جولة الأقْرَعي خلف فندق قصر الاتحاد استهدفته طائرات العدوان الأمريكي السعودي بثلاث غارات جوية، فاستشهد رحمة الله عليه عزيزا حرا كريما صامدا شامخا ثابتا أبيا، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
وأشارت مصادر إلى أن من بين القتلى نائب رئيس هيئة الأركان بوزارة الدفاع المعين من الحوثيين اللواء الركن علي حمود الموشكي، ورجحت مصرع فارس مناع والمشرف العام للعاصمة صنعاء.
وأعلنت جماعة الحوثي تعيين مهدي المشاط خلفا للصماد.
والمشاط هو صهر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ومدير مكتبه، وتولى قيادة المجموعات الحوثية التي اقتحمت معهد دماج السلفي في صعدة.
مهدي المشاط
مهدي المشاط

والصماد هو الرجل الثاني في قائمة المطلوبين التي أعلنها التحالف العربي في وقت سابق.
وكان التحالف العربي قد رصد مبلغ 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى القبض على الصماد.
وأعلن المجلس السياسي الانقلابي الحداد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام مدة أربعين يوما.
وكان آخر ظهور للصماد، خلال زيارة تفقد فيها ورش التصنيع العسكري التابعة للجيش واللجان الشعبية.
وزرع الإعلام الحربي، مساء الأحد، مشاهد له برفقة رئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد الغماري في إحدى ورش التصنيع العسكري، بحسب قناة «المسيرة».
وتضمنت المشاهد زيارة الصماد لورشة تصنيع الطائرات دون طيار، والمدافع، والذخيرة الحية، والألغام المتنوعة، بالإضافة إلى عرض مشاهد لمدفعية «رجوم» المصنعة محليا.
والمجلس السياسي الأعلى هو هيئة تنفيذية عليا شُكلت من قبل «أنصار الله» وحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء يوم 28 يوليو 2016، لحكم اليمن، وأصبح صالح الصماد رئيسا للمجلس يوم 6 أغسطس 2016.
وأضافت ميليشيات الحوثي، بعدها بأشهر، منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى صالح الصماد.
وأسس متمردو الحوثي المدعومون من إيران، المجلس الذي ترأسه الصماد، في مسعى لتكريس الانقلاب على الحكومة الشرعية.
كما شغل الصماد منصب القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية التي تقاتل القوات الشرعية منذ انقلابها على السلطة في 2014 بدعم من إيران.
وعقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، فرضت جماعة الحوثي على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تعيينه ضمن هيئة مستشاريه كممثل عنها، قبل أن تطلب تعيينه نائبا له وتعيين عشرات الحوثيين في مناصب قيادية وهو ما رفضه هادي، وفق مصادر سياسية، وقدم استقالته قبل أن يتراجع عنها بعد نجاحه في الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضوها عليه في صنعاء.
وصالح الصماد هو المسؤول السياسي لجماعة أنصار الله والمشرف العام على محافظة تعز وأحد قيادات الحوثيين التي كانت مطلوبة أمنيا لنظام علي عبدالله صالح ضمن قائمة الـ 55 بتهمة التمرد.
وهو من مواليد 1 يناير 1979 بني معاذ مديرية سحار بمحافظة صعدة، وخريج جامعة صنعاء وعمل مدرسا في مدارس صعدة.
وبرز صالح الصماد في حرب صعدة الثالثة مع قوات الرئيس الراحل علي عبدالله صالح حين فتح جبهة مقاومة في بني معاذ لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان، ليقود مع مجموعة من الحوثيين مواجهات شرسة في المناطق القريبة من مدينة صعدة مابين المقاش والطلح في سهول قيعان الصعيد الزراعي.
ودرس الصماد العلوم الدينية على يد المرجعيات الزيدية مثل العالمين مجدالدين المؤيدي الذي كان مقيما في منطقتهم، والسيد بدرالدين الحوثي الذي من خلاله ارتبط بنجله السيد حسين بدرالدين منذ مطلع الألفية الثالثة.
وأعلن مجلس الدفاع الوطني التابع لقوات الحوثيين في صنعاء حالة استنفار أمني عام.
وقال مجلس الدفاع الوطني في بيان إنه عقد اجتماعا استثنائيا عصر أمس، وقف خلاله على آخر المستجدات في الساحة اليمنية.
وأضاف: «بدأ الاجتماع بقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد صالح الصماد واستمع المجلس لقرار المجلس السياسي الأعلى باختيار الأخ مهدي محمد حسين المشاط رئيسا للمجلس السياسي الأعلى للدورة القادمة، وذلك حسب اللائحة الداخلية للمجلس السياسي الأعلى».
وأعلن المجلس خلال الاجتماع «حالة الاستنفار ورفع الجاهزية إلى الحالة القصوى»، وأكد، حسب البيان، أن «اليمن اليوم أكثر قوة وصمودا وثباتا وأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ستنال الرد الرادع بعون الله وقوته».
ورأس صالح الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران مطلع مارس 2015م، بعد استكمال انقلابهم على السلطة الشرعية بالإعلان الدستوري، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني وبمعدل رحلتين يوميا إلى صنعاء، أعقبها تصريحات إيرانية رسمية بأن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في قبضتهم.
وأوفدت ميليشيات الحوثي بعد انطلاق عمليات «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، الصماد إلى العاصمة العُمانية مسقط، لإجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في شهر مايو 2015م، بعدها استبعدته من المشاورات التي رعتها لاحقا الأمم المتحدة، لأسباب غير معروفة.
وتحدث القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام د. عادل الشجاع عن معلومات تفيد بأن جماعة الحوثي هي من عمدت إلى تصفية الصماد في صنعاء، وقال: «هناك أيضا معلومات تشير إلى أن قيادات في جماعة الحوثي هي التي سربت لقيادة قوات التحالف العربي إحداثيات مكان تواجد الصماد».
وقال الناطق باسم الحكومة اليمنية إن مقتل الصماد «انتصار للشرعية ولقوات التحالف وبداية انهيار ميليشيات الحوثي».
ومن جهته أكد السفير اليمني في واشنطن أن الحوثيين يتعرضون لضغوط عسكرية كبيرة في كل الجبهات، وأن قوات الشرعية تتقدم على حساب الانقلابيين حتى في صعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى