الفصائل المتناحرة بتعز توقع اتفاقا لإنهاء القتال

> تعز «الأيام» صلاح الجندي

> تعز «الأيام» صلاح الجندي:
وقعت أطراف الصراع المسلح التابعة للشرعية في تعز، أمس الجمعة، اتفاق وقف نهائي للمواجهات والجنوح إلى السلم لإعادة الأمن والاستقرار للمدينة التي تعاني ويلات الحرب مع الحوثيين المستمرة منذ نحو 4 أعوام.
وقال مراسل «الأيام» بتعز إن أطراف المواجهة وقعت محضر اتفاق مساء أمس في منزل الشيخ عادل عبده فارع (أبو العباس)، وبحضور الشيخ عارف جامل وكيل المحافظة والشيخ عبده قاسم مستشار المحافظة، وأعضاء لجنة التهدئة، والشيخ عدنان رزيق قائد اللواء خامس رئاسي وبعض المشائخ والقادة العسكريين، حيث ثم الاتفاق على البنود وتوقيع الجميع عليها.
وتضمن محضر الاتفاق 8 بنود على النحو الآتي: «فيما يخص الجرحى والشهداء يتكفل الأخ محافظ المحافظة بمعالجة الجرحى وجبر الضرر للشهداء، تثبيت وقف إطلاق النار من جميع المواقع، تنفيذ توجيهات المحافظ بتشكيل قوة مشتركة بموجب التكليف الصادر للأخ الوكيل لشؤون الدفاع والأمن لضبط العناصر المطلوبة أمنيا، يتم تسليم كافة المقرات الحكومية لقوات الأمن الخاصة وقوات الشرطة العسكرية في المربع الشرقي، يتم الشروع بعملية الاستلام والتسليم من قبل اللجنة المشكلة من المحافظ بحضور رسمي وإعلامي صباح الثاني (اليوم السبت) لتسليم المنشآت الحكومية والأهلية في المربع الشرقي في إطار خطة السلطة المحلية لبسط نفوذها على كافة المباني والمنشآت الحكومية في المدينة، تنسحب قوات اللواء 35 (كتائب العقيد أبو العباس) واللواء 22 وكافة الوحدات العسكرية الى مواقعها في الجبهات، تسليم أي أفراد تم احتجازهم نتيجة هذه التداعيات، وتشكل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار».
وكانت مدينة تعز شهدت حالة هدوء حذر وسط اشتباكات خفيفة ومتقطعة أمس قبيل يوم من بدء هدنة شاملة لوقف المواجهات وأعمال العنف التي وقعت خلال اليومين الماضيين وأسفرت عن قتلى وجرحى بين فصائل المقاومة والجيش في المدينة التي تواجه حربا مع مليشيات الحوثيين، دخلت عامها الرابع.
ويتهم سكان ومراقبون حزب الإصلاح بإثارة الفوضى وتكريس حالة التناقض الكبيرة بين مطالبته بأن يكون هناك اختفاء للميليشيات والسلاح بشكل عام وبين التصرفات التي يقوم بها الفصيل المسلح التابع للحزب.
وخيم الهدوء على المدينة أمس فور بيان أعلنه محافظ تعز د. أمين محمود بعد انفجار اشتباكات عسكرية بين كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 ومجموعات مسلحة تابعة لحزب الإصلاح، إثر خروقات عسكرية حدثت عند تسلم وتسليم مؤسسات الدولة في المربع الشرقي للمدينة.
وجاء في بيان المحافظ ليلة الخميس الجمعة «أن الأحداث نتجت بعد ذهاب أطراف الصراع إلى تصفية حسابات غير صحيحة وغير مبررة تراكمت خلال سنوات الحرب والحصار واستسلمت لحساباتها الخاطئة دون أن تدرك فداحة ذلك على الوضع الداخلي في تعز».
وأشار إلى أن توجيهاته كانت صريحة وواضحة فيما يخص استعادة مؤسسات الدولة في تعز وتفعيل دورها بما يخدم المواطنين وعودة الحياة للمحافظة.

وشدد على الجميع الالتزام بهذه التوجيهات وتنفيذها حرفياً، وقال: «إن مؤسسات الدولة لا مجال لبقائها خاوية على عروشها أو مسكونة من قبل قوى التطرف والإرهاب لحبك الدسائس على تعز».
وأكد المحافظ على عدم تراجعه عن قراره وقال «لن نتراجع في قرارنا أبداً من أجل هذه المدينة التي تستحق الحياة وتستحق أن تعود إليها مشاريع وبرامج التنمية والبناء، ولا يجب أن يفهم أو يفسر أو يتكهن أحد في تعز أن هذه القرارات موجهة ضد طرف أو مكون من مكونات النضال والمقاومة في تعز».
وأكد على أن الوحدات العسكرية المنضوية تحت قيادة اللواء 35 (كتائب أبو العباس) هم شركاء رئيسيون في هذه المعركة وجزء من الجيش الوطني في تعز.. مطالبا الجميع أن يوقفوا استهداف بعضهم البعض في الداخل التعزي، وأن يوحدوا الصف لمواجهة عدو تعز الخارجي المتمثل بمليشيا الانقلاب.
ومطلع الاسبوع الماضي وجه محافظ تعز اللجنة الأمنية بإعادة مؤسسات الدولة إلى مقراتها، وفقا لمقررات اللجنة الأمنية التي كانت اتفقت في وقت سابق مع كتائب أبو العباس بتسليم مقر الشرطة العسكرية ومقر المحور، وتم الاتفاق على ذلك وفق تنسيق بين الجميع.
*بداية الاشتباكات
بدأت المعارك صباح الإثنين الماضي، بعد أن قامت اللجنة الأمنية باستدعاء طقمين من الشرطة العسكرية وعدة أطقم من اللواء 22، وبمشاركة بعض الوحدات من خارج إطار اللجنة الأمنية، وتحركت في تمام الساعة السابعة صباحا ومعها مجاميع من حزب الإصلاح بقيادة عبده فرحان، المكنى «سالم» وهو القائد العسكري لجماعة الإصلاح في تعز، وقامت بالهجوم على مقر الشرطة العسكرية وقيادة المحور التي تحت سيطرة كتائب أبو العباس والسيطرة على المباني وأسر أفراد من الكتائب.
واتجهت المجموعة المسلحة بقيادة فرحان إلى موقع المدفعية التابع لـ«أبو العباس» بجبهة ثعبات وأسرت من كانوا في الموقع، بعد أخذ مدفع تابع لهم، الأمر الذي اعتبرته كتائب أبو العباس خرقا واضحا لتوجيهات المحافظ بتسليم مؤسسات الدولة، وقامت بمحاصرة أطقم اللجنة الأمنية التي اقتحمت المقرين، بعد نشوب اشتباكات بين الطرفين وقصف بالمعدلات من موقع قلعة القاهرة التابع لأبو العباس، ومن جولة الأخوة وجبل صبر وجبل الجرة الواقعة تحت سيطرة مجاميع اللواء 22 ميكا الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح.
وكانت تقارير إعلامية نشرتها وسائل إعلام تابعة للإصلاح ذكرت أن الحملة تقودها قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي (القوات الخاصة حاليا)، لكن قائد الشرطة العسكرية العميد جمال الشميري نفى ذلك وقال إنه تلقى اتصالا ليلة الإثنين من قيادة المحور أبلغته بحاجة طقمين دون أن يخبروه السبب. كما نفى قائد القوات الخاصة العميد جميل عقلان مشاركة وحداته في هذه الحملة.
واعتبرت كتائب أبو العباس في بيان لها أن الحملة التي خرجت استغلت توجيهات المحافظ بإعادة مؤسسات الدولة، وذهبت للاقتتال مع أفراد الكتائب وحاولت أن تجر أفراد الكتائب التابعين للواء 35 مدرع إلى الاقتتال والصراع الداخلي، وقصفت بالدبابات والهاونات والسلاح المتوسط مواقع الكتائب في قلعة القاهرة وفي الجبهة الشرقية من أماكن تمركزها في جولة الأخوة وثعبات.
*وقف إطلاق النار
وبعد مرور ساعات من الاشتباكات، أصدر المحافظ توضيحا قال فيه «إن اللجنة الأمنية لا تستهدف كتائب أبو العباس، كونه شريك الدولة في استعادة المؤسسات»، وأمر الجميع «بإيقاف اطلاق النار، بعد أن وجه قيادة الشرطة العسكرية بالتدخل لإيقاف الاشتباكات».
 باب موسى مغلق بسبب القنص من قبل المسلاحين
باب موسى مغلق بسبب القنص من قبل المسلاحين

وعند عدم التزام الأطراف بوقف اطلاق النار شكل المحافظ لجنة للتهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار، بعد أن توقف الطرفان لساعات، لكن الساعة الواحدة والنصف من منتصف ليل الأربعاء سجلت كتائب أبو العباس بعض الخروقات تمثلت باستهداف من قبل مواقع تابعة للواء 22 ، كخرق واضح للهدنة، ووجهت نداءها للمحافظ لإيقاف النار ما لم فسيتم التعامل مع مصدر النيران. واندلعت اشتباكات عنيفة بعد ذلك بين الطرفين.
*حملات إعلامية
تزامنت الاشتباكات والهجوم على مواقع كتائب أبو العباس مع حملة إعلامية تحريضية موجهة ضد أفراد الكتائب، واتهامهم برفض توجيهات المحافظ، والاعتداء على اللجنة الأمنية، وروجت أخبار بأن اللجنة الأمنية ذهبت لمقاتلة عناصر تنظيم الدولة.
وأوضح ناشطون أن الاشتباكات التي دارت في مربع أبو العباس كان هدفها استهداف الكتائب من قبل جماعة الإصلاح.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الاصلاح ان جماعة ابو العباس «حاصرت اللجنة الامنية بعد دخولها المقرات المذكورة، وأن الكتائب تتحفظ على إرهابيين داخل تلك المؤسسات».. فيما اتجهت مواقع إلكترونية إصلاحية لشن هجوم إعلامي على الكتائب بأنها متمردة على قرارات المحافظ، وهذا ما نفاه المحافظ بالقول إن «الحملة لا تستهدف كتائب أبو العباس».
وقال ناشطون وسكان محليون بتعز «إن جماعة الإصلاح أقحمت نفسها في عمل اللجنة وحولت الصراع إلى صراع شخصي بينها وبين كتائب أبو العباس».
مضيفين: «إن التراكمات التي أحدثتها خلافات السنوات الماضية بين الطرفين دفعت بجماعة الإصلاح إلى استغلال عمل اللجنة لتحقيق الانتصار على كتائب العقيد أبو العباس»، حسب قولها.
*ضحايا الاشتباكات
وأفادت مصادر طبية ميدانية بأن ضحايا الاشتباكات بين الطرفين بلغوا في صفوف مسلحي حزب الإصلاح واللجنة الأمنية 8 قتلى وأكثر من 34 جريحا، و6 قتلى من كتائب أبو العباس وما لا يقل عن 20 جريحا.
وذكر إعلام كتائب أبو العباس أن مسلحي الإصلاح استخدموا قناصات في جولة الأخوة وعلى أسطح المباني في شارع جمال واستهدفت عددا من مقاتلي الكتائب. فيما أكد الإعلام التابع للإصلاح استهداف مقاتليهم من قبل قناصين تابعين لكتائب ابو العباس متمركزين في قلعة القاهرة.
وأغلقت العديد من الشوارع في المدينة من قبل الطرفين في الاشتباكات الدائرة وشلت الحركة، كما أحدثت الاشتباكات حالة هلع وخوف للمدنيين والاطفال في اماكن الاشتباكات والأماكن القريبة منها.
وتركزت المواجهات في شارع جمال وجولة المسبح وشارع محمد علي عثمان وشارع العواضي. كما حدثت اشتباكات بالقرب من حي الجمهوري، وجولة باب موسى ومنطقة النسيرية.
واستخدمت كتائب أبو العباس موقع قلعة القاهرة ومبنى الحي السياسي لقصف القوات المتحاربة معها، بعد ان اتخذت جماعة الاصلاح موقع منتزه الشيخ زايد في صبر، وموقع تبة الاخوة، وجبل الجرة وثعبات لقصف المواقع التابعة لكتائب ابو العباس، مما شكل خطرا بالغا وشل حركة المدنية وقلبها رأسا على عقب، تداركه المحافظ في بيانه الأخير، موضحا طبيعة الصراع القائم، وعمل على تهيئة الأوضاع استعدادا لتوحيد الجهود والتركيز على العدو الحوثي وبناء مؤسسات الدولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى