قـصـة شهـيـد "محمد أحمد علي الحيراني" (أسد الصبيحة)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> يقول حميد مجيد السلامي مدون قصص الشهداء في محافظة لحج: «الشهيد محمد أحمد علي الحيراني، استشهد في عمره سبعة عشر عاما، وهو من قرية الصريح في مديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج، وهو نجل الناشط والقيادي بالحراك الجنوبي أحمد علي الحيراني، ترعرع الشهيد محمد في أسرة تحب الجنوب وتعشق التضحية لأجل الكرامة والعزة والفداء.. لم يقف صغر سنه عائقاَ أمامه ليلبي نداء (حي على الجهاد.. حي على الجهاد)».
ويردف قائلا: «كانت جبهة بئر علي في عمران التابعة لمديرية البريقة بعدن أولى المشاركات المباشرة له في حرب 2015 ضد المليشيات الانقلابية الحوثية والعفاشية، لم ترهبه كثرة جيش العدو وقوة عتاده من أسلحة وآليات عسكرية تابعة لفرقة خاصة من الحرس الجمهوري.. في بداية الأمر لم يستطع أبطال المقاومة الجنوبية الصمود بأسلحتهم الشخصية وبدون أسلحة مضادة للدبابات والعربات المصفحة، إلى جانب ميدان المعركة المكشوف في ظل غياب الغطاء الجوي آنذاك، فقد كانت المعركة غير متكافئة، فانسحبت المقاومة مؤقتاَ لإعادة ترتيب أوراقها ومعاودة الكرة، فكان موعدهم جبهة خور العميرة وجبال خرز».
وأضاف السلامي: «كان الشهيد من ضمن مجموعة يقودها حسين الحيراني (عم الشهيد)، حيث قامت المجموعة حينها باقتحام محطة خور العميرة للمشتقات النفطية، وتنفيذ التفاف ناجح من جبال خرز مع مجاميع أخرى بأوامر من القائد طه البرة (استشهد لاحقا)، والشيخ علي حسن الأغبري مدير عام المديرية الأسبق وعبدربه المحولي مدير المديرية في تلك الفترة (القائم بأعمال وزير التعليم الفني والتدريب المهني - حاليا).. ثم انتقل الشهيد محمد الحيراني إلى إحدى نقاط التماس بقيادة فضل الدباش، وعندما طُلب المدد من أبناء الصبيحة لتحرير عدن ركب الشهيد الحيراني البحر مع رفاقه إلى عدن، وكان له الشرف بالمشاركة في تحرير عدن وكان ضمن كتيبة بقيادة العقيد علي عبده الشبيقي، ثم شارك في تحرير العند وباب المندب، وقد نجا حينها من الموت إثر انفجار لغم أرضي بالسيارة التي كان يقودها.. بعد ذلك تم ترشيحه ضمن مجموعة العميد تركي التي تم تأهيلها في إحدى قواعد التحالف العربي لتشكيل أول نواة للجيش الجنوبي، وكان أحد أفراد اللواء الأول حزم بالصولبان في عدن، وعندما انتقلت كتائب اللواء إلى باب المندب لحق بهم وشارك في كل المعارك، وكان مقداما شجاعا بشهادة جميع زملائه المقاتلين وقادته».
واختتم السلامي قائلا: «في ليلة العاشر من رمضان (2015) اتجه الشهيد محمد الحيراني إلى والده ونار الحرب مستعرة وحضن والده بقوة مودعاَ إياه، وقال له (سأستشهد يا أبي، أنا شهيد إن شاء الله)، كانت تلك الليلة الرمضانية المباركة آخر ليلة يقضيها مع أسرته الفاضلة المكونة من: والده ووالدته وإخوانه الثلاثة وأخواته الخمس، وودعهم الوداع الأخير وودع زملاءه وأصدقاءه قائلا لهم: (سأتزوج من بنات الحور)، كانت تلك آخر كلماته لهم، كان يحلم ويتمنى الشهادة وكانت كلماته التي سجلها في مقطع فيديو شاهدة عليه، والتي قال فيها إنه سيتزوج من بنات الحور.. من تلك الليلة وهو يقاتل حتى فاز بالشهادة يوم الثلاثاء السابع من شوال (سابع أيام عيد الفطر المبارك) الموافق 2016/7/12م».
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى