قـصـة شهـيـد "مختار محمد باعامر" (شهيد مطار عدن الدولي)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> يقول حميد مجيد السلامي مدون قصص الشهداء في محافظة لحج: «الشهيد مختار باعامر من مواليد 1994/1/11م، عرف الشهيد بلقب (كبكب)، وهو من قرية بيت عياض، تبن، لحج.. وفي 2015م عندما شنت المليشيات الحوثية الحرب على المحافظات الجنوبية ترك مختار أسرته وبيته وعمله الخاص الذي كان يعيل من خلاله أسرته بالعمل على دراجته النارية، والتحق بشباب المقاومة الجنوبية في مدينة الحوطة لقتال المليشيات الانقلابية الحوثية والعفاشية الغازية.
كانت أول مشاركة لمختار باعامر في الجبهة الملتهبة في الحوطة، حيث سخر دراجته النارية لنقل المقاتلين من مناطق مختلفة إلى جبهات القتال.. بعد ذلك شارك في جبهتي بئر أحمد ومطار عدن الدولي، في محافظة عدن، واللتين كانتا من أقوى وأشد الجبهات ضراوة».
وأضاف قائلا: «ففي جبهة كلية الزراعة في حوطة لحج كان يقاتل بسلاح أحد أصدقائه، وهذه الحالة كانت سائدة في كل جبهات الحوطة، حيث كان العديد من الشباب لا يمتلكون سلاحا، فيتم حينها التناوب بين المقاتلين بسلاح واحد، منذ بدء المعارك. وقاتل المقاوم مختار باعامر بسلاح رفيقه منذ نهاية شهر مارس 2015م حتى تم انسحاب المقاومة من الحوطة في النصف الثاني من مايو من نفس العام، حيث توزعت فصائل مقاومة الحوطة في عدد من الجبهات في الوهط وعدن وسيلة بله وغيرها من الجبهات.. فاتجه آنذاك بطلنا باعامر مع مجاميع من المقاومة إلى جبهات عدن، وحينها أعاد سلاح صديقه، لحصوله على سلاح أثناء انضمامه إلى مقاومة عدن في خضم معارك التحرير».
وتابع السلامي: «كان مختار باعامر يحمل هم والديه الذي غادر الحوطة إلى جبهات عدن ولم يرهما ولا يعرفان عنه شيئا.. فكر بأن يعود من عدن إلى قريته لأخذ والده ووالدته من منزلهما في قرية بيت عياض، وإبقائهما في مكان أفضل في عدن، فعلى الرغم من إدراكه أن العودة إلى لحج في ظل سيطرة المليشيات عليها ستكون مغامرة وخطرا كبيرا عليه، لكن أقرب وأعز الناس لديه سيفديهما بروحه ويخرجهما من لحج غير آبه بما قد يحصل له، وتوكل على الله حينها وخرج من عدن صوب لحج سالكا عدة طرق سرية، لأن في تلك المرحلة كان الحوثيون يقوموا بإلقاء القبض على أي شاب لأسره أو قتله.. لكن شهيدنا أصر على الذهاب، ووصل إلى القرية، وعند وصوله إلى منزله وجد قريته قد سيطر عليها عناصر المليشيات الحوثية الذين ألقوا القبض عليه وأجبروه على الصعود إلى الطقم العسكري، حاول الإفلات منهم لكن لم يفلح، ولم تنقذه من الأسر في تلك اللحظات إلا أمه الذي جاء لأخذها معه هي وأبوه، فقد صعدت معه في الطقم ولم تخف من جبروت المليشيات الحوثية ولا من سلاحهم، وخيرتهم آنذاك إما أن يتم اعتقالها مع ابنها أو إطلاق سراحه، وهو ما تم فعلا فقد أطلقوا سراحه، فأخذ مختار والديه واتجهوا إلى عدن وأسكنهما في مدينة المنصورة».
ويختتم قائلا: «مع إعلان قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تحرير عدن من خلال عملية عسكرية كبرى أطلق عليها (السهم الذهبي) كان لشهيدنا مختار باعامر شرف المشاركة ضمن تلك القوات، وكان من ضمن مجموعة تحرير مطار عدن الدولي، وقاتل في جبهة المطار ببسالة وشجاعة نادرتين، وفي أحد أيام نهاية شهر رمضان الفضيل اشتدت المعركة بين المقاومة الجنوبية وبين المليشيات الحوثية وقوات «صالح» المساندة لها، ففي ظهر ذلك اليوم استعد المقاتلون لأداء الصلاة، وكانت النية بأن يتم تأدية صلاة الظهر ثم يقصرون صلاة العصر، فصلوا الظهر ثم أقاموا لصلاة العصر قصرا، فبدأوا ولم يكملوا الصلاة حيث قام الحوثيون بإطلاق قذيفة كاتيوشا وصلت إلى جموع المقاتلين وقت أداء الصلاة فأصابت شظايا منها المقاتل مختار محمد باعامر في صدره سقط على إثرها مباشرة وفارق الحياة، حينها لم يكمل المقاتلين صلاتهم.. استشهد مختار محمد هادي باعامر وفاضت روحه الطاهرة إلى رب العرش الرحيم في آخر أيام شهر كريم في ظهر يوم 29 رمضان 1436هـ الموافق 2015/7/16 م.. رحمة الله عليه».
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى