الإرهاب.. أوروبي المولد - أمريكي التهجين (11)

> أ. د. علوي عمر مبلغ*

>
الملحق أ
وزارة الخارجية
تقرير عن المنظمات الإرهابية الأجنبية
صادر عن مكتب منسق مقاومة الإرهاب 5 تشرين الأول 2001م
الخلفية:
 إن وزير الخارجية يصنف المنظمات الإرهابية الأجنبية (FTO) «Foreign Terrorist Organizations». بالتشاور مع المدعي العام ووزير المالية، تعتبر هذه التصنيفات مكملة لقانون الهجرة والجنسية، كما عدله قانون 1996م حول مقاومة الإرهاب وقرار عقوبة الإعدام النافذة.
إن تصنيفات “المنظمات الإرهابية الأجنبية” تبقى سارية لمدة سنتين، بعد ذلك يجب أن تُعدَّل أو ينتهي العمل بها آليًا. وإعادة التصنيف بعد سنتين عمل إيجابي، يؤكد تصميم وزير الخارجية على أن المنظمة قد استمرت في نشاطها الإرهابي وما زالت توافق المقاييس التي حدَّدها القانون. وفي تشرين الأول عام 1997م صادقت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، على تصنيف أول ثلاثين مجموعة كمنظمات إرهابية أجنبية.
 وفي تشرين الأول عام 1999م أعادت الوزيرة أولبرايت التصديق على 27 من هذه المجموعات المعنية، لكنها سمحت بإسقاط ثلاث منظمات من اللائحة لأنها أنهت تطورها بالنشاطات الإرهابية، وما عادت تتوافق مع معايير التصنيف.
 وفي عام 1999م عينت الوزيرة أولبرايت واحدة جديدة، وهي أجنبية (القاعدة) وأخرى عام 2000م (وهي الحركة الإسلامية في أوزبكستان).
 وفي عام 2001م حدد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول منظمتين جديدتين هما: الجيش الجمهوري الإيرلندي، وقوات الدفاع عن النفس المتحدة في كولومبيا.
 وفي تشرين الأول عام 2001م عاد فصادق على تصنيف 26 من أصل 28 منظمة إرهابية أجنبية بسبب انتهاء مدة التصنيف وجمع منظمتين مصنفتين سابقًا في مجموعة واحدة “كاهاناتشاي وكاتش”.

القائمة الحالية بالمنظمات الإرهابية الأجنبية:
بتاريخ 5 تشرين الأول 2001م
1 - منظمة أبو نضال ANO.
2 - مجموعة أبو سياف.
3 - المجموعة الإسلامية المسلحة GIA.
4 - أوم شينريكيو Aum Shinrikyo.
5 - الباسك وطن الحرية والأجداد ETA.
6 - الجماعة الإسلامية.
7 - حماس “حركة المقاومة الإسلامية”.
8 - حركة المجاهدين HUM.
9 - حزب الله.
10 - الحركة الإسلامية في أوزبكستان IMU.
11 - الجهاد “الجهاد الإسلامي – مصر”.
12 - كاهانا تشاي (كاتش).
13 - حزب العمال الكردستاني PKK.
14 - نمور حرية التأميل LTTE.
15 - منظمة مجاهدي خلق MEK.
16 - جيش التحرير الوطني ELN.
17 - الجهاد الإسلامي – فلسطين PLI.
18 - جبهة التحرير الفلسطينية PLF.
19 - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين PELP.
20 - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة PELP – GC.
21 - القاعدة.
22 - جيش التحرير الإيرلندي IRA – REAL.
23 - القوات الثورية المسلحة في كولومبيا FARC.
24 - النواة الثورية سابقًا ELA.
25 - منظمة 17 تشرين الثاني الثورية.
26 - جبهة جيش التحرير الشعب الثوري DHKPIC.
27 - الطريق المضيء Shining Path.
28 - قوات الدفاع عن النفس المتحدة في كولومبيا AUC.
ملاحظة: التفاصيل أكثر عن هذه المنظمات الإرهابية الأجنبية، أرجع من فضلك إلى “نماذج من الإرهاب العالمي 2000م”.
معايير قانونية للتصنيف:
1 - يجب أن تكون المنظمة أجنبية.
2 - يجب أن تقوم بنشاطات إرهابية كما هو محدد في المقطع 212 (أ)، و3 (ب) “من قانون الهجرة والجنسية”.
3 - يجب أن تهدد نشاطات المنظمة أمن مواطني الولايات المتحدة أو الأمن القومي “الدفاع الوطني – العلاقات الخارجية أو المصالح الاقتصادية”.
تأثير التصنيف:
من الناحية القانونية:
1 - لا يحق لشخص ما في الولايات المتحدة أو خاضع لولايتها تزويد المنظمات الإرهابية الأجنبية بالأموال أو غيرها.
2 - إن أعضاء “المنظمات الإرهابية الأجنبية ومندوبيها إذا أجانب يمكن أن يحرموا من التأشيرات أو يمنعوا من البقاء في الولايات المتحدة”.
3 - يجب على المؤسسات الأمريكية المالية أن توقف أرصدة هذه المنظمات وأرصدة عملائها، وأن تعلن الإغلاق لمكتب مراقبة الممتلكات الأجنبية ووزارة المال الأمريكية.
تأثيرات أخرى:
1 - منع التبرعات أو المساهمات لهذه المنظمات المسماة.
2 - تعميق الوعي والمعرفة الشعبيين بالمنظمات الإرهابية.
3 - الإشارة إلى الحكومات الأخرى باهتمامنا بالمنظمات المذكورة.
4 - وصم هذه المنظمات الإرهابية الأجنبية وعزلها عالميًا.
قرر وزير الخارجية بخصوص تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية، اتباع طريقة مراجعة شاملة بين المؤسسات، وإعادة تصنيفها تجمع فيها وتدقق الأدلة عن نشاط مجموعة ما، من المصادر السرية والعلنية.
تعمل وزارة الخارجية بتعاون تام مع وزارتي العدل والمالية وجماعة الاستخبارات وتعد سجلاً إداريًا وتوثق نشاطات المنظمات الإرهابية.
تصنيف:
قبل سبعة أيام من إعلان تسمية المنظمات الإرهابية الأجنبية في السجل الفيدرالي، تقدم وزارة الخارجية إشعارًا سريًا “مصنفًا” للكونغرس. في ظل القانون، تخضع التصنيفات للمراجعة القضائية في حالة حدوث اعتراض على تصنيف “المنظمات الإرهابية الأجنبية” في المحكمة الفيدرالية، فإن حكومة الولايات المتحدة تعتمد على السجل الإداري لتدافع عن قرار وزير الخارجية. تتضمن معلومات استخبارية ولذلك فهي سرية (مصنفة).
إن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية ينتهي في غضون سنتين ما لم يتم تجديده، ويسمح القانون بأن تضاف مجموعات، في أي وقت بعد قرار من وزير الخارجية بالتشاور مع المدعي العام ووزير المال. يستطيع ويرز الخارجية أيضًا أن يلغي التصنيف بعد أن يحدد الأسباب الموجبة لذلك، ويوجد مجموعات من أجل فعل ذلك ويبلغه إلى الكونغرس. يعرف قانون الهجرة والجنسية النشاطات الإرهابية بأنها: تشمل أي نشاط يعتبر غير شرعي حسب قوانين المكان الذي وقعت فيه أو التي إذا وقعت في الولايات المتحدة تكون غير شرعية حسب قوانين الولايات المتحدة أو أية دولة، والتي تتضمن أيًا من البنود الآتية:
1 - خطف أو تخريب أية وسيلة نقل سواءً كانت سيارة، سفينة، أم طائرة.
2 - الاستيلاء أو الحجز، والتهديد بالقتل، الأذى الجسدي أو الاستمرار بالحجز، لفرد آخر لكي يرغم شخصًا ثالثًا، بما فيه منظمة حكومية ليعمل أو ليمتنع عن عمل أي فعل كشرط ظاهر أو ضمني من أجل إطلاق سراح الفرد الممسوك أو المحتجز.
3 - أي هجوم عنيف على أي شخص محمي دوليًا كما يحدده شرع الولايات المتحدة المقطع 1116-4 (ب) من الفصل (18) أو على حرية مثل هذا الشخص.
4 - الاغتيال.
5 - استعمال أي من:
أ‌- وسيلة بيولوجية، كيميائية، أو أي سلاح نووي.
ب‌- المتفجرات أو الأسلحة النارية ما عدا السلاح المستعمل في الوظيفة، بقصد الأذى، مباشرة أو مداورة بفرد أو أكثر، أو لتسبب أذى أساسي في الملكية.
6 - تهديد بمحاولة اعتداء، أو مؤامرة لفعل أي من الأمور المذكورة أعلاه.
7 - إن تعبير “الانخراط بنشاط إرهابي” يعني أن يرتكب أمرؤ بصفة شخصية أو كعضو في منظمة، عملاً إرهابيًا أو أي عمل يعرفه الفاعل أو يتوجب أن يعرفه في حد المعقول، أو يدعم ماديًا أي فرد أو منظمة أو حكومة في تنفيذ نشاط إرهابي في أي وقت، ويتضمن أيًا من الأفعال الآتية:
‌أ- الإعداد أو التخطيط لنشاط إرهابي.
‌ب- تجميع المعلومات لأهداف ممكنة من أجل نشاط إرهابي.
‌ج- التزويد بأي نوع من أنواع الدعم المادي بما فيها بيت آمن، وسيلة نقل أو مواصلات، اتصالات، أرصدة، هوية أو وثائق مزورة، أسلحة، متفجرات، أو تدريب أي فرد يقوم به إنسان واعٍ أو عنده أسباب للاعتقاد بأن من يساعده قد ارتكب نشاطًا إرهابيًا أو هو يخطط له.
‌د- جمع المال أو الأشياء القيمة الأخرى من أجل نشاط إرهابي أو من أجل أية منظمة إرهابية.
‌ه- إغراء أي فرد للعضوية في منظمة إرهابية أو حكومة إرهابية أو للانخراط في نشاط إرهابي.
الثقافة بين هوية الانتماء – والإرهاب
لقد استخدم العرب للأسف التاريخ العربي الإسلامي الحضاري كجزء من هويتنا التاريخية بصورة غير عقلانية، ومكنت الآخر من الاستفادة منها أكثر مما استفدنا نحن العرب، لقد ظل الماضي العربي حاضرًا وغاب الحاضر العربي.
لقد عبرَّ فوكوياما: “بأن الغرب قد وصل إلى نهاية التاريخ بانتصار الليبرالية الغربية وبهذا فإن المستقبل لن يكون له تاريخ، ودور التاريخ في صناعة المستقبل ضئيل جدًا، وعلى هذا فإن أية دولة خارج دائرة الغرب تستطيع أن تتطور عندما تتبنى الليبرالية والقيَّم الحضارية الغربية”.
ولعل هذا الاختلاف في تحديد هوية الانتماء الخاصة بالتاريخ ودوره في استشراق المستقبل ينبع من رؤية فلسفية – سياسية – يعتمدها كل باحث – وبالنسبة إلى الباحثين من الدول النامية عمومًا والبلدان العربية خصوصًا فإن تبني رؤية واضحة حول هذه الفكرة – فكرة دور التاريخ – بالنسبة إلى استشراق المستقبل في ظل عولمة الاقتصاد والثقافة والسياسة لم يُعد ترفًا تقوم به مجموعة من الأكاديميين والباحثين، إنما أصبح عملاً لا بد أن يناط بمراكز الأبحاث المرتبطة بصورة مباشرة وبأصحاب القرار وخاصة من الدول المتقدمة في العالم الغربي.
وعلاوة على هذا يبشر المفكرون الأمريكيون بنهاية التاريخ وصعود الحضارة الغربية، ونهاية المراحل، وكل هذه النظريات ترى في التاريخ والثقافات التي تبنتها شعوب مختلفة ماضيًا غير مفيد لاستقراء المستقبل، بل ولربما سيكون التاريخ معيقًا لاستشراق المستقبل، ويعود ذلك في الأصل إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لها تاريخ ممتد زمنيًا، كما هو الحال مع العديد من دول العالم، سواءً سميَّنا هذه الدول ضمن الحضارة الصينية أم العربية الإسلامية أم الهندوسية أم الأوروبية. من هنا فإن هؤلاء المفكرين يرون بأن غياب التاريخ لدى الولايات المتحدة مكنها من الوصول إلى قمة الهرم الاقتصادي والسياسي والعسكري لغياب الدور المعيق للتاريخ، ويترتب على الدول الأخرى التي تحتذي حذو النموذج الأمريكي للوصول إلى التقدم – أن تتخلى عن تاريخها وثقافتها – وأن تسمح بالاختراق والهيمنة الحضارية والثقافية للطرف الأقوى والأكثر تقدمًا وثراءً.
لقد شكلت قضية أولويات الانتماء واحدة من القضايا التي عالجها الفكر العربي وقد عبر عن ذلك أحد عمالة هذا الفكر “زكي نجيب محمود” قائلاً: “فربما كانت هذه العقيدة الإسلامية من حيث الأهمية أهم جوانب حياتي، لكن انتمائي لأسرتي وقريتي ولوطني وللعروبة وللإنسانية جمعاء يجيء فيه ترتيب الدرجات على أساس آخر غير أساس الأهمية وهو المشاركة الوجدانية بيني وبين مسلم الصين أو روسيا دون أن يغير هذا الموقف من حقيقة كون إسلامي أهم جانب من جوانب حياتي”.
“فإزاء تفوق الحضارة الغربية في كل المجالات وتغلغلها – سلمًا أو حربًا – في دار الإسلام جرى الاقتداء بها بالتدرج – إذ إن من الملاحظ بوجه عام أن المغلوب وإن تأزم نتيجة للأزمات والانتكاسات التي تحلُ به – يتجه بعد أن يفيق من الصدمة إلى تقمص قاهرة سواءً بطرق شعورية أم غير شعورية”.
وهكذا تم استعمالنا للتاريخ في تناول أسلوب المواعظ والاعتبار، إن لم نغفل النقل الحرفي والاعتماد على الرواية واعتبرنا التاريخ سجلاً للجهد البشري بحيث تتلاحق أحداث فيفضي كل منها إلى الآخر.
إن العلاقة الحضارية الثقافية هكذا بين هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وهو الإسلام، وبين الغرب علاقة يسودها التوتر – ويكسوها الحذر والتوجس والتربُّص، وعلى الرغم مما أعلنه ساسة البيت الأبيض من أن الغرب لا يكن للإسلام إلاَّ الخير والاحترام، إلاَّ أن ما يتطلبه أو يستوجبه ظروف سياسي معين شيء، وما تقتضيه قيَّم ثقافية وحضارية وتاريخية شيء آخر وإذا كانت السياسة تحكمها وتكيفها المصالح القائمة، فإن تناقض الأيدلوجية لا بد أن يؤخذ على أنه أكثر رسوخًا في المدى القريب والبعيد، فإذا كانت المصلحة، قد اقتضت أن يقف الغرب وتحديدًا أمريكا، مع الأفغان في جهادهم ضد قوى الاحتلال السوفيتية، فإن تناقض الأيديولوجية وتنافر الثقافة، هما اللذان جعلا ذلك الغرب نفسه يكتفي بالتصريحات الصحفية في الانتصار للبوسنة والهرسك تجاه ما يلقون من مذابح على أيدي الصرب ولم نعد نسمع بوضوح شديد من يقول في المعسكر الغربي بضرورة عدم قبول أي تشكل إسلامي في محيط من الأوربيين والمسيحية والليبرالية الغربية الحديثة المنشأ في أوربا الشرقية بالذات.
“إننا نؤمن تمام الإيمان بأن المسلمين لا يشكلون أي خطر حقيقي على أحد إلاَّ على أنفسهم”.
ونحن ندرك في الوقت نفسه أن المسلمين – سياسة وفكرًا – أهون من أن يهددوا الغرب تهديدًا صميميًا، ولكن نوع الخطر الذي يمثله الإسلام بالنسبة إلى الغرب هو أن الإسلام أقوى جبهة تحصينية ضد أيديولوجياته ومصوغاته ومحاولاته مسخ الهويات والانتماءات الخاصة.
إن الإسلام ممثلاً في الحركات الإسلامية أشرس الخصوم الحاليين، والغرب يشعر أن انتشار هذا المد يُعد تهديدًا مباشرًا لمصالحه في المنطقة سواءً أكان هذا المدّ على هامش السلطات السياسية أم في داخلها.
إن الإسلام بالنسبة للغرب هو الإرهاب والتخلف وغياب الديمقراطيات، والغرب يعد نفسه منذ زمن مسئولاً عن محاربة هذه الأشياء جميعًا وفي أي مكان. إن الإسلام بالنسبة للغرب هو ذاكرة حافلة بالخصومة “فهو فكريًا وثقافيًا يحمل في داخله بذرة النقيض مع ما سواه من الأيديولوجيات الأخرى، فهوي طرح نفسه بديلاً فاعلاً في كل زمان ومكان”.
ونحن لا نضخم من شأن العرب ودينهم وحضارتهم ومستقبلهم ولا نهون بالمقابل من شأن الغرب، ولكن هذه هي حقيقة الصراع القائم. ونحن لا نقصد هنا استدعاءً فكرة المؤامرة، لأن فكرة الإسلام كنقيض بعد سقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي هي فكرة غربية وليست عربية أو إسلامية، بمعنى أن الذي يقول بكل ذلك الآن هم مفكرون غربيون مثل فرانسيس فوكوياما، وصموئيل هينتيمون وغيرهم. ونحن هنا لا ندعو إلى رفض الغرب أو ممارسة القطيعة معه، “إننا فقط ندعو إلى التركيز على [المحلي] وعدم فقدان الهوية الخاصة، لقد كنا مسخًا في السياسة فأرجو ألاَّ ننتهي بأن نكون مسخًا تمامًا في الثقافة أيضًا”.
* عميد كلية الآداب - جامعة عدن
المراجع في الكتاب​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى