طقوس سادت ثم بادت.. رمضان بأبين: بين ذكريات الماضي والواقع المر

> تقرير/ ماجد أحمد مهدي- سالم حيدرة صالح

>
لكل مدينة ما يُميزها من العادات والتقاليد والأكلات والمشروبات في شهر الصيام، منها ما هي قديمة وأضحت لها شهرتها، وأخرى حديثة أنتجها الواقع المعاش.

محافظة أبين كغيرها لها طقوسها وموروثها الخاص بهذا الشهر، إلا أن الكثير منها اختفت بعد أن كانت سائدة لعدة عقود، لعدة أسباب أبرزها كما يقول الأهالي التغيرات الحاصلة والظروف المعيشية الصعبة.

وأكد محمد ناصر العولقي من أبناء مديرية خنفر، أن «شهر رمضان هو شهر الخير والعبادة في كل زمان ومكان، وأن ما يحدث من تغيّر فيه يقتصر على عادات الناس وتقاليدهم وفقًا للظروف والأحوال التي يعيشونها»، مضيفاً: «وبالمقارنة كان الناس بشهر الصيام في الماضي أكثر ابتهاجاً وألفة تبدأ تتجلى بوضح منذ الثلاث الأيام الأخيرة من شهر شعبان من خلال تجهيز احتياجاتهم من مأكولات ومشروبات وغيرها، فيما يقوم دور النساء بجرش البر والتوابل للشربة، وقبل الليلتين السابقتين للصيام يخرج الأطفال يطوفون في الشوارع حاملين المشاعل ومرددين أناشيد الترحيب بالشهر الفضيل مثل (مُرحب مرحب يا رمضان شهر العبادة وشهر الصيام)، وفي لياليه تجتمع الأسر كل ليلة في بيت من بيوت الحافة يتسامرن ويتبادلن الأحاديث، وكذلك يفعل الرجال بالتجمع في الشوارع، ويحرص الجميع على التسامح وإنهاء الضغائن وتجاوز المشكلات، ومن أبرز العادات التي كانت السائدة تبادل المأكولات والمشروبات في الفطور والسحور، كما إن المساجد تمتلئ بالمصلين، ويكثر الناس في هذه الشهر أيضاً من الصدقة، بعكس ما هو اليوم الذي تغيرت فيه الكثير من العادات القديمة وأصبح الناس مُنكفئين على أنفسهم، وقلت الزيارات فيما بينهم، وشح التهادي ولكن يبقى مع ذلك شهر رمضان مختلفًا عن بقية الأشهر».

لا مقارنة
وقالت أم صالح من مديرية لودر: «لا مقارنة بين رمضان في الماضي والحاضر، فكثير من العادات والتقاليد الرمضانية الجميلة التي كانت متبعة في شهر الصيام قبل الوحدة اختفت تمامًا من قرى المديرية كتجمع النساء أمام منازلهن، وكذا التجمع في النصف من شهر رمضان بعد أن تحضر كل منهن ما لديها من طعام، ومن العادات أيضاً خروج الأطفال مصطحبين جعابهم  الصغيرة تحتوي على السمبوسة، والباجية والخبر ليطوفوا على المنازل تعطى لهم خلالها مبالغ مالية».

وأوضح غسان الدولة إمام مسجد مؤتة بمدينة جعار أن أبناء المديرية كانوا يستقبلون شهر الصيام في الماضي عبر مآذن المساجد واشعال النيران من قِبل الأطفال، وبإقامة الموالد وزيارة بعض الأولياء الصالحين، وهي العادات التي انتهت في الوقت لحاضر.
أما الحاج أحمد صالح الحداد وهو من مديرية المحفد فأوضح أنهم كانوا يقضون شهر رمضان وفق حياتهم البسيطة تملأها الألفة والمحبة والرحمة، «بعكس زماننا هذا الذي تعقد فيه نمط الحياة وأصبح أكثر صعوبة من كل النواحي».

 وأشار الحاج أبوبكر يسلم فريد من مديرية المحفد إلى أن من أبرز الألعاب التي كانت تُمارس في هذا الشهر بالماضي لعبة (الهجه) وهي لعبة سباق الركض من مكان لأخر، ولعبة (بندق السلطان ضاع) وهي لعبة تبدأ برمي عظم ويذهب المتسابقون للبحث عليه ومن يجده يصل به إلى مكان مخصص يسمى (العير) وإن وصل إليه فاز وإن تعثر يأخذ عليه العظم ومن يتحصل عليه يجري به إلى مكان الأمان، وغيرها الكثير».

اندثار لعادات كثيرة
 فيما قال عوض أحمد دابي من أبناء مديرية أحور: «كانت حياة الناس في  شهر رمضان خلال ثمانينات القرن الماضي بسيطة ومتواضعة مملؤة بمشاعر الأخوة والمحبة والتراحم، ومن العادات التي اندثرت مع الوقت في هذا الشهر سفرة الجيران».
وأوضح د. محمد أحمد حيدرة أستاذ محاضر بكلية التربية زنجبار أن لعاصمة المحافظة ما يُميّزها من الموروث الشعبي الخاص باستقبال الشهر الفضيل.

النجم الحساني الشهير الكابتن عبدالله مكيش تحدث بدوره لـ «الأيام» عن حياة الناس في هذا الشهر بالقول: «أجواء المدينة في رمضان تختلف تمامًا حيث تكتظ شوارعها بالمتسوقين رغم ما تمر به الكثير من الأسر من ظروف مادية صعبة حرمتهم شراء حاجيات متعددة وأساسية بالنسبة للصائم، والشي الجميل في هذا الشهر هو إقامة الأمسيات والمسابقات الدينية والثقافية والرياضية».

وأوضح عاقل حارة سواحل بالمديرية صلاح نصيب أن الظروف التي تمر بها البلاد كغلاء الأسعار الجنوني أفقد ابتهاج الناس بهذا الشهر، فضلاً التغيرات التي حدثت وتسببت باختفاء العديد من العادات والتقاليد مثل (المسحراتي) المتخصص بإيقاظ الأهالي في وقت السحور.

فيما قال جمال الوعيل وهو شخصية اجتماعية: «على الرغم من الظروف الصعبة والمعقدة التي يُعاني منها الأهالي جراء ارتفاع الأسعار غير المسبوق في المدينة إلا أن لرمضان يبقى ما يميزه عن بقية الأشهر تتجلى بالتآخي فيما بين الناس والتراحم والتسابق لتقديم العون والصدقة للأسر الفقيرة والمعدمة».

المواطن فضل أحمد ثابت قال: «لشهر رمضان طقوس خاصة في هذه المدينة منها تجمع الأسر على مائدة الإفطار، كما يقوم الأهالي بمساعدة بعضهم بعضًا، واقامة المسابقات الدينية، وجلسات السمر حتى وقت السحور».
أما سعيد الهليبي فتحدث لـ«الأيام» بالقول: «نلمس خلال هذا الشهر بزنجبار الاستقرار الاجتماعي عدا الأسعار التي باتت تكوي بنيرانها المواطن الناتجة عن استغلال التجار لغياب الرقابة من الجهات المعنية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى