> تقرير/ ماجد أحمد مهدي- سالم حيدرة صالح
لكل مدينة ما يُميزها من العادات والتقاليد والأكلات والمشروبات في شهر الصيام، منها ما هي قديمة وأضحت لها شهرتها، وأخرى حديثة أنتجها الواقع المعاش.
محافظة أبين كغيرها لها طقوسها وموروثها الخاص بهذا الشهر، إلا أن الكثير منها اختفت بعد أن كانت سائدة لعدة عقود، لعدة أسباب أبرزها كما يقول الأهالي التغيرات الحاصلة والظروف المعيشية الصعبة.
لا مقارنة
وقالت أم صالح من مديرية لودر: «لا مقارنة بين رمضان في الماضي والحاضر، فكثير من العادات والتقاليد الرمضانية الجميلة التي كانت متبعة في شهر الصيام قبل الوحدة اختفت تمامًا من قرى المديرية كتجمع النساء أمام منازلهن، وكذا التجمع في النصف من شهر رمضان بعد أن تحضر كل منهن ما لديها من طعام، ومن العادات أيضاً خروج الأطفال مصطحبين جعابهم الصغيرة تحتوي على السمبوسة، والباجية والخبر ليطوفوا على المنازل تعطى لهم خلالها مبالغ مالية».
أما الحاج أحمد صالح الحداد وهو من مديرية المحفد فأوضح أنهم كانوا يقضون شهر رمضان وفق حياتهم البسيطة تملأها الألفة والمحبة والرحمة، «بعكس زماننا هذا الذي تعقد فيه نمط الحياة وأصبح أكثر صعوبة من كل النواحي».
اندثار لعادات كثيرة
فيما قال عوض أحمد دابي من أبناء مديرية أحور: «كانت حياة الناس في شهر رمضان خلال ثمانينات القرن الماضي بسيطة ومتواضعة مملؤة بمشاعر الأخوة والمحبة والتراحم، ومن العادات التي اندثرت مع الوقت في هذا الشهر سفرة الجيران».
وأوضح د. محمد أحمد حيدرة أستاذ محاضر بكلية التربية زنجبار أن لعاصمة المحافظة ما يُميّزها من الموروث الشعبي الخاص باستقبال الشهر الفضيل.
النجم الحساني الشهير الكابتن عبدالله مكيش تحدث بدوره لـ «الأيام» عن حياة الناس في هذا الشهر بالقول: «أجواء المدينة في رمضان تختلف تمامًا حيث تكتظ شوارعها بالمتسوقين رغم ما تمر به الكثير من الأسر من ظروف مادية صعبة حرمتهم شراء حاجيات متعددة وأساسية بالنسبة للصائم، والشي الجميل في هذا الشهر هو إقامة الأمسيات والمسابقات الدينية والثقافية والرياضية».
وأوضح عاقل حارة سواحل بالمديرية صلاح نصيب أن الظروف التي تمر بها البلاد كغلاء الأسعار الجنوني أفقد ابتهاج الناس بهذا الشهر، فضلاً التغيرات التي حدثت وتسببت باختفاء العديد من العادات والتقاليد مثل (المسحراتي) المتخصص بإيقاظ الأهالي في وقت السحور.
فيما قال جمال الوعيل وهو شخصية اجتماعية: «على الرغم من الظروف الصعبة والمعقدة التي يُعاني منها الأهالي جراء ارتفاع الأسعار غير المسبوق في المدينة إلا أن لرمضان يبقى ما يميزه عن بقية الأشهر تتجلى بالتآخي فيما بين الناس والتراحم والتسابق لتقديم العون والصدقة للأسر الفقيرة والمعدمة».
أما سعيد الهليبي فتحدث لـ«الأيام» بالقول: «نلمس خلال هذا الشهر بزنجبار الاستقرار الاجتماعي عدا الأسعار التي باتت تكوي بنيرانها المواطن الناتجة عن استغلال التجار لغياب الرقابة من الجهات المعنية».