نتضامن مع اتحاد الأدباء
> أمر فاحش أن تخنقنا أصابع الجهل ويتم السطو على مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بمدينة عدن، والذي يضاف إلى سجلات الحرب والنهب والسلب وتدمير القيم المدنية التي تتعرض لها المدينة الأنيسة عدن.
إن منطق الاستقواء والسيطرة على كل شيء بدافع الغرور والقوة والاستكبار هو منطق باطل يتقاطع مع القوانين والنواميس والأخلاق الدينية والسياسية والاجتماعية.
نتضامن بكل جوارحنا مع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ونناشد بيوت العدل وحماة القانون والانتظام العام، وجميع الأطراف بكل مسمياتها، أن تنصف اتحاد الأدباء وتعيد الحق المغصوب إلى أصحابه.
ارفعوا أيديكم عن مقر اتحاد الأدباء، وكفاكم تحقيرا للشعب وأرباب الأقلام الذين ينافحون من أجل النماء والسلام والوئام الاجتماعي والتسامح وتحرير الإنسان وجغرافية العقل من العتمة، ويقفون ضد الفساد وضد ترسيخ الأقدام الهمجية، ومن أجل نهضة العقل والحرية واحترام حقوق الإنسان، وتحرير الطاقة الإبداعية من الدنس وسدف الظلام.
أ.د. سمير الشميري
هذا زمن التوحش والتسافك في الدماء، زمن الفسق والفجور، زمن الظلمة والانكسار، زمن الوحوش الضارية التي تلهث خلف شهوة البطن والفرج، وتلتهم كل شيء بدون عقل ولا بصيرة، وتدوس بأنعالها الحقوق والكرامة العقلية والمصلحة العامة وآدمية الإنسان.
فالقوة لا تدوم، ويبقى الحق ناصعا في كل العصور، وإن طمرته الأيادي الخبيثة التي تخاف كل شعاع للنور والحق والفضيلة والجمال.
لقد بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ الظلم حدا لا يحتمل، ولا يجوز أن نتصامم عن حق واضح كمقلة شمس في سياق متراكم من الحرب والخراب والجرائم والنهب، وتدمير الثقافة الحضرية، وانحطاط القيم وانهيار صواميل الدولة وقواعد الضبط الاجتماعي.
أهل السفه والفجور جرفوا الثروات ودمروا الرأسمال البشري، وقمعوا العقل المنير، وزيفوا الوعي، ورسخوا القبح ومحو الذاكرة الوطنية.. إننا نتأذى من وقاحتهم وتجاسرهم وإصرارهم على الاستعلاء والاستبداد والصلافة والدمامة وترسيخ الفوضى والغوغائية والسنن البهائمية.