في ذكرى رحيله الـ (27).. موسيقارالأجيال محمد سعد الصنعاني

> أحمد فضل ناصر

>
صادف يوم الجمعة الماضي، الموافق 22 يونيو 2018م، الذكرى الًـ (27) لرحيل ابرز رواد لحج والوطن للموسيقى والتلحين والشعر والغناء والفنون التشكيلية، ومن ذلك انه كان خطاطا بارعا، وبما لديه من مواهب اخرى، تميز بها موسيقار الأجيال الراحل محمد سعد الصنعاني.

تهل علينا ذكرى رحيله، وقد خلت الساحة من المبدعين الرواد والفرسان، الا القليل مثل الفنان المبدع سعودي احمد صالح وغيره، ممن يسعون لاثبات هويتهم الفنية.
 لازالت ألحان وموسيقى الصنعاني خالدةََ الى يومنا هذا، بل سيظل يرددها معظم الموهوبين في الداخل والخارج، لما تتميز به من تركيبات ونقلات لحنية متميزة، ومقدمات ولوازم وقفلات موسيقية فريدة، فهلا تذكرتم ورددتم معنا موسيقى ولحن (لوعتي) التي فصلها الصنعاني لعذوبة ومساحة صوت الغريد عبدالكريم توفيق، وهلا تذكرتم (بالعيون السود) و(ياشاكي غرامك) و(ياللي وعدت القلب) و(ردد التغريد) وغيرها من روائع الصنعاني، التي تفرد بابتكاراتها في عصر النهضة الفنية الذهبية التي شهدتها الساحة بلحج.

محمد سعد الصنعاني يعتبر واحدا من اربعة موسيقيين متنورين ومتميزين  بمواهبهم وموسيقاهم في الوطن، وهم:الصنعاني، يحي مكي، احمد بن احمد قاسم، وجميل غانم، كما انه كان مرجعا هاما للألحان التراثية، وخصوصا القمندانية، وقد قدم للكثيرين منا ألحانا قمندانية كنا نجهلها، واعدنا اداءها، كما انه كان متطلعا للتنوير والتعليم الموسيقي، حيث درس الموسيقى المراسلة حتى نال شهادة عرابي(بالقاهرة). وقد جاءت تجربته الاولى فريدة ومفيدة للاجيال منذ منتصف السبعينات، ولم تتكرر حيث أنشأ صفا دراسيا في لحج لتنوير الاجيال باصول الموسيقى علميا، من حيث كتابة وقراءة النوتة الموسيقية، ودراسة النظريات والتطبيق على آلتي العود والكمان وغيرها من الآلات وكان ذلك في المركز الاجتماعي بالحوطة.

 من تلامذته كوكبة من المبدعين منذ الخمسينات، إلى أن وافاه الأجل في عام91م، ممن أثروا الساحة الفنية بروائعهم، نتذكر منهم قائد الندوة اللحجية المرحوم صلاح ناصر كرد، الذي تتلمذ في بداية مشواره على يد الصنعاني، كذلك الفنانون عبدالله محمد حنش، عبد الكريم توفيق، محمد عوض شاكر، فيصل علوي، فضل وحسن كريدي، محمد بن محمد باسويد، بشير ناصر، احمد محسن عبدالله (الشلن)، احمد مهدي مفتاح، واحمد فضل ناصر، وآخرون. ومن ابنائه الموهوبين الطيار والفنان والموسيقي المرحوم عبدالقوي محمد سعد الصنعاني، والصحفية المتميزة سلوى صنعاني، بالاضافة للكثيرين ممن  شجعهم من العنصر النسائي في المجال الفني، ومنهم الفنانة القديرة لول نصيب، التي اكتشفها في مجال الغناء، وشجعها بتقديم احد الحانه لها، الذي قدمته بصوتها معنا ضمن نشاط مكتب الثقافة، عند اول تكوين للفرقة، في 78م.

قام بتوثيق بعض اعماله بصوته للاسطوانات والاذاعة والتلفزيون، كما سجلت له اذاعة عدن في منتصف السبعينات،  برنامجا وثائقيا خاصا بعنوان (مهرجان الذكريات في 30 حلقة).
ولد الموسيقار الراحل محمد سعد الصنعاني، في حوطة لحج، عام 1920، وقد درس بالمدرسة المحسنية، وعمل فيها مدرسا، كما تعلم اصول الموسيقى من الفنان صالح عيسى الذي كان عازفا بالفرقة السلطانية، وتعلم العزف على يد الفنان الطميري، وذاع صيته وشهرته من حين خروجه في اول مخدرة في منطقة الوهط في1939م.

عاصرالصنعاني معظم اساطين الفن والطرب ومنهم العنتري وباشراحيل والجراش والماس وغيرهم، وقد ابدع وابتكر روائع الالحان الخالدة، التي لازالت تمثل علامة بارزة في سماء الفن والابداع، وهي كثيرة  ومتعددة المقامات والايقاعات، كما تميزت بنقلاتها اللحنية والهندسة الفريدة للمقدمات الموسيقية التي وضعها الصنعاني لتلك الالحان، حيث جاءت ألحانه من عصارة جهوده ومواهبه ومخزونه الابداعي منذ بداية مشواره، من خلال متابعاته واستماعه للموسيقى الشرقية الاصيلة، والموسيقى الغربية والهندية وغيرها، التي كان ميالا للاستماع اليها، كما كان متاثرا بغناء منيرة المهدية، من خلال استماعه لتلك التسجيلات في الجلسات التي كانت تتم في مبرز عبدالله داعر وغيره.

عاصر الصنعاني معظم الندوات والفرق الفنية وكان ابرز اعضاء الندوة اللحجية بقيادة المرحوم صلاح ناصر كرد.
 أنشأ الصنعاني منتدى خاصا به خلف منزله، و كان يلتقي فيه باصدقائه وتلامذته، حيث لازالت اطلال هذا المنتدى ظاهرة للعيان الى يومنا هذا.
 يحذونا الامل ان تتكاتف الجهود للحفاظ على مقتنيات وإرث الصنعاني، وإحياء موروثه الابداعي، وما ورثه لنا الرواد في لحج، وارشفة ابداعاتهم والعمل على صيانة منازلهم ومواقع ابداعاتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى