رئيس الغرفة التجارية والصناعية بأبين لـ«الأيام»: نشاط الغرفة شبه متوقف ودور الدولة غائب

> التقاه/ أحمد يسلم

>  أكد رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة أبين الحاج محمد علي الوالي أن ملف النشاط التجاري والصناعي يحوي الكثير من التراكمات والتعقيدات جراء  الحربين اللتين شهدتهما المحافظة في عامي 2011/2015م.
وأوضح الوالي في حواره مع «الأيام» أن نشاط الغرفة أصبح شبه متوقف في الوقت الحالي، وأن أبرز المشكلات التي تواجه إدارته تتمثل باحتلال مبنى الغرفة حتى اللحظة من قِبل أُناس لا يعرفون سوى النهب للممتلكات العامة والخاصة، حد وصفه.
كما أشار إلى غياب الدور والتواجد للدولة في عملية البناء إلا أثناء الجباية لِما هو لها فقط.
هذه المعلومات وغيرها تقرؤونها في سياق الحوار الآتي:​
* بداية هل لك أن تطلعنا عن وضع الغرفة التجارية والصناعية لاسيما بعد الحروب التي شهدتها المحافظة خلال السنين الماضية؟
- اولاً: نرحب بكم وبصحيفة «الأيام» الغراء لاهتمامها المنقطع النظير لجميع مناحي الحياة في المحافظة.
أما عن سؤالك فنؤكد أن الغرفة التجارية تُمارس نشاطها منذ صدور القرار الجمهوري الخاص بإنشائها، ولكن لدينا هموم ومشاكل جراء تراكم مخلفات حربي 2011/2015م اللتين خلفتا خسائر مؤلمة في مقدمتها الخسائر البشرية ناهيك عن المادية وما لحق من دمار في البُنى التحتية، وما تزال هذا المعاناة قائمة، والتي تمثلت أولى بدايتها باحتلال مبنى الغرفة وحتى اللحظة من قِبل أُناس لا يعرفون سوى النهب للممتلكات العامة والخاصة، والمشكلة أنهم لم يكتفوا بهذا بل إن المحتل الأول لهذا المبنى قام بالبيع للمحتل الثاني وبتوثيق في المحكمة وبدون أي أوراق ثبوتية وهنا تكون الطامة الكبرى.

 وعبر «الأيام» أتوجه بمناشدة عاجلة إلى قائد مسيرة إعادة البناء والإعمار بالمحافظة ابن أبين البار اللواء أبوبكر حسين، بضرورة إخراج المقتحمين لمبنى الغرفة أسوة بالمباني الأخرى التي تم إخراجهم منها.
الحاج محمد الوالي
الحاج محمد الوالي

* وماذا عن نشاطكم الحالي؟
- بالنسبة إلى نشاط الغرفة التجارية فشبه متوقف، وحاليًا نقدم خدمات روتينية للمنتسبين كتعميد الضمانات وما إلى ذلك، أما فيما يتعلق بالنشاط التجاري فالحمد لله على كل حال، الأعمال التجارية تنشط  وعاودت دورانها بالرغم من المشاكل الكبيرة التي نواجهها جراء تدهور العملة المحلية، ومعاناة انعدام وارتفاع المشتقات النفطية.
* وهل من نشاط في المجال الصناعي والاستثماري في المحافظة؟
- موضوع الاستثمار في أبين حديث ذو شجون ومتعدد، وحاليًا يتمثل بمصنع وأحد فقط هو مصنع إسمنت (الوحدة) والواقع في مديرية خنفر باتيس والذي يعمل بدون انقطاع على الرغم مما يُعانيه من التقطعات المستمرة والعراقيل التي توضع أمامه، وهنا أجدها فرصة لأتوجه بالشكر للمدير التنفيذي لشركة «الوحدة» الذي تحمل بصبر جميل وعناء كل تلك المعوقات من أجل أن تستمر عجلة التنمية في الدوران، ولولا تحمله وصبره لكان المصنع قد توقف، ونشكر أيضاً إدارة الشركة لتقديمها الكثير من الدعم في جميع النواحي، وممّا لا يخفى على أحد فهذا المصنع يرفد خزينة المحافظة بمبالغ قد يتجاوز العشرين مليون ريال شهريًا، وهذا المبلغ في العادة يكون حسب الإنتاج كرسوم تحسين، فضلاً عن رفده لخزينة الدولة بأكثر من 2.5 مليار سنويًا كضريبة، وهنا نطالب فخامة رئيس الجهورية المشير عبدربه منصور هادي بإعطاء المحافظة نسبة من هذه الضريبة لنتمكن من انتشالها من آثار الحروب التي دمرتها.

وفي المقابل هناك صعوبات بات يواجهها مصنع إسمنت (الوحدة) ويعلمها الكل، منها انعدام استيراد المتفجرات الأمر الذي اضطرت على إثره إدارته إلى استيراد مادة (الكلنكر) لتغطية حاجة السوق من الإسمنت، إلى جانب الوعي المجتمعي القاصر والذي دائمًا ما يرمي بكل مشاكله وهمومه على المصنع، وكذا غياب وضعف دور السلطة في ردع قطاع الطرق، وهو ما يُعد مخالفة واضحة لعمليات الاستثمار على المستوى العالم والتي عادة ما يقدم لها كل التسهيلات لتتمكن من المساهمة في تخفيض نسبة البطالة، إلى جانب ما تجنيه الدولة من العائدات الضريبية والمالية.

ولا توجد أي استثمارات أخرى في الوقت الحالي في المحافظة نتيجة للحروب التي شهدتها بداية بحرب 2011م التي دمرت الكثير، لتُكمل حرب 2015م ما تبقى فيها مرافق حكومية.
* ماذا عن رؤيتكم للحد من معاناة المستثمرين؟
- قدمت الغرفة التجارية بهذا الصدد أكثر من رؤية وفي أكثر من مؤتمر وندوة من ضمنها وجود البنية التحتية الأساسية، وكذا مقومات الدولة القوية من محاكم تجارية وأمن قوي، ووعي مجتمعي مدرك لأهمية اﻻستثمار، غير أن دور الدولة لا يوجد إلا في حالة واحدة فقط وهي عند جباية ما هو لها، ولكن فيما هو عليها من واجبات فالتلكؤ هو السائد من قِبلها.

* ما آخر أخبار مصنع الشركة اليمنية - السعودية (أسمنت باتيس)؟
- بالنسبة إلى المصنع الأول (إسمنت باتيس) بحسب علمي فقد تم إنجازه وأُجري الإنتاج التجريبي فيه، ولكن كما يُقال هناك مشاكل بين الشركاء: شركة اليمامة السعودية، ومجموعة عمر قاسم العيسائي، ومجموعة الأحمر، ووفقاً للمعلومات التي استقيتها فإن مجموعة الأحمر منذ البداية لجأت للمماطلة بعملية بناء المصنع، ولكن نتيجة للضغوط واتخاذ سلسلة من المعالجات تم بناؤه، وأصبح منشأة متكاملة البنيان، وما يدعو للاستغراب أنه وحتى اللحظة لم تُحل المشكلة الخاصة به.

* وماذا عن مستقبل صناعة الإسمنت في المحافظة؟
- لأبين في هذا المجال مستقبل كبير وواعد جدًا، وهناك دراسات فنية واستثمارية تُفيد بأن مقومات إنتاج الإسمنت في المحافظة قد يصل إلى نصف مليون طن يوميًا إذا ما تم استغلال الخامات المتواجدة في مناطق: حطاط، وباتيس، وأحور، والمناطق الأخرى، وهناك صناعة الرخام والجرانيت والحجر الجيري وصناعة الجبس.
وأبين بشكل عام تمتلك مقومات صناعية وزراعية وسمكية وسياحية غير عادية ونأمل أن يأتي اليوم القريب لاستغلالها لتعود بالنفع على مواطني هذه المحافظة المكلومة الصابرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى