«الأيام» في أعالي قمم جبال طورالباحة.. بعد 8 أشهر من الشتات..خطة عسكرية ناجحة تعيد الحياة لأهالي وادي شعب

> تقرير: فارس الشعبي - عمر محمد حسن

> بعد أشهر من المعاناة وشتات النزوح تمكنت وحدات مشتركة من ألوية الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية من تحرير السلاسل الجبلية المطلة على مديرية طورالباحة ومناطق الصبيحة في محافظة لحج، إثر معارك عنيفة خاضها أبطال الجيش والمقاومة الجنوبية مع الميليشيا الانقلابية منذ أيام.
وتكمن أهمية المواقع المحررة في تمهيد الطريق لتقدم الجيش باتجاه مدينة الراهدة جنوب تعز، إضافة إلى تأمين عودة النازحين إلى مناطقهم بعد نزوح دام لـ8 أشهر، بسبب الحرب الدائرة في المنطقة والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء جبال شعب.
وفور إعلان قوات الجيش والمقاومة الجنوبية تطهير قمة جبل “الركيزة” الاستراتيجي وجبل كربه والقحوص بشكل كامل من ميليشيا الحوثي الانقلابية، بدأ أهالي وادي شعب من العودة إلى مناطقهم تدريجيا.
خطة عسكرية
في نزول ميداني لـ«الأيام» التقت بقائد السرية الثالثة في اللواء الرابع مشاة جبلي المشاركة في تحرير شعب، حيث قال إن خطة عسكرية تمحورت بالتفاف استمرت يومين، كبدت الميليشيا الانقلابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح، واغتنام أسلحة وذخائر متنوعة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيا الانقلابية.
وأوضح القيادي عبده الشعبي لـ«الأيام»، أن وحدات مشتركة في الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية تمكنت من تحرير جبال شعب بطورالباحة، والجوازعة بمديرية القبيطة شمال لحج بشكل كامل، وصولا لمشارف الراهدة، بتنسيق مسبق مع قيادات عسكرية ومقاومة شعب.
وأضاف "بعد 8 أشهر من الصمود والتضحية تم تحرير جبال شعب بالكامل، وأهم مرتفع استراتيجي مطل على مديرية طورالباحة ومناطق الصبيحة وأطراف مدينة عدن ولحج، وهو قمة جبل الركيزة".
وعبر عن شكره لكل من وقف بجانب أبناء شعب حتى تمكنوا من تحرير المنطقة، وامتنانه الكبير لجميع قادة الألوية العسكرية لحرصهم وتنسيقهم وتكاتفهم وإصرارهم على وضع أيديهم بيد بعض، كلا يكمل الآخر حتى تحقق الانتصار.
قمة جبل الركيزة الاستراتيجية
وبتحرير جبل الركيزة ومعه جبل كربه في شعب الأسفل تكمن الأهمية بتأمين مركز مديرية طورالباحة التي عادة ما كانت تستهدفها الميليشيا إبان سيطرتها على المرتفعات؛ فضلاً عن كون هذه المواقع المحررة تطل على مديرية البريقة غرب عدن، وجبل إلياس بالقبيطة على إثر المعركة التي استمرت لساعات سقط خلالها عدد من الميليشيا قتلى وأسرى وسجلت قوات الجيش اغتنام أسلحة كاتيوشا وذخائر هاون وأسلحة متوسطة.
وعن هذا الإنجاز يذهب المحلل السياسي باسم فضل الشعبي إلى أنه “أضحى بإمكان النازحين من أبناء مناطق شعب طورالباحة العودة إلى ديارهم بعد تحرير جبل الركيزة وتأمين مناطق شعب بالكامل، حيث إنه بسيطرة المليشيات على هذه المناطق خلال ثمانية أشهر ماضية قبل تحريرها شكلت تهديداً لمناطق الصبيحة وخبت الرجاع وبعض مناطق لحج والعاصمة عدن”.
وعن الأهمية الاستراتيجية المتمثلة بتأمين الأطراف الشرقية لطورالباحة ينوه الشعبي وهو رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية إلى أن “جبل الركيزة تربط بين مناطق لحج وتعز وتشرف أيضا على جبل إلياس في القبيطة، وكان بالإمكان استخدامها لتهديد مصافي عدن ومعسكر العند”.
وعما إذا كان الجيش الوطني سيوصل عمليته ضد الحوثيين بشمال غرب لحج وجنوب شرق تعز يؤكد العميد أبو بكر الجبولي، قائد اللواء الرابع بالجيش الوطني أن “قوات الجيش ستواصل عمليتها العسكرية في طورالباحة وحيفان والمقاطرة ضمن المهام العسكري الذي يفضي إلى بسط سيطرة الدولة على أكبر قدر ممكن من الجغرافيا التي تسيطر عليها الميليشيا وطردها منها”.
نغزوهم كما غزونا
ويقول مجدي مناضل، قائد سرية في اللواء الثاني عمالقة، لـ«الأيام» إن “العملية العسكرية لن تتوقف، وسوف نواصل التقدم صوب منطقة الراهدة، وحيث ما يوجد أي فرد من الروافض المجوس سنكون بعدهم تبةً تبةً، وبعدهم إلى أن نصل إلى قعر ديارهم ونغزوهم كما غزونا”.
وتواصل قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الجنوبية بمديريات القبيطة والمقاطرة وطور الباحة وحيفان بتضييق الخناق على المليشيات بمختلف الجبهات، ويأتي هذا بالتزامن مع التقدم في الناحية الشمالية الشرقية لمديرية القبيطة وإحكام السيطرة على مناطق (الحلاجيم والسنترال والجدر ونجد قفل) وعلاوة على هزائم متتالية تمن بها المليشيا في الشريجة مع اقتراب الجيش من مديرية الراهدة.
عودة الحياة
مع عودة الحياة الطبيعية في وادي شعب يقول الكاتب الصحفي عبود الشعبي: "اليوم فحسب يستطيع الماشي وقت الظهيرة في الوادي أن يمكث تحت ظل شجرة ويستمتع بالبرود، لا يخشى على نفسه رصاص قناص ولا قذيفة هاون! اليوم فحسب يدرك أن مجرد نعاس قليل في حضرة هذا البرود لا يقدر بثمن!”.
وأضاف الشعبي: "حتى الطيور في يوم النصر يعدن الى أعشاشهن كحنين المفارق، وسط أجواء من الشدو والفرح!، حركة أغصان شجرة العلب مع هبوب النسائم تهبك موسيقى صامتة تهتز لها حنايا الروح بفرح الوصل وأسى المباعد! اليوم فحسب تخرج من حيود الجبل فروخ العقب الصغيرة تجري وراء الأم الكبيرة في السفوح وأطراف شروج المدرجات، تشدو بأصواتها عند العشي والأصائل!”.
وأوضح أن "كل جميل في شعب الجميلة كان قد توارى واختفى طيلة ما يزيد عن 240 يوماً من صوت الرشاشات وبارود الهاونات! نشتم ترابك.. نقبل حصاك وصخورك.. يا أنت.. يا كل اللحن والشجن!!".
وقال الشعبي: "اليوم بيوتنا قصورنا المنيفات، ليس في الوجود بيوت تشبهها، وأنت تقف أمام عتبة دارك لتنزل سكناك بعد فراق تحس لأول مرة أن بيتك جنتك!! وأن طعم الحرية لذيذ!!، اصعد الى الديوان وأنت تتلمس قطب المنزل، اسلك الطريق إليه، افتح الباب تحسس جدران الغرفة، بادر بفتح النافذة.. يا إلهي أي ضوء هذا ينساب إلى أعماق الروح قبل أن يفرش قاع الديوان بهاء ورونقاً! إنك ترى بعض أشيائك التي تركتها منذ 8 أشهر هناك حزينة.. حزينة يغطيها الغبار في الزوايا والأركان! يا إلهي.. أين كنا.. كيف كنا.. ماذا جرى لنا.. من أين عدنا.. كيف ذهبنا؟!”.
واختتم الشعبي: "وأنت تصعد أيها المفارق إلى سقف منزلك تتنفس الصعداء وتشتم عبق الحرية، يصل إليك طائر الحمام الذي تركته بلا ماء ولا طعام.. لا يعاتبك ولا يشكوك، إنما يسلم عليك بنظراته الحانية لسان حاله يقول (الحمد لله على سلامتك يا صديقي!!)، ثم يبدأ بالهديل فتبتسم أركان المنزل وتعود الحياة من جديد!! لكن وماذا بعد... هل استفدنا من القصة؟!!”.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى