نائب مدير أمن عدن: أجهزة الأمن تتعامل مع هذه القضايا باهتمام كبير

> تقرير/ وئـام نجيب

> تزايد خلال العامين الماضيين عمليات الاختفاء والاختطاف في العاصمة عدن، طالت أطفالا ونساء وبالغين، الأمر الذي يكاد يحولها لظاهرة خطيرة تضاف لقائمة الجرائم التي بات يشهدها المواطنون.
«الأيام» وصلتها خلال الفصل الأخير من العام الماضي وحتى الوقت الحاضر العديد من البلاغات من قِبل الأهالي أبلغوا فيها عن اختفاء أحد أقاربهم، منهم من عُثر عليه ومنهم من وجِدَ مقتولاً بعد اغتصابه، وآخرون لم يجدوهم حتى الآن.

وفي الوقت الذي تُقلل فيه الجهات المعنية من حدوث هذه العمليات وقلة ورود بلاغات عنها، يؤكد مواطنون لـ «الأيام» أنهم تقدموا ببلاغات في حينه ولم تقم الجهات المعنية بدروها، وهو ما أفقدهم الثقة بها، حسب قولهم.
وأكد نائب مدير أمن عدن العميد ركن أبو بكر جبر أن «أجهزة الأمن تتعامل تجاه هذه القضايا باهتمام كبير، وتحرص على البت في أي بلاغ يصل إلى الإدارة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة أولًا بأول».

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: «وصلت إلينا بعض البلاغات الخاصة بهذه الحالات النادرة، كقضية اختطاف واغتصاب طفل البساتين، والتي تمت إحالتها إلى النيابة والمحكمة لينال الجناة جزاءهم الرادع والعادل، بالإضافة إلى قضية فقدان طفلة وجرى التعامل معها بجدية، قبل أن يتم العثور عليها بعد التحري والمتابعة بالقرب من مسكنها، إضافة إلى قضية اختطاف أم وطفلتها في القلوعة»، مطالباً في ذات السياق من الأهالي بـ «إبلاغ الجهات المعنية فوراً في حال تعرضهم لأي من هذه القضايا، ليقوم الأمن بالتحرك والقيام بمهامه الملقاة على عاقته».

وأوضح جبر بأن «الأمن مستقر في عدن، وأنه بحاجة إلى تعاون وتكاتف الجميع ووقوف الأهالي إلى جانب الجهات ذات العلاقة لتثبيته بشكل أفضل، وكذا للقضاء على القضايا التي من شأنها أن تمس الأمن والاستقرار في البلد، أملاً بألا تتكرر هذه الحوادث الدخيلة على المجتمع والمتنافية مع الدين والأخلاق».
تزايد بلاغات الفقدان
وفي الوقت الذي قللت فيه إدارة أمن العاصمة عدن من وجود بلاغات خاصة بفقدانات، وصلت «الأيام» العديد منها من ذوي المفقودين، مؤكدين تقييدها في إدارة الأمن ومراكز شرط المديريات.
«الأيام» تواصلت مع قريب لأحد المفقودين للاستيضاح عن مصيره، وسرعان ما أجهش بالبكاء، لعدم العثور عليه بعد، على الرغم من إبلاغهم كل الجهات المعنية في حينه، وهو ما أفقدهم الثقة بالجميع، حسب قوله.

وكان آخر قضايا الاختفاء والفقدان ما حدث للمرأة التي خرجت بمعية ابنتها مغرب 27 من الشهر الماضي بمدينة القلوعة مديرية التواهي أثناء ذهابها إلى أحد أقاربها بمسافة لا تزيد عن مائتي متر تقريباً.
يقول زوجها في حديثه لـ«الأيام»: «قمت بإبلاغ شرطة القلوعة وإدارة الأمن، وإلى الآن لا تزالا مفقودتين، وما توصلنا إليه هو طلب تحديد الموقع من خلال شريحة الجوال المتواجد مع زوجتي، وقد جرى التواصل من فرع شركة «MTN» بعدن مع المقر الرئيس في صنعاء لتحديد الموقع، غير أنه رفض التعاون معنا»، مؤكداً بأن «إدارة أمن عدن لم تهتم بمثل هكذا أمور، والتي تتكرر بشكل مخيف، فضلاً عن المماطلة بالتعاون تجاه هذه القضايا».

وأضاف: «كثيراً ما تردنا رسائل من رقم زوجتي ولكن عند الاتصال به أجده مغلقا، وحالياً القضية في البحث الجنائي، وأوكد في الختام بأنه لا توجد لدي عداوة مع أحد نهائيا».
أسباب متعددة
وأعاد اختصاصيون اجتماعيون لـ«الأيام» أن «المشكلة يكمن جزء منها بالإهمال الأسري، وأخر بالمنطقة، لاسيما في الأوقات المتأخرة من الليل، وغياب الإضاءة، والتي عادة ما توفر الظروف المناسبة لخطف الأطفال الذي يبيتون يلعبون في الشوارع إلى أوقات متأخرة من المساء، أو بسبب عمالة الأطفال والتي قد تعرضهم للاختطاف والاغتصاب والاستغلال من قبل ذوي الأنفس المريضة، وفي المقابل من يقومون ويرتكبون هذه الأعمال الدنيئة كُثر، منهم المتعاطون للحبوب المخدرة وغيرها، وهي صفات دخيلة يكتسبها البعض، نتيجة لإهمال الأسر وانتشار الفقر والبطالة في المجتمع، وكذا تردي الأوضاع وضعف التأهيل للكادر الأمني للحد من الجريمة، وهي أمور تشجع وتسهل أيضاً على عملية الاتجار بالأعضاء البشرية والتي قد تصبح السبب الرئيس وراء خطف الأطفال».

وأوضح الاختصاصيون في تصريحاتهم لـ«الأيام» بأن «الوضع الأمني غير المستقر في البلد والمشاكل الاقتصادية والفراغ النفسي وضعف الوازع الديني كثيراً ما يستغلها بعض ذوي النفوذ باستخدام المحتاجين ماديا لتنفيذ عمليات الخطف بمقابل المال».
وكانت العاصمة عدن قد شهدت خلال العام الماضي الكثير من حوادث الاختطاف والاغتصاب والقتل، فيما باشرت محاكم القضاء عقد جلساتها وإصدار العديد من الأحكام جرى الاستئناف لبعضها من قبل المتهمين، فيما قيدت قضايا أخرى ضد مجهول.
ويبقى السؤال: من يقف وراء انتشار هذه العصابات الإجرامية؟ وما الهدف منها؟ ومتى سيُقضى عليها؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى