مساعدات الحكومة بالعلاج «مجرد دعاية إعلامية»

> تقرير/ نوارة قمندان

> كثيراً ما تتناقل وسائل الإعلام الرسمية أخبارا عن تكفل الحكومة بالعلاج أو بتقديم المساعدات المالية للعلاج لقادة المقاومة أو لشخصيات اعتبارية في المجتمع ومواطنين بسطاء.
وهي الأخبار التي كذبها الكثيرون من المعنيين، معتبرين ذلك «بروباجندا إعلامية» ليس إلا.

فيما أفاد آخرون أن ما قُدِم لهم من مبالغ لم تفِ ولو بالجزء البسيط من تكالف علاج مرضاهم في الخارج، فضلاً عن التأخير في صرفها من قبل المختصين. 
يقول العميد بجاش الأغبري: «أثناء الحرب الأخيرة تعرضت لمحاولة اغتيال بتاريخ 18/ 2/ 2015م بنقطة الأمن المركزي في منطقة الحسوة مديرية البريقة، اُسعفت على إثرها للعلاج في مصر.. وحينما شاهدت اشتداد المعارك في مطار عدن الدولي ومعسكر الصولبان تركتُ العلاج لاُلبي نداء الوطن على الرغم من أنني كنت على وشك الخضوع لعمليتين لعيني وأنفي، وحينها تمكنت من تحريك أول خمس دبابات لتحرير المطار، وكنتُ أول من ثبت الدبابات في «كالتكس»، واستطعنا السيطرة على اللواء 31 مدرع في بير أحمد، كما استطعت تشكيل أول مقاومة فيها بقيادتي، فيما كانت الدبابات بعهدة كل من القادة: اللواء فضل باعش، وهاشم السيد، ومهران القباطي، ورياض الدرويش وغيرهم».

وأضاف: «فيما بعد تحصلت على توجيهات من وزير الداخلية تقضي بتقديم مساعدة علاجية لي إلا أنني لم أستلم شيئا منها إلى الآن، فيما وجه رئيس الوزراء بصرف مبلغ 2000 دولار مساعدة علاجية في الوقت الذي بلغت فيه تكلفة علاجي حتى يومنا 9500 دولار ومازالت العلاجات مستمرة».
وقال: «نحن نتعرض لتهميش وإقصاء ولامبالاة، لاسيما من تجار القضية الجنوبية الذين تركوا المناضلين يتجرعون الألم».

وعود كاذبة
لم تقتصر هذه المعاناة على قادة وشباب المقاومة والمواطنين البسطاء، فقد ذاقها الفنانون أيضًا، إذ نفى الفنان القدير محمد محسن عطروش صحة الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن تكفل رئيس الوزراء بعالجه.
وقال في تصريح لـ «الأيام»: «اتصل بي هاتفيًا رئيس الوزراء د. بن دغر وأخبرني بأنه سيتحمل كافة تكاليف علاجي، وعلى إثره تم النشر في جميع الصحف بتحصلي على مساعدات علاجية من قِبل بن دغر، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فلم أجد من تلك الوعود شيئا»، مختتماً بالقول: «من حق كل مواطن أن يقابل رئيس الوزراء، وأنا اليوم وعبر «الأيام» أطالب بمقابلته، ليس بصفتي فنانا بل مواطنا يمنيا».

الظلم لا يستثني أحدا
بسمة شمسان، أول امرأة تحمل السلاح ضد احتلال الحوثيين لعدن، وبدلاً من مكافأتها وتكريمها لدورها تم تجاهلها والتعامل مع معاناتها بشيء من اللامبالاة.
تقول شمسان في حديثها لـ«الأيام»: «ابنتي معاقة، وحاولت الوصول لجميع المسؤولين لعلي أجد أحدًا يقدر جهودي ويشعر بمعاناة ابنتي، إلا أنه لم يستجب لي احد ممن التقيت من القادة آنذاك».

وتضيف: «ولأجل ابنتي تحملت وطرقت الكثير من الأبواب معظمها أُغلقت في وجهي، وحينما سمع د.أحمد عبيد بن دغر بمناشدتي طلب مقابلتي وأعطاني 1500 دولار وتذاكر للسفر للعلاج في مصر، ولأن المبلغ لم يكن كافياً تلقينا مساعدات من رجال الخير لنتمكن من تكملة العلاج، وقد استمرت فترة جلسات العلاج في مصر لمدة ستة أشهر ومازال العلاج مستمرا»، مختتمة بالقول: «ما يؤلمني هو التقدير الذي تحصلت عليه الكثيرات من النساء ممّن كن في بيوتهن خلال الحرب بمنحهن رتب عسكرية، وتجاهل معاناتي على الرغم من أنني أول امرأة تقف ضد قوات الحوثي».

تأخير عمليات التسفير
فيما يقول وضاح عبدالله، وهو أحد شباب المقاومة في مديرية التواهي: «تُعاني والدتي من مرض القلب، ونظرًا لحالتها الصحية قرر الأطباء نقلها إلى خارج اليمن، ونتيجة للظروف المادية الصعبة طرقت العديد من أبواب المسؤولين في الدولة، ومع الأسف لم ألقَ منهم أي مساعدة.. وبعد عامين من طرق الأبواب أوصلني رجال الخير إلى رئيس الوزراء والذي عمل بدروه على صرف تذاكر سفر ومبلغ 2000 دولار، وجرى في حينها تسفير والدتي إلى أحد مشافي مصر، ونتيجة لعدم تغطية المبلغ المقدم لتكاليف العلاج غادرنا مصر وعدنا إلى عدن، وحينها قمت بتقديم كافة الأوراق الطبية التي تثبت ضرورة عودة والدتي مرة أخرى إلى مصر لاستكمال العلاج، إلى بن دغر ، وبدوره رئيس الوزراء أعطاني توجيها إلى الأمين العام بصرف تذاكر سفر ومبلغ مالي ومنذ 25 رمضان وحتى اليوم وأنا منتظر أمر الصرف».

وأوضح في حديثه لـ «الأيام» أن أكبر عقبة قد تواجه المريض عند السفر هي وقت الحجز والذي يصل إلى شهرين كحد أدنى وثلاثة أشهر كحد اقصى، وهي مدة كفيلة بتضاعف حالة المريض، ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الوفاة»، متمنياً في ذات السياق من القائمين على دفع مبالغ التذاكر لمكتب الطيران «المسارعة بأداء واجبهم، ليتمكن المرضى من السفر في الوقت المناسب».

مبالغ قليلة
ويقول أحمد عبدالله والد الطفل أصيل: «ابني مصاب بمرض تكسرات الدم المنجلية منذ أن كان عمره عاما، ومتى ما تعرض للمرض يصاب بضعف شديد في الدم حيث تصل نسبته إلى HB وهو ما جعله بحاجة لنقل دم بين فترة وأخرى، ولخطورة مرضه نصحنا الأطباء المتابعين لحالته بضرورة تسفيره للخارج، غير أن الإمكانات المادية الضعيفة وقفت عائقا أمام ذلك.. وحينما أخبرني مواطنون بأن الحكومة في «معاشيق» تعطي مساعدات وتذاكر مجانية للمرضى ذهبت مسرعاً إليهم وأثناء متابعتي صادفت امرأة تعمل هناك وشرحت لها معاناة طفلي، وهي من ساعدتني، وتمكنت من مقابلة رئيس الوزراء والذي بدوره وجه بصرف مساعدة بقيمة 2000 دولار، ولكني تفاجأت حين ذهبت لاستلامها من البنك المركزي بتسليمي المبلغ بالريال اليمني وناقص عن صرف السوق، ولأن المبلغ لم يكن كافياً اضطررت لبيع قطعة أرض لإتمامه».

من جهتها تقول والدة الطفل جواد حسين ناصر (3 أعوام): «يُعاني ابني من ضمور في الدماغ، تطلب نقله للعلاج في مصر، وبعد أن نفد المال المدخر لدينا لكثرة مصاريف العلاج، ارسلت بالأوراق الخاصة إلى إحدى صديقاتي في اليمن بالمتابعة لدى رئيس الوزراء الذي ابدى استعداده وأمر بإعطائي ألف دولار، ولكنه كان ضئيلاً مقارنة بتكاليف العلاج، وحينما وصلت إلى البلاد قدمت الأوراق الطبية مرة أخرى له بناء على طلب الطبيب المعالج بضرورة العودة إلى مصر بهدف استكمال جلسات العلاج، ووجه مرة أخرى الأمين العام بصرف ثلاث تذاكر ومساعدات علاجية، ومنذ شهر رمضان والأوراق بحوزة الأمين العام حتى أعطى أوامره قبل أيام للبريد بالصرف».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى