شهداء الجنوب.. لن نقول وداعا

> فارس حسين السقلدي

>
​يرحل العظماء ويذهب الرجال وتموت الشجعان، إلا أن مآثرهم وسيرهم التي اجترحوها لا تذهب معهم أو تموت وتدفن عند رحيلهم وفقدانهم، وإن ماتوا إلا أنهم أحياء في قلوب وعقول شعوبهم، فمنهم من يرحل مخلفاً وراءه أشبالاً وإرثاً تاريخياً ونضاليا وسياسيا، بل وسيرة حسنة، وسمعة طيبة، يذكر بها بعد موته ورحيله تظل شاهدة له بذلك، ومنهم من يرحل دون ذلك وهو في أوج عنفوان شبابه وريعان حياته بكل ما تعنيه الكلمة من حماسة ونضال وتضحية وإقدام وشجاعة وإخلاص في الدفاع عن أرضه وعرضه ووطنه.

هكذا هم العظماء والشجعان، يسطرون لنا بدمائهم أروع ملاحم النضال والفداء والتضحيات، دون خوف أو مهانة، وإن كتبنا عنهم لا نفيهم حقهم ولا تتسع الأسطر للكتابة، ولا تكفي كتب ومؤلفات بحد ذاتها لتدوين مآثرهم البطولية.

الحقيقة يجب أن تقال، ووفاءً منا لهم واجب علينا، بإنصافهم ولو بالكلمة، كأقل تقدير منا، فشهداء الجنوب من ضمن أولئك الرجال والشجعان الذين قدموا أرواحهم رخيصة ودماءهم الغالية، فمن أجل الجنوب سقوا بدمائهم تربته الطاهرة والزكية ليبقى الجنوب ويعيش شعبه بعزة وشموخ وحرية ترويها لنا الأحداث وتسردها لنا الأيام، تكتب بأحرف من نور، وعلى صفحات من ذهب يخلدها التاريخ عبر صفحاته وحاضره وماضيه، لتظل في متناول الجميع، تتدارسها الأجيال، جيلا بعد جيل.

إننا اليوم نقف إجلالا وإكبارا أمام كل شهداء الجنوب، الذين استشهدوا في ميادين الشرف والبطولات وسقطوا في معارك النصر والتحرير، سنظل نذكرهم، ونذكر بطولاتهم العظيمة، بل وفي كل المناسبات الوطنية في بلادنا الجنوب عند استعادته.. فهنيئا لشهدائنا الشهادة، فإننا على دربكم سائرون، فالمجد والخلود لشهدائنا والشفاء لجرحانا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى