أقدم مركز للبحوث الزراعية بالجزيرة والخليج بأبين يتعرض للنهب والتخريب

> تقرير/ عبدالله الظبي

>  تُعد محطة الكود للبحوث الزراعية بمحافظة أبين أول محطة بحثية زراعية على مستوى الجزيرة العربية والخليج، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى 1955 إبّان الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن.
وهي محطة تُعنى بعلوم الزراعة، عُرفت أثناء تأسيسها باسم “مركز الكود للأبحاث الزراعية”، وكان لها إسهاماتها في تطوير الأعمال الزراعية على مستوى الجمهورية، كما كان لكوادرها دور فعّال وبارز في قيادة العمل الزراعي على كافة المستويات، قبل أن يتعرض هذا الصرح العلمي للتخريب في كافة المجالات: (إدارة، مختبرات، ومعامل)، فضلاً عن تعرض معداتها وآلياتها وتجهيزاتها العلمية للسلب والنهب، بالإضافة إلى مضخاتها وشبكة الرأي.

وأوضح مدير عام محطة الكود د. محمد سالم الخاشعة أن “محطة الكود للبحوث الزراعية تُعد أول محطة بحثية تُعنى بعلوم الزراعية، تأسست في عهد السلطان حسين الفضلي خلال السلطنة الفضلية”، مشيراً إلى أنها “بدأت عملها بقسم المحاصيل الزراعية الحقلية، واستعانت بخبراء من الإنجليزي وجمهورية الهند، فيما بدأت نشاطها البحثي على محصول القطن لارتباطه بمحلج القطن، والذي أسهمت فيه السلطنة الفضلية إسهامًا كبيرا، بعد أن أسسته وخصصت له أرضية”.

وأشار الخاشعة في تصريحه لـ«الأيام» إلى أن “المحطة كانت تمتلك مدخرا وراثيا ونباتيا يحتوي على مختلف النباتات، إلا أنه تعرض للتخريب”، آملاً “تأهيل تلك النباتات من خلال تسويرها وإعادة شبكة الري، وتجميع ما فقد من النباتات المختلفة، فضلاً عن تعرض هذه الأراضي للبسط من قبل جهات عدة ما بعد عام 2011م”.

وأضاف: “المحطة تمتلك منذ تأسيسها معدات وآليات كبيرة جدًا، كما كان للمنظمات الدولية دور قوي في دعمها، غير أنها تعرضت للنهب والسلب.. ونحن في الوقت الحاضر لا نمتلك غير المبنى، وهو ما اضطرنا للعمل من الصفر، وقد كان هناك تدخل من قبل بعض المنظمات، ودعم من الصندوق الكويتي قبل الحرب 2011م، عمل على تأهيل وترميم المحطة، وقطعوا خلاله شوطا كبيرا في ترميم المبني، ولكن توقف بسبب الحروب، ونحن الآن على تواصل معهم لمواصلة التأهيل، كما أننا نُعاني في الوقت الحاضر في محطة الكود للبحوث الزراعية من صعوبات كثيرة، وأبرزها عدم وجود ميزانية تشغيلية لها، وعبر “الأيام” أتوجه بمناشدات المنظمات الدولية والسلطة المحلية ووزارة الزراعة بتقديم الدعم لنتمكن من تأدية مهامنا بالشكل المطلوب”.

معوقات متعددة
وتشكو المحطة من عدم وجود ميزانية للعمل البحثي ومصاريف تشغيلية، كما أنها باتت بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل المركز من الصفر، واستعادة الأراضي المنهوبة، وتوفير مواصلات لتنفيذ أنشطة خارج المركز، ونقل العمال، وحل قضية المتقاعدين، وتوظيف كادر بحثي وعمالة شابة بديلة، وكذا إعادة التيار الكهربائي لمباني المركز، وحفر بئر في المزرعة بعد السطو على اﻵبار القديمة، وتوفير منظومة طاقة شمسية لتشغيل اﻵبار وتوفير مدخلات زراعية.

وأوضح الخاشعة لـ«الأيام» أن “من أهم الأنشطة للمركز تتمثل بالآتي: تنفيذ تجارب بحثية علمية داخل وخارج المركز، توفير شتلات الباباي والفاكهة ونباتات الزينة ومصدات الرياح وبيعها للمزارعين، تحليل عينات المياه والتربة، تجارب تأكيدية ونشر تقنيات، تعميم أصناف جديدة، تجارب مباشرة للمزارعين، تنفيذ دراسات اقتصادية واجتماعية، تقديم اﻻستشارات والنصح للمزارعين، والقيام بتشجير المرافق والحدائق الخاصة والعامة والمتنزهات والطرق وغيرها”.

الوحدة أفقدتنا الريادة
فيما أوضح المدير الفني للمحطة عمر سالم بن شعيب أن “محطة الكود للأبحاث الزراعية كانت مخصصة عند تأسيسها لتطوير محصول القطن فقط، ليتوسع العمل فيها بعد الاستقلال ليشمل كل المحاصيل، بالإضافة إلى التطوير لها من قبل الأمم المتحدة، كالإسهام بتطوير مبنى الأبحاث”.

وأشار في سياق تصريحه لـ«الأيام» إلى أن “المركز كان يمثل وجه السلطة في الجنوب قبل الوحدة، وقبلة للعديد من المسؤولين البارزين الذين يزورون البلد بينهم رؤساء، ليتم بعد الوحدة تغيير الاسم من “مركز لكود للبحوث الزراعية” إلى “محطة الكود”، لتصبح ضمن الهيئة العامة للأبحاث ومقرها محافظة ذمار، وهو ما أفقدنا الريادة التي كنا نتمتع بها، حيث صار كل شيء في المركز بذمار، كما أفقدنا 90 % من الكوادر البشرية، وما تبقى سينتهي خلال الخمس السنوات”.

وتعرضت المحطة في حرب 2011م إلى النهب والسلب لكل شيء، وبعد نداءات عدة قدمت منحة من الحكومة الأمريكية لشراء المعدات، غير أن عملها ما يزال بالحد الأدنى، كما يقول بن شعيب.
 
نهب وتخريب
وأوضح رئيس قسم الميكنة الزراعية م. علي فضل سالم فرتوت أن “المحطة تتكون من 7 أقسام فنية وهي: المحاصيل، البساتين، الوقاية، التربة والري، الغابات والمراعي، الميكنة، واﻻقتصاد، بالإضافة إلى الأقسام الإدارية والخدماتية”.
وأضاف لـ«الأيام»: “في نهاية شهر مايو 2011م تعرضت المحطة للتخريب والنهب لكل ممتلكاتها والتدمير لبنيتها التحتية وكذا تعطيل الآبار والسطو على جزء من الأراضي المزروعة البحثية، وحينما خرجت الجماعات المتشددة من أبين في يونيو 2012 كانت المحطة قد صارت خرابا”.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى