مأساة حب وحرب

> دعاء الأهدل

> «تقول: متى نلتقي، أقول: بعد عام وحرب.
تقول: متى تنتهي الحرب، أقول: حين نلتقي
محمود درويش»
قلت ذات ليلة شتاء من خلف شاشة ها نحن نودع المآسي في حياتنا ويشد الأمل على أحلامنا من جديد، أتذكر جيداً يا محمود كم كنا قبل أن نلتقي تلاحقنا كوابيس الماضي وحينما عرفتك وعرفتني اجتاح النسيان مدينتنا وتربص الأمل بحياتنا،
التقيت بك في مساء شتوي يختلف عن كل الأمسيات في الواحد من ديسمبر خلدت ذكرى لاتنتهي تفاصيلها إلا بتناسي...
نجوى: كيف ننجو بمستقبلنا ونحن لم ننج من حاضر تملؤه المآسي، هكذا حينها قلت لي..
تدخل شعاعاً من الأمل، حينها ربتت كلماتي على روحك وكأن يدي البعيدة تربت على كتفك، حينها قطعنا من الأحلام الطويلة لنصل إلى أوطاننا بأحلام لم تتشوه ملامحها بعد...
تلقينا أطياف أحاديثنا بسعادة ظنناها لا تُغادرنا أبداً..
عبرنا الحدود ورفعنا رآيات السعادة، قلت لي:
نجوى: نجونا بأحلامنا بضعة أشهر وأرسينا سفينتُنا بأشرعة الحب رغم الحرب تلقينا قنبلة القدر لتكن كفيلة أحاديثُنا البعيدة بأن تظل أحاديث تُقرأ من دون فعل، لتكون أشلاء متطايرة تمزقنا بذكريات...
نجوى: أريد أن أخبرك سراً؟!!
الحرب أقوى من الحب نعم أقوى..لا أستطيع السفر إليكِ ولا البقاء في حبك،لا تستطيعين السفر إلي ولا الحلم، ولأن أحلامنا داؤُها الحرب...
لم تستطع الكلمات أن تشق مسارها أعلنت الدمعات حربها على خدينا والبعد نهش لقاءنا والحرب أعلنت قُنبلتها على حبنا لنكون ضحايا...
حينها تلفظت قائلة في رسالتي الأخيرة من مأساة حب وحرب:
كنتُ في سلم وحرب، وكنتَ في حلم وحرب...
محمود كم كنت أشتق من أسمي الحمد أنني أحببتُكِ يوماً، ونجوت من رصاصات المآسي وحين الحرب اجتاحت أحلامنا يا نجوى وبعد أوطاننا هو قدرنا حملت عدتي وغادرت الشام موطني...
تركتُ لهُ رسالة وداع:
ولأننا من أوطان تاه منها السلام تاهت أحلامُنا...
صورتك عالقة في ذاكرتي ورائحة دمك لم تصلني بعد...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى