إطلاق الرصاص في المناسبات.. كابوس يؤرّق المجتمع!

> د. عبدالله محمد العجردي

> سلوك خطير يزداد تناميا في مجتمعنا، وتتوارثه أجيالنا دونما أدنى تفكير بحجم المخاطر التي تترتب على هذا السلوك، وهو العنف السائد بين شبابنا الذين استنشقوا روائح البارود، وجعلوا من حمل السلاح فخرا ورجولة بحسب تفكيرهم، جاهلين المخاطر المحدقة والأثمان الباهظة التي دفعتها البلدان التي شهدت صراعا مسلحا في القضاء على التنمية والاستقرار، وصولا إلى مرحلة الرعب التي باتت تؤرق مجتمعنا في إطلاق الرصاص والأعيرة النارية في الهواء في الأعراس والمناسبات.
لقد باتت هذه الظاهرة تسري في مجتمعنا كما تسري النار في الهشيم، في ظل غياب الدولة والضمائرالحية، وصمت العقلاء.

وتعد ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية بمختلف أنواعها في نظر الشرع محرمة لما فيها من ترويع للآمنين وإقلاق السكينة العامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من روّع مؤمناً»، كما تعد إسرافا وتبذيرا بالأموال، قال الله تعالى: «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين».

وهي من الأمور البينة التي بان ضررها على الأرواح والماديات.. فكم من طفل راح ضحية الرصاص الراجع من السماء، ناهيك عن الأضرار المادية التي نسمع عنها كل يوم من إتلاف للألواح الشمسية وخزانات المياه وزجاجات السيارات....إلخ.
كما أن القانون يجرم هذه الظاهرة ويعتبرها قتلا عمدا لوجود القصد الاحتمالي بحصول الضرر مهما تصّعب تحديد القاتل فيها، لكن الله يعلمه.. وأول ما يقضي الله فيها يوم القيامة من الحقوق هي الدماء.

أوجه رسالتي إلى أولئك الشباب الذين تأخذهم النشوة وغياب العقل إلى إطلاق الرصاص في الهواء، بأن الله سائلكم يوم القيامة عن صنيعكم هذا بترويع الاطفال والنساء وكبار السن وعن إزهاقكم الأنفس البرئية بغير حق.
لقد بلغ ترويعكم لأطفالنا وأسرنا مبلغا عظيما، إذ يهرع أطفالنا نحو البيوت عند سماع الأعيرة النارية، وتحولت بيوتنا إلى سجون لهم، خوفا عليهم من الموت أو الإصابة برصاصكم الراجع.

ماذا أبقيتم لأطفالنا وأسرنا من مشاعر الفرح في ظل حملكم الأسلحة وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء؟!!.. نسمعكم تتحدثون مرارا وتكرارا عن انتصاراتكم برحيل الغزاة صنعتها أسلحتكم التي تمتشقونها في حلكم وترحالكم..!
ولكننا نقول لكم إن الانتصار الحقيقي هو التخلي عن السلوكيات التي غرسها الغزاة بين أوساطكم.. واعلموا أن كل انتصار حققتموه سيظل بعيدا عن الحقيقة ما لم تقلعوا عن ظاهرة حمل السلاح وإطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات.
وستظل أفراحنا مقتولة بأفواه بنادقكم التي تعلو رصاصاتها سماءنا عائدة إلينا لتخطف الأرواح.. وستظل طفولتنا مغدورة برعب تصرفاتكم الهوجاء.

انثروا الورد وانشروا السلام، وازرعوا القيم الجميلة، وأعيدوا السيوف إلى أغمادها، فالغزاة قد رحلوا.. فالتاريخ يكتب ولن يرحم كل عابث بحريتنا وأمننا، ويحول دون سلام ظللنا ننشده عقودا من الزمن.. فهل انتم منتهون؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى