الجنوب يحتضر ..!!

> زكريا محمد محسن

>
العلل والأدواء تنهش الجسد الجنوبي المنهك من كل جانب، ولم يعد هناك ما يبرر التأخير والإبطاء في إنقاذ جنوبنا الحبيب مما ألمَّ به، وتخليصه من براثن المتآمرين الذين يتمنون له الخراب والدمار، ويضمرون له في صدورهم أحقاداً دفينة وشروراً عظيمة، وينفقون أموالاً طائلة من أجل إلحاق الضرر به..!

فالواقع اليوم يستدعي التحرك العاجل والسريع، ووضع حدٍّ لكثير من الممارسات والأفعال المشينة التي قد تصيب القضية الجنوبية في مقتل، وقطع الطريق أمام كل من يريد النيل منه.. ومن تلك الممارسات التي يندى لها جبين الإنسانية بروز المناطقية بصورة مقيتة تدعو للقلق، لاسيما أنها قد انتشرت في الآونة الأخيرة انتشار النار في الهشيم، حتى على مستوى المنطقة الواحدة، وتجاوزت شبكات التواصل الاجتماعي وعالمها الافتراضي إلى أرض الواقع.

 بل الأدهى والأمر من ذلك، تلك الأبواق المأجورة وجوقة المطبلين الذين لا شغل لهم إلا تخوين الشرفاء والقدح فيهم لمجرد الاختلاف معهم في الرأي، ورميهم زوراً وبهتاناً بالعمالة والانتماء للأحزاب اليمنية، ومنح صكوك الوطنية لمن وافقهم الرأي، حتى وإن جانبهم الصواب. وإذا استمر السكوت والتغاضي عن كل ذلك فإنه سيصير ككرة الثلج التي تكون في بدايتها صغيرة الحجم لكنها ومع مرور الوقت والتدحرج ستكبر شيئاً فشيئاً حتى تصير كتلة عملاقة لا يمكن لأحد إيقاف تدحرجها مهما أوتي من قوة!!
وأكثر ما يضر بالجنوب- الذي قدم نموذجاً حضارياً رائعاً وضرب أروع الأمثلة على الإطلاق في الوطنية خلال مسيرة الحراك السلمي- هو ما يقوم به اليوم بعض ضعاف النفوس من البسط على الأملاك الخاصة والعامة والاستيلاء عليها سواء في عدن أو غيرها، دون أن يلاقوا من يردعهم ويزجرهم رغم فداحة هذا الجرم.

 فإذا لم نستطع حماية أرضية أو منشأة فإننا سنكون في نظر العالم- الذي بات يراقب عن كثب كل صغيرة وكبيرة- غير جديرين بتحمل أعباء دولة!!.. وأما الفساد المالي والإداري الذي استشرى في مختلف مفاصل الدولة واستفحل بصورة أكثر من ذي قبل، وكذا الخصميات غير القانونية التي تطال مرتبات العسكريين والأمنيين، ونهب مخصصات التغذية، فحدث ولا حرج. ولا أخفيكم سراً لو قلت لكم إن حالة التذمر والامتعاض بسبب هكذا ممارسات قد وصلت لدى البعض إلى درجة الترحم على الفاسدين الأوائل في أيام ما قبل الحرب.. وغيرها من الممارسات الدخيلة على الجنوب التي حتماً ستؤدي بالمحصلة النهائية إذا تغاضينا عنها وتقاعسنا عن مواجهتها إلى إضعاف الجبهة الداخلية وتمزيق المجتمع وتفكك عرى المحبة وأواصر التآلف والقربى بين أفراده.
 أخيراً، يجب أن ندرك أن عامل الوقت ليس في صالح الجنوب ألبتة، الذي يعاني بالإضافة إلى ذلك تدهور الخدمات وسياسة التجويع والإفقار التي فرضت عليه بهدف إخضاعه وتمرير مشاريع سياسية تتعارض مع ما يناضل من أجله.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى