> زكريا محمد محسن
العلل والأدواء تنهش الجسد الجنوبي المنهك من كل جانب، ولم يعد هناك ما يبرر التأخير والإبطاء في إنقاذ جنوبنا الحبيب مما ألمَّ به، وتخليصه من براثن المتآمرين الذين يتمنون له الخراب والدمار، ويضمرون له في صدورهم أحقاداً دفينة وشروراً عظيمة، وينفقون أموالاً طائلة من أجل إلحاق الضرر به..!
فالواقع اليوم يستدعي التحرك العاجل والسريع، ووضع حدٍّ لكثير من الممارسات والأفعال المشينة التي قد تصيب القضية الجنوبية في مقتل، وقطع الطريق أمام كل من يريد النيل منه.. ومن تلك الممارسات التي يندى لها جبين الإنسانية بروز المناطقية بصورة مقيتة تدعو للقلق، لاسيما أنها قد انتشرت في الآونة الأخيرة انتشار النار في الهشيم، حتى على مستوى المنطقة الواحدة، وتجاوزت شبكات التواصل الاجتماعي وعالمها الافتراضي إلى أرض الواقع.
وأكثر ما يضر بالجنوب- الذي قدم نموذجاً حضارياً رائعاً وضرب أروع الأمثلة على الإطلاق في الوطنية خلال مسيرة الحراك السلمي- هو ما يقوم به اليوم بعض ضعاف النفوس من البسط على الأملاك الخاصة والعامة والاستيلاء عليها سواء في عدن أو غيرها، دون أن يلاقوا من يردعهم ويزجرهم رغم فداحة هذا الجرم.
أخيراً، يجب أن ندرك أن عامل الوقت ليس في صالح الجنوب ألبتة، الذي يعاني بالإضافة إلى ذلك تدهور الخدمات وسياسة التجويع والإفقار التي فرضت عليه بهدف إخضاعه وتمرير مشاريع سياسية تتعارض مع ما يناضل من أجله.