ناشطون: إشهار حلف قبائل في عدن مسمار في نعش المدنية

> عدن «الأيام» رعد الريمي

>  أُشهر قبل يومين في مدينة عدن - التي نشأت في القرن السادس قبل الميلاد - حلف قبائل الجنوب العربي والذي استضافته قاعة البتراء بفندق كورال بخورمكسر بالعاصمة عدن.
وقد أثار إشهار حلف القبائل حفيظة المواطنين في عدن كما أثار استياء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا بامتعاض عن إشهار مثل هذا المكون وأنه آخر مسمار يدق في نعش الدولة المدنية، كما رأوى فيه محاولة جادة لترييف مدنية عدن، مطالبين بالكشف عمن يقف خلف هذا الحلف وما الهدف الأساسي من إشهاره، وخاصة في مثل هذا التوقيت الحرج الذي تمر به عدن.

وبحسب ناشطين قالوا لـ«الأيام» إن «إشهار حلف القبائل هدفه الاستعراض والوصول للسلطة باسم القبيلة، وأن غالبية من حضروا في الحلف لا يقدمون مصلحة عدن وإنما مصالح شخصية».
وأضافوا أن «إشهار حلف قبائل الجنوب شكل من أشكال الشطحات ولغرض التسلق والوجاهة والاتخاذ من مصطلح تحالف القبائل التي لا نعلم عن هذا الحلف شيئا».

ونوه الناشطون إلى أن «ما أقدم عليه الحلف من محاولة يائسة لإقحام القضية الجنوبية ومجلسها السياسي المتمثل بالانتقالي ما هو إلا أدوات لتسويق مشاريعهم الشخصية التي لا تتعدى نظرتها إلى أعتاب أنانية الذات المهووسة بحب الظهور».
وقالوا: «فالإعلان عن تشكيل حلف القبائل لن يعدو أن يكون فرقعة إعلامية لا أكثر، ولن يكون له أي تأثير في الواقع، وهو في الحقيقة محاولة فاشلة لاستغلال حالة الفراغ السياسي والاجتماعي الكبيرة في سيرورة مُنهكة وبلا هُدى».

من جهته يقول الكاتب صالح علي الدويل باراس: «ليس المطلوب أن تحكم القبيلة، ولا أن تشارك في الحكم باسمها ونفوذها، فالقبيلة مرتبطة بمكانها، وإذا حكمت خارج مكانها تحول حكمها إلى قبائلي، فتصبح عامل تدمير لدخول المنافسات والمنافرات للدولة، وهي صفة لازمة للقبيلة، ومكون يجب أن يظل تحت الدولة وليس دولة».

وأضاف بأن «القبيلة هي أول وحدة تنظيمية عرفها الوطن العربي في جزيرته وأنها مازالت مرتبطة به وتعمل على تحديد كثير من مساراته وخياراته لضمان مصالح أفرادها».
واعترض على استخدام القبيلة اليوم في عدن وقال: «إن استخدامها جاء لتوظيف سلبي، مستعرضا تجربتي الاشتراكي وعفاش، وأن من يلجأ لها اليوم ما لجئ إليها إلا حينما أحس بضعف خطابه وهزيمته السياسية».

وختم بقوله: «إذا كان حلف قبائل الجنوب ولد ميتا فإن إدارة الشرعية بالطريقة العائلية والقبلية أو القبائلية لن تؤسس لوطن ومواطنة، بل ستخلق ردات فعل مضادة، فحتى لو أدخلوها غرفة إنعاش أمراض عقلية، وهي بطريقة إدارتها الحالية، وسلطوا عليها تيار 500 ميجا التي تعاقدت بها مع شركة جنرال الكتريك فلن يعيد التوازن لها».

من جهته يقول الشاب والناشط بالمجمتع المدني لـ«الأيام» محمد سالم: «أغلبنا ينتمي إلى أصول ريفية ونفخر بهذه الأصول، ولكن التقدم يحدث دائماً بتمدين الريف وليس بترييف المدن!».
وأضاف «وما تشهده عدن اليوم من تقهقر اجتماعى وتنكر لمبادئ المدينة والتحضر  واجترار الريف إليها من خلال إشهار حلف قبائل عدن إلا صورة جلية لما تشهده من ترييف لمدنيتها».

وتساءلت الناشطة أمل اليافعي عن «الهدف من إشهار حلف القبائل والمشايخ في عدن وهي مدينة السلام؟ وما الفائدة منه؟ في ظل عجز وفشل المشايخ بإقامة مشاريع أو قدرتهم على حل الأزمة بقراهم»، منوة إلى أن «وجود مشايخ يعني وجود مظاهر أكثر للسلاح لغرض حراستهم»، داعية إلى «ترك المشيخة في المدينة وخاصة في ظل انعدام الحاجة لها».

من جهته يقول د. مروان هائل عبدالمولى: «أشهروا وأسسوا ما تريدون في عدن ولكن وفق متطلبات العصر والإنسانية والأخلاق والمجتمع  وأبعدوا عدن عن الأحقاد والتخلف والعنف، فهذه المدينة منذ الاستقلال وحتى يومنا قد تحولت إلى منطقة نائية تغرق يوميا وبصمت في بحار من دموعها، وجزء حضاري ومدني كبير منها قد غرق واختفى مثلما اختفت أتلانتيدا بعد أن أصابها التخلف والعنف والرغبة في الهيمنة والسيطرة».

وأضاف أن «القصد من هذا الإشهار وفي هذا التوقيت وفي عدن المدنية هو اللعب على وتر التجاذبات السياسية والتصريحات العسكرية القوية التي أطلقت مؤخرا، وتناسوا جميعهم أن هناك قوى سياسية خبيثة لازالت تتربص بالجنوب وتحلم بالعودة إليه والسيطرة عليه عبر بوابة الفتن بين الجنوبيين أنفسهم للعودة بهم إلى باب اليمن من بوابة القبيلة».
ودعا مروان لـ «المحافظة على ما تبقى من المدينة قبل أن يختفي ذاك القليل جدا من المدنية والتحضر».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى