يزيد تعداد سكانها عن 52 ألف نسمة.. مطالبات أهلية باعتماد مدينة الكود بأبين مديرية مستقلة

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

>  تتميز مدينة الكود التابعة لمديرية خفنر محافظة أبين بالعديد من العوامل والمقومات التي تؤهلها لأن تكون مديرية، كما يقول أبناؤها الذين يتجاوز تعدادهم الـ50 ألف نسمة، أي ما يزيد عن سكان زنجبار عاصمة المحافظة.
ونتيجة لموقعها الجغرافي والرابط بين العاصمة عدن والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، والمهرة) جعلها ساحة حرب للحروب التي شهدها الجنوب منذ ثورة 14 أكتوبر 1963م وحتى حرب صيف 94م.

كما مكّنها موقعها العام والهام قبل ذلك وتحديدًا منذ مطلع خمسينات القرن الماضي وبعده من أن تحظى بأُسس محطة البحوث الزراعية (مركز أبحاث الكود) كأول مركز ومحطة أبحاث زراعية في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى محلج القطن، وسوق الحراج الزراعي بالقرنعة، وكذا لجنة أبين المشهورة بالسنت والقطن.

أهم مقوماتها الرئيسة
وارتبطت المدينة بالنشاط الزراعي بتسويق القطن طويل التيلة من محلج القطن، وتسويق المنتجات الزراعية عبر السوق المركزي بالقرنعة ومنه سوق الحراج بعدن، ومن لجنة دلتا أبين إلى هيئة تطوير دلتا أبين حتى توسع نشاط هذه المرافق الحيوية الهامة فيما بعد.

وتتمتع المدينة بوجود المعاهد: المهنية، والفنية، والتقنية، وهي (المعهد المهني والتقني، والثانوية الصناعية المهنية)، ومدارس للمرحلتين الأساسية والثانوية، وروضة للأطفال، فضلاً عن النشاط الثقافي والاجتماعي والرياضي، ويعود تاريخ تأسيس نادي الفجر الجديد فيها إلى 21 مارس 1961م، والذي كان يضم في عضويته أهم القيادات السياسية والثقافية والتربوية والاجتماعية، بالإضافة إلى وجود إدارات تابعة لفروع مكاتب الوزارات مثل مكتب الزراعة ومنها رقابة المزروعات ومشاتل الفاكهة، كما كانت تتمتع بوجود مزارع للأبقار والدواجن قبل أن يتم التخلص منها في فترة ما بعد تحقيق الوحدة بعام 90م.
وتضم المدينة عدة مناطق منها: المسيمير، والخاملة، وبئر الشيخ وضواحيها بمساحة جغرافية واسعة وكثافة سكانية تؤهلها بأن تكون مديرية كمدينة جغرافية وسكانية وزراعية وسمكية وتعليمية ومهنية.

تشكيل مجلس للمدينة
اليوم يجدد أبناء هذه المناطق مطالبهم القديمة باعتمادها مديرية مستقلة عن مديرية خنفر.
وتأتي هذه المطالب بعد أن تم انتخاب مجلس أهلي في المدينة لمتابعة أمورهم وقضاياهم خصوصًا المتعلقة بفترة ما بعد العودة من النزوح القسري عام 2011م، وما نتج عنها من إهمال ونسيان واضحين للمدينة وأهلها من قبل السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة.

ونتيجة للمطالبات المستمرة من قبل الأهالي للمحافظين السابقين باعتماد مناطقهم مديرية مستقلة، التقى المحافظ الحالي اللواء ركن أبوبكر حسن بعدد من الشخصيات الاجتماعية في الكود بمنزلة في 13/ 9/ 2017م أعلن من خلاله عن تشكيل مجلس للمدينة إضافة إلى المجلس الأهلي كخطوة ممهدة لتشكيل المديرية.

ووصل سكان مدينة الكود وحدها حتى عام 2014 م (4400) أسرة، فيما وصل عدد سكان منطقة المسيمير إلى (1600) أسرة، و(900) أسرة في منطقة الخاملة، و(600) أسرة في منطقة بئر الشيخ، ليصل إجمالي الأسر في هذه المناطق إلى (7500) بعدد سكاني يقارب 53 ألف نسمة، وهو عدد كاف يؤهلها لتكون مديرية مستقلة، كما يقول الأهالي.

نؤسس لمديرية نموذجية
ويوضح رئيس المجلس الأهلي بمدينة الكود بأبين الإعلامي محمد صالح الشحيري أن «المدينة تتطلب الكثير من الخدمات نتيجة لإهمالها ونسيانها من قِبل مديرية خنفر خلال الفترات السابقة، على الرغم من أنها المدينة الأولى لاستقبال الزائرين والداخلين إلى المحافظة بعد منطقة دوفس شرق عدن».

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: «الكود ومناطقها المجاورة اكتوت بكل الصراعات والأزمات والحروب عبر وادي دوفس، ولكنها دائما تحتوي شبابها وأبناءها من الانجرار وراء الأزمات والإغراءات والتطرف الديني وغيره».
وأكد الشحيري أن «كوادرها ونخبها المثقفة سيقدمون كافة الإمكانات لتوفر متطلبات الحياة والأساسية والخدمات وكذا المزارعين الذين سيكون لهم حضور فاعل في تأسيس مديرية نموذجية بعيدة عن مركز سلطة خنفر، كما كان لهم دور مشرف في السابق ومازال إلى جانب النخب من أبناء الكود وضواحيها في تأسيس خنفر في كافة المجالات».

وأوضح رئيس المجلس الأهلي بالمدينة أن «القيادة التنفيذية في مديرية خنفر تهتم بجعار وضواحيها فقط، الأمر الذي جعل نصيب المناطق الأخرى من المشاريع لا يكاد يذكر، وهو ما يشعر أبناء الكود وضواحيها بأنهم يعيشون في قرية ضمن إطار المديرية على الرغم من مطالبهم المستمرة للسلطة المحلية بالمحافظة باعتمادها مديرية، لاسيما أنها تتمتع بكل مقومات المديرية فضلاً عن تجاوز تعداد سكانها الـ(52 ألف نسمة) وهو عدد يكاد يكون أكبر من سكان العاصمة زنجبار».

وطالب الشحيري من الرئيس عبدربه منصور هادي بسرعة النظر إلى معاناة أبناء المنطقة وتمكينهم من تكوين مديرية مستقلة لهم عن خنفر التي لم يجدوا منها سوى الإهمال والنسيان، شاكراً في الختام المحافظ الذي قال: «إنه وضع اللبنات الأولى لتشكيل المديرية من خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من الشخصيات الاعتبارية من مدينة الكود وتمخض عن تشكيل مجلس المدينة المكون من رئيس ومدراء للإدارات كالتربية والصحة والأشغال والإعلام والنظافة والمياه والصرف الصحي والأوقاف والإرشادات والزراعة والأمن وغيرها، في إطار استكمال بقية الإدارات عبر التواصل مع مدير عام مديرية خنفر ومدراء عموم المكاتب الحكومية بالمحافظة، وهي خطوة جعلت للمجلس مكانه واحترامه».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى