الاحتطاب الجائر يهدد بزوال نفق أبين الأخضر

> تقرير/ عبدالله الظبي

>  تشتهر محافظة أبين منذ القدم بالزراعة والتنوع بمحاصيلها من خضروات وفواكه وحبوب وغيرها، الأمر الذي جعلها من أبرز محافظات البلاد المصدرة للخارج بالعديد من منتجاتها.
ونتيجة لخصوبة تربتها اهتم أبناء المحافظة بتشجير مساحات واسعة، لا سيما المزارعين، حول أراضيهم وبساتينهم لحمايتها من الرياح.

وتزايد هذا الاهتمام مع بداية النهضة الزراعية في أبين، وهو ما خلق مناظر جمالية جذابة تُبهر الناظرين إليها.
مؤخراً باتت هذه الميزة لأبين يتهددها الاحتطاب الجائر من قبل بعض المواطنين والمزارعين لأكثر من سبب.

احتطاب جائر
ونال هذا الاعتداء غير الحضاري ما بات يعرف لدى الجميع بـ«النفق الطبيعي الأخضر» الواقع غرب العاصمة زنجبار بين منطقتي المسيمير والكود بالمحافظة.
وسمي بالنفق الطبيعي نتيجة لتشابك أغصان الأشجار الكثيرة والكبيرة المتواجدة بجانبي الطريق، وهو ما شكل منظرًا طبيعيا في غاية الروعة ووجها جمالياً فريدًا للداخلين للمحافظة من العاصمة عدن، غير أن الإهمال وقلة الوعي باتا يهددان هذا النفق الأخضر بالزوال، نتيجة لقطع أغصان وفروع أشجاره وارفة الظلال كأعلاف للأغنام أو تقطيع أصولها للحطب.

سيتم ردع المخالفين
وقال مدير عام مكتب الزراعة والرأي بالمحافظة د. حسين فضل الهيثمي: «لاحظنا في الآونة الأخيرة إهمالا وغير مبالاة من بعض المواطنين والمزارعين، بل وصل الحد بأن يتجرأ البعض بقطع الأشجار الكبيرة في النفق الأخضر كأعلاف لأغنامهم، وإذا ما استمر هذا الفعل فسيأتي يوم ينتهي فيه، وهذا ما لا يرضى به مكتب الزراعة والسلطة المحلية في المحافظة، وقد سارعنا بمعية السلطة فور ورود بلاغ عن بدء قطع أشجار النفق من قبل أصحاب الحيوانات بتحريك مجموعة إليه وتم توقيف المعتدين، وأخذنا منهم التزامات بعدم معاودة الفعل مرة أخرى، ولم يعادوا القطع إلى الآن، ونحن لا نتمنى تكرار مثل هذا العمل، وإذا ما عادوا سيتم ردعهم من قبل السلطات المحلية والأمنية في المحافظة».

الهيثمي
الهيثمي
وأوضح الهيثمي في سياق تصريحه لـ«الأيام» أن «لدى مكتب الزراعة فكرة لزراعة الخط بمنطقة الكود المؤدي إلى جسر الصين كمرحلة أولى بالأشجار الكبيرة، وستمتد المرحلة الثانية من الجسر حتى منطقة شقرة، وحالياً نفكر بالكيفية التي يستم بها ري هذه الأشجار والعناية بها، ومع الأسف الشديد لم يتم التجاوب معنا بهذا الخصوص من قبل الجهات المسؤولة، ولكننا بصدد طرحها على المحافظ اللواء ركن أبو بكر حسين، أيضاً لدينا خطة مستقبلية سيتم مناقشتها مع وزارة الزراعة والسلطة المحلية، وإن شاء الله سترون أبين في هذا العام والعام المقبل كلها في نفق أخضر».

قلة وعي
وقال المواطن أحمد محمد سالم عوض حمادة: «لأبين مكانتها في خارطة الوطن الزراعية وغنية عن التعريف في هذا المجال، لِما حبها الله من تربة خصبة وجو مناسب، وما يتعرض النفق اليوم من اقتطاع جائر واحتطاب عشوائي لأشجاره من قبل بعض الأهالي أو من باعة الحطب دون اكتراث أو أدنى مسؤولية من شأنه أن يشوه جماليته ويطمس معالمه، وبالتالي إلى زواله، وللحفاظ عليه يتوجب من الجميع التكاتف ونشر الوعي بأهمية هذا المعلم الأخضر وللحفاض عليه حتى لا يغدو مقصداً لمن لا يعي قيمته الزمانية والمكانية».

واستغرب المواطن معمر إبراهيم شيخ من موقف قيادة المحافظة وأجهزتها المختلفة، والتي قال «إنها لم تحرك ساكنا تجاه ما يتعرض له النفق من تخريب أمام مرأى ومسمع الكل».
وأشار الناشط والإعلامي حلمي فتيني إلى أن «الكثير من ممن لجؤوا لقطع الأشجار يستخدمونها كحطب أو فحم لبيعه في الأسواق»، متمنيًا من المسؤولين في المحافظة «اتخاذ العقوبة الرادعة ضد كل مخالف».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى