مُسنّة تهامية تروي لـ«الأيام» تفاصيل عودتها إلى منزلها.. كيف انفجر لغم بسيارة تقلّهم؟ وأين وجدت نفسها؟

> لقاء/ نجيب المحبوبي

> قبل سيطرة الحوثيين على تهامة كنت إن مررت فيها ستجد عن يمينك مزارع النخيل وعن يسارك البحر والنخيل، وستجد العشش المصنوعة من القش، التي تُعد البيت الشعبي والتاريخي لأهالي تهامة.
وحينما دخلها الحوثيون عبثوا بكل شيء جميل فيها، ليحل الخراب والجهل والدمار، وأصبحت.. تلك الارض التهامية الطيبة، ارضا قاحلة مدمرة، وحل الحزن على اهلها الذين حرموا الزراعة في اراضيهم، ومن السير بسكينة وراحة، واصبح الموت والقتل يطاردهم حتى بعد رحيل الحوثيين، الذين خلعوا اشجار النخيل واستبدلوها بالالغام والعبوات الناسفة.!

واصبحت اليوم الالغام تهدد حياة المواطنين في كل شبر في ارض تهامة، فعند السير فيها ستجد لوحات التحذير من الالغام مرفوعة في كل مكان حتى أمام منازل المواطنين وفي السواحل والمزارع والمقابر وفي كل مكان.
وسبق وان تحدثنا في وقت سابق عن قرية «الزهاري»، الواقعة بين مدينتي «يختل» و«الخوخة»، والتي زرع الحوثيين فيها أكثر من 1000 لغم، ونقلنا معاناة الأهالي التي يعيشونها في ظل الالغام المزروعة في كل أرجاء القرية.

ففي قرية «الزهاري» ستجد العديد من المتضررين من الالغام، ومن هؤلاء المتضررين الحاجة «سلامة حسن»، ذات الـ70 عاما، والتي فقدت كلتا قدميها بعد انفجار واحد من الألغام التي زرعها الحوثيون أمام منزلها عندما كانت في طريق العودة إليه، بعد ان حررت ألوية العمالقة الجنوبية عدة مناطق تهامية منها (الزهاري، الخوخة)، وعاد المواطنون الى «الزهاري» بعد أن هجّرهم الحوثيون قصرا لغرض زراعة الالغام والعبوات.

الحاجة سلامة تسرد لنا كيف أن الحوثيين هجرّوها قصرا من منزلها رغم انها لم تكنْ ترغب بالنزوح، وقالت: «لقد هجرنا الحوثيون من منازلنا بالرغم من اننا كنا لا نريد النزوح، ونزحنا الى مدينة المخا، وعشنا فيها اياما مُرة، واستبشرنا خيرا بعد أن وصلت المقاومة الجنوبية الى الخوخة وحررتها واصحبت قريتنا «الزهاري» محررة».

وأضافت لـ«الأيام»: «كدنا نموت من الفرحة لاننا انتظرنا لحظة العودة الى منازلنا بفارغ الصبر، لكننا لم نكنْ نعلم ما عمله الحوثيون فيها عندما قاموا بزراعة الالغام في كل مكان.. فلقد زرعوها في المنازل والطرقات الترابية والسواحل والمزارع وحتى في المقابر، وأصبح كل متر في أرض «الزهاري» يخفي لغماً».

وتواصل الحاجة سلامة سرد القصة بالقول: «عند عودتي من الخوخة الى منزلي كنت أحمل شوالة (البر)، وكنت في فرحة كبيرة بالعودة وكنا حينها نستقل سيارة (هايلوكس) تتبع احد ابناء القرية، وتعتبر هذه السيارة وسيلة النقل الوحيدة لنا في القرية، وبينما كانت السيارة تسير أمام منزلي وكنت استعد للنزول انفجر لغم في السيارة وكنت راكبة بالخلف وتضررت بالانفجار كونه كان بالجهة التي أجلس فيها».

أخذت الحاجة سلامة نفسا عميقا، ثم قالت: «لم أشعر حينها بشيء، ووجدت نفسي على السرير في أحد مشافي عدن، ووجدت ساقي اليمنى قد بترت بالكامل، أما اليسرى فقد بتر القدم منها فقط، فوكلت أمري إلى الله، وعدت الى منزلي بعد ان استكملت علاجي».
وأضافت: «صحيح ان حياتي تغيرت لكن دائما احمد الله على ما اصابني».

بعد أن انتهت الحاجة سلامة من سرد قصتها، التقينا بالقيادي في فريق نزع الألغام، مروان الدغيش، الشهير بـ«السيد لغم»، الذي قال إن: «الحوثيين زرعوا العبوات في كل مكان، ونحن ما زلنا نعمل جاهدين على نزعها».
وأضاف لـ«الأيام»: «استخرجنا المئات من الالغام من داخل وامام منازل المواطنين، بالاضافة الى استخراج العبوات المربوطة بالدواسات من شاطئ القرية الذي يعتبر احد الشواطئ السياحية الذي يكتظ بالصيادين».

وأشار دغيش إلى انهم قاموا بتمشيط دقيق للعديد من الطرق في القرية حتى يسير المواطنون بطمأنينة، حسب تعبيره.
وأردف: «لكن مازالت هناك العديد من المواقع التي تتواجد فيها الالغام والعبوات وتحتاج لفرق هندسية كبيرة تمتلك احدث الاجهزة، فقمنا بوضع اللوحات التحذيرية فيها حتى لا يمر المواطنون بجانبها أو عليها».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى