اتحاد الأدباء: هل يستطيع د. مبارك سالمين عبور المضيق؟!

> عصام واصل

>
يمر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بمرحلة ما بعد الموت السريري، ويتعرض لحملة شرسة من أجل محاولة إنعاشه وإخراجه من حالة الغيبوبة والتغييب التي يتعرض لها قسرياً من قبل عتاولة صالح وجنرالاته المندسين فيه منذ العام 2007 تقريباً، وما يزالون يعبثون به وبمقدراته بكل ما أوتوا من خبرات بوليسية اكتسبوها لهذا الغرض خصيصاً، وهو ما قاده صوب الفشل الذريع بوتيرة متسارعة. إنهم يقفون حجر عثرة تتعمد جر هذا الكيان إلى الظل وتشتيت الجهود الرامية إلى إصلاحه، بمصفوفة من العراقيل المهولة.

فهل يستطيع د.مبارك سالمين، باعتباره الرئيس لهذا الكيان، أن يتجاوز هذه العوائق التي تحيط به وباتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين؟ هل يتمكن من إنجاز ما ينبغي عليه إنجازه في وسط غابة موبوءة بالفساد والعتاولة؟ مبارك سالمين المختلف السارد والشاعر
الوحيد بين جماعة لا يهمها شعر ولا سرد بقدر ما يهمها تنفيذ أجندات الخزب والصندوق؟
قد يقول قائل ما جدوى تساؤلات كهذه؟ إنها تساؤلات في العمق وإن بدت عبثية للوهلة الأولى؛ ذلك أن ثمة معضلة كبيرة دفعت الاتحاد إلى الموت السريري، بفعل ممارسات مفرطة في الانتهازية والتسلط والديكتاتورية، تقوم بها جماعة معروفة ومحددة الأهداف ومفضوحة النوايا، جيّرت الاتحاد خدمة لمصالحها الشخصية، وهمشت الفروع في الجنوب وجمدتها في الشمال، وأقصت الأدباء الجنوبيين من العضوية ومن الفعاليات ومن الاستحقاقات كلّيّاً، وجسدت أجندات سياسية صرف أملاها جنرالات صالح القادمين إلى الاتحاد بغرض تفكيك النسيج النقابي وتحويله إلى بوابة خلفية للحزب الحاكم التابع لصالح حينها، وهي المعضلة التي ضربت الاتحاد في مقتل، وقسمت الصف، ودفعته إلى التشظي في الوقت الذي كان كياناً نقابياً موحداً ومنسجماً كل الانسجام منذ تأسيسه، وكان يمثل أنموذجاً يحتذى به من قبل المؤسسات النقابية الأخرى.

إن تهاوي مكانة الاتحاد وانهياره يحسب على جنرالات صالح الذين يتشبثون بمناصبهم فيه من أجل القضاء عليه حتى الرمق الأخير، وتدمير ما تبقى فيه من نفس، وقد دفع ذلك الأديب والأكاديمي مبارك سالمين، رئيس الاتحاد، إلى استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقه كرئيس لهذا الكيان الحامل لإرث مؤسسيه وقيمهم العليا وتقاليدهم التي خلفوها ضوءا للأدباء من بعدهم، وهو الإرث الذي سعى صالح وجنرالاته إلى هدمه وتقويضه وطمسه، بكل ما أوتوا من قوة...

منذ مجيء جنرالات صالح إلى الاتحاد، أصبح كيانا معطلا ومفككا، وجل ما ينجزه ليس سوى تشويش للمشهد الأدبي، وتحويل وظيفته إلى مجرد كيان يمنح معظم قياداته تذاكر السفر والسياحة والشيكات من دون غيرهم، لقد تحول إلى إقطاعية محمية بقوة الحزب الحاكم، وتشبث جنرالاته من الأدباء المزيفين بصورته المشوهة.

لقد انهار صالح ونموذجه الديكتاتوري، الذي عصف بالبلد على مدى ثلاثة عقود، وانهار معه حزبه الورقي، وبالضرورة انهار معه جنرالاته في الاتحاد، وجعلوا الاتحاد ينهار معهم، أو أوشك على الانهيار، وبات في حاجة ماسة إلى منقذ حقيقي، وسالمين -من وجهة نظري- هو هذا المنقذ، وعلينا جميعا أن نلتف حوله لإخراج هذا الكيان من النفق المظلم، الذي أدخل فيه عنوة، علينا إنقاذ القيم والمبادئ التي أرساها الأدباء المؤسسون، وسعى ثلة من الأدباء إلى ضربها وضربنا وضرب الأدب والأدباء في مقتل بإيعاز سياسي سيء. وإذا لم يتم إنقاذه من مخالب مخلفات صالح، فإنه سينهار حتما، ويتفكك، ولن تقوم له قائمة على الإطلاق، لا شمالا ولا جنوبا، لقد آن الأوان، لإيقاف عجلة العبث والتدمير والتقويض، آن الأوان، ليقول الأدباء معا على الفساد في الاتحاد أمانة عامة وفروعا أن يتوقف.

إن الاتحاد بيت الأدباء جميعا، وليس وكرا ولا مركزا بوليسيا ولا مأوى لجنرالات صالح وموظفي قصره الجمهوري، وليس إقطاعية لقبيلي أو نخبوي متسلط، إنه ملك كل من يكتب ويفكر وينتج أدبا مبرأ من كل طغيان وتحيز لفرد أو جماعة أو حزب أو طائفة أو منطقة... إنه الكيان الجمعي الذي يحتوي الجميع، أو هكذا ينبغي له أن يكون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى