نازحو الحديدة وتعز في أبين.. المعاناة مستمرة

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

>  ما يزيد عن 1250 نازحاً من محافظتي الحديدة وتعز يعيشون أوضاعاً مأساوية في مناطق النزوح بمحافظة أبين، نتيجة لافتقارهم لأبسط مقومات الحياة.
وحط هؤلاء المشردون رحالهم بمدينة زنجبار، جراء الحرب التي شنتها جماعة الحوثي على مناطقهم، ليتخذوا من أشجار السيسبان فيها مساكن لهم في ظل غياب تام للسلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الدولية الداعمة.

ويعشون منذ فترة ليست بالقليلة في حياة أشبه ما تكون بحياة القرون الوسطى، مساكن من عشش، وغياب لخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وهو ما يجعلهم يعيشون في وضع صحي خطير جدا.
يقول النازح خليل أحمد بن أحمد من مديرية الكدحة بتعز إنه «ترك منزله مرغمًا قبل ثمانية أشهر إلى منطقة القرو بزنجبار حيث يعيش هو وأفراد أسرته في عشة لا تصلح حتى لإيواء البهائم».

وأضاف لـ«الأيام»: «إننا نمر بأوضاع صعبة وما زاد من مرارتها هو غياب دور المنظمات والتي لم نتحصل من بعضها سوى الفتات.. إننا نريد مواد إيوائة، وتوفير مخيم خاص بالنازحين القادمين من محافظتي الحديدة وتعز، مزود بمقومات الحياة، ليخفف قليلاً مما نحن فيه».

ظروف معقدة
سعيد علي سعيد هو الآخر نازح من مديرية الكدحة بمنطقة القرو منذ سنة، ويعاني كغيره من الافتقار لأبسط الخدمات فيها.
وقال: «نمر بظروف معقدة، جعلتنا نعيش حياة أشبه بحياة الأغنام، والمؤسف هنا بأن السلطة المحلية بأبين تطالبنا بترك هذه المنطقة، كونها منطقة أثرية، ونحن مستعدون لمغادرتها ولكن عليها أن توفر لنا مخيما آمنا تتوفر فيه الخدمات».

وجبة واحدة
وأضاف النازح بهلول سالم عبده سالم من مديرية الحسينية بالحديدة، وهو يشير بيده إلى العشة التي يسكن وأسرته فيها «كما تشاهدون نعيش ظروفا صعبة نتيجة لغياب الاهتمام بنا، من الجهات المسؤولة والمنظمات المعنية.. إننا أصبحنا عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة كالملاريا والاسهالات، بل إن معظمنا لا يملك قوت يومه وبتنا نتناول وجبة واحدة في اليوم، متمنياً من السلطة المحلية بأبين والمنظمات الدولية النظر بعين المسؤولية والرحمة إلى الأوضاع المأساوية التي يمر بها النازحون».
من جهته قال أحمد سالم حسين وهو أحد نازحي مديرية حيس بالحديدة «مليشيات الحوثي شردتنا من ديارنا وهنا نُعاني من الحرمان والتهميش والنسيان».

تجاهل المعنيين
فيما أوضح أمين محمد غالب وهو نازح من مديرية المعافر بتعز أن «الأمراض باتت تفتك بالنازحين جراء انتشار بحيرات من مياه الصرف الصحي».
أما النازح حسان عبده علي من مديرية مقبنة بتعز فقال: «أجبرتنا الحرب الظالمة التي شنتها مليشيات الحوثي، وأتينا إلى هناك كنازحين غير أننا أصبحنا مرميين في قارعة الطريق بدون أن توفر لنا الجهات ذات العلاقة أيا من المواد الإيوائية، وكل ما نتمناه هو النظر إلينا بنظرة إنسانية».

وهو المطلب الذي طالبه النازح صادق عبده علي من مديرية المعافر بتعز، مضيفاً «فتكت بنا أمراض الاسهالات والملاريا، وأقل ما نتمناه في الوقت الحاضر هو توفير خيام لنا ولأطفالنا بعد أن أصبحنا عرضة لحرارة الشمس في هذا الصيف القائظ».
كما شكا النازحان رفيد عبده سعيد وعصام أحمد علي من محافظة تعز من ذات المعاناة.

1250 نازحا
من جهته أوضح منسق الإغاثة بمدينة زنجبار محفوظ فارع أن «عدد النازحين في المديرية من محافظتي الحديدة وتعز بلغوا 1250 نازحا، يعيشون في ظل ظروف صعبة ومعقدة، وباتوا بحاجة ماسة إلى توفير العديد من الخدمات»، مشيراً إلى أن «هناك الكثيرين يعيشون بمنطقة القرو في عشش من الأشجار، ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة».

محفوظ فارع
محفوظ فارع
وقال في تصريحه لـ«الأيام»: «قمنا بحصر الأسر النازحة المتوزعة بعدد من مناطق مدينة زنجبار، وقد طالبنا المنظمات الدولية الاهتمام بهم نتيجة لما يعانونه جراء الظروف الصعبة التي يمرون بها، والتي يأتي في مقدمتها غياب خدمتي المياه والصرف الصحي».
وتسبب الاهمال من الجهات المسؤولة والمنظمات المعنية من انتشار الأمراض المعدية بين النازحين كمرض السل وغيره، وهو ما يتطلب وقفة جادة للقضاء عليه من خلال توفير العلاجات المناسبة لهذه الأمراض الخطيرة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى