انكسار على حافة القمر

> ليلى أعيش

>
غريبٌ أمر ذلك القمر الذي يسلب قلب الكثيرين! قلب العشاق.. قلب المنهكين.. قلب المحزونين.. غريبٌ أمر تلك القطعة الفضية المعلقة في سماء مظلمة تتلاعب بهؤلاء وكأنها ساحرٌ لا يجاريه أحد في فن الخداع!
لكن لِم لَمْ يعد يثرني أنا؟ لِم لم يعد يستهوني؟ لم يعد يشد ناظري؟ هل أصبح مجرد خردة معلقة في الهواء؟ هل فقد بريقه؟ كلا، الأمر ليس كذلك، فقط ما عدت قادرة على تأمل جماله الذي يفتن الناظر، صرت أُبعد مُقلتايَ عنهُ لكأنه رصاصة أخاف أن تخترق صدري الهش.

تعيسة أنا وكئيبة حد الوجع إلى درجة صرت أخفي ضعفي وراء طيش الطفولة.
ضعيفة أنا حد الهشاشة وكأنني عودٌ غض وطري قد تكسرُه أنامل رضيع.. في داخلي يُسمع صوتٌ باك.. إنها صرخة الصمت.. الصرخة الأخيرة.. بتُ قادرة على سماع أنينه.. إنه يحتضر.. أخيراً سمعتُ: صلاة الجنازة على صمت النبض، كما لو أنني سلة مهملات لبقايا الذكريات، احتويت عفن الماضي.

من قلبي تفوح رائحة كريهة لا تطاق.. إنها رائحة شوق انتهى تاريخ صلاحيته.. شوق ما عاد صالحا للاستهلاك..
أنا التي أدْمنتْ عيناهَا البكاء في زاوية من زوايا الماضي، صرت أتنفس عبق الأنين وأتذوق مرارته.. صارت تعانقني هلوسات الحنين...
أنا التي جابت شوارع الحب وهي تنادي: قلب للبيع.. قلب للمقايضة... قلب لـ... أنا من غفتْ على رصيف الذكريات محتضنة قلباً بلا نبض.. أنا من أطلقت رصاصة الرحمة على.. أنا من جعلتها الحمى تهلوس وتهذي وتصيح: أما أن... أو أن...​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى