«باب عدن التاريخي»: فاجعة السطو والتدمير وخذلان وزارة الثقافة

> تقرير/ عصام واصل

>
 تعرض باب عدن التاريخي للسطو والتدمير من قبل نافذين، في محاولة منهم للبناء العشوائي على مساحاته وحرمه، وبتواطؤ من وزارات وجهات أمنية، هذا بحسب ما تظهره الصور التي نشرها ناشطون بدا فيها رجال بزي عسكري وأسلحة، في ما يبدو أنهم يقومون بحماية عمليات التدمير والبناء العشوائي الحاصل في الموقع.

وأقدمت مجاميع مسلحة بالبناء في حرم باب عدن والمناطق الأثرية المجاورة له، في بادرة عدها مراقبون انتهاكا صارخا لحرمة هذه الأماكن الأثرية، بل وانتهاكا لتاريخ الإنسان وهويته الحضارية، ومخالفة صريحة لقانون «منظمة التراث العالمي اليونيسكو»، الذي ينص على وجوب ابتعاد البناء مسافة لا تقل عن 500 متر عن أي موقع أثري.

و أوضحت صور فوتوغرافية نشرها ناشطون لجرافات وهي تدك مواقع تقع في نطاق حرم باب عدن الأثري، مدى ما تتعرض له المنطقة الأثرية من تجريف وتدمير.
الناشط العدني بلال حسين علَّق في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، على الصور بالقول: «لم يكتفوا بنهب الأراضي والبحار، جاء الدور الآن بالبسط على الأسوار التاريخية والبناء فيها؛ لأن عدن خارج نطاق الجغرافية الجنوبية بالنسبة إليهم»، في إشارة إلى أن من يقوم بهذه العملية -التي وصفها بالجريمة- ليسوا من أبناء عدن، الذين يرفضون مثل هذه التصرفات، بل هم نافذون من خارج المدينة.

تواطؤ منظم
يجري تدمير وتخريب المناطق الأثرية في عدن، لا سيما باب عدن ومهلكة الفرس والصهاريج، تحت صمت ذريع من قبل الجهات الأمنية من جهة، وخذلان كبير من قبل وزارة الثقافة التي لا تحرك ساكنا في مثل هكذا أمور، كما يؤكد ناشطون. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل بوزارة الأوقاف إلى بيع أراض تقع في نطاق حرم هذه المنطقة الأثرية، هذا ما يؤكده «رئيس مركز تراث عدن» والمشرف العام على المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية وصون التراث الثقافي في المدينة وديع أمان.

يقول أمان : إن «وزارة الأوقاف مشاركة في هذه الجرائم، إذ قامت ببيع مساحة (50 × 50) مترا مربعا وهذه المساحة هي حرم مقبرة أثرية»، مؤكداً «أن الأوقاف مستمرون إلى اليوم... تم بناء أكثر من ثلاثين منزلا في هذه المساحة».
ويضيف أن «النافذين الذين اشتروا هذه المواقع الأثرية لم يتمكنوا من البناء فيها سابقا، بالرغم من أنهم حاولوا ذلك، إلا أن الأهالي كانوا لهم بالمرصاد، إذ قد خرجوا مطالبين بإيقافهم وتوقفوا، لكنهم عادوا فاستغلوا الانفلات الأمني الحاصل في المدينة وبنوا منازل، ويستمرون الآن في التدمير لتلك المناطق»، مشيراً إلى أن «أحد المستفيدين لديه أوراق قديمة لكنه لم يستطع البناء إلا الآن!».

جريمة ممهورة بقوة السلاح
وأكد أمان «استمرار مسلسل الاعتداءات على حرم باب عدن التاريخي وتحصيناته الدفاعية التاريخية، من خلال البسط على مساحة بالقرب منه بهدف إقامة بناء عشوائي عليها»، موضحاً أن «الشخص المعتدي هذه المرة لديه حراسة أمنية مسلحة لحماية هذه الجريمة التاريخية، التي تتم حالياً في الموقع نفسه الذي حافظ عليه الدهر وظل لمئات السنين منطقة محرَّمة ممنوع البناء فيها»، وبرر هذه الأفعال بما تمر به عدن من ظروف عصيبة قائلاً: «أما اليوم فإن عدن تعيش في زمن الفوضى والغوغاء».
ويرى أمان في حديثه أنه لا سبيل إلى إيقاف هذا العبث «إلا بفرض قوة الدولة»، مناشداً هادي ووزير ثقافته والجهات الأمنية ومنظمة الـ«يونيسكو» قائلاً: «أغيثوا المعالم الأثرية والتاريخية بمدينة عدن وساعدونا في الحفاظ عليها كما حافظ عليها الدهر، فهذه المعالم هي إرثنا وهي هويتنا».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى