قائد جبهة العند الغربية لـ«الأيام»: حررنا القاعدة الجوية في 72 ساعة وقيادات عليا تلكأت في تحرير المناطق المجاورة

> تقرير/ هشام عطيري

>  كشفت إحدى قيادات المقاومة بمحافظة  لحج عن تفاصيل جديدة حول عملية تحرير قاعدة العند الجوية الاستراتيجية من قوات الحوثي وصالح بعد أن سيطرت عليها في شهر مارس 2015م.
وقال قائد جبهة العند الغربية والمسئولة عن تحرير قاعدة العند الجوية العقيد سمير صالح يوسف لـ«الأيام»: «إن تحرير القاعدة الجوية كان حلماً ولتحقيقه كان لابد علينا من إيجاد فكرة تكتيكية وخطة عسكرية قابلة للتنفيذ يتم طرحها للقيادة العسكرية في عدن وكذا الأخوة في قيادة التحالف العربي».

العقيد سمير صالح
العقيد سمير صالح
وأضاف: «بعد أن تمكنا من الوصول إلى العاصمة عدن المحاصرة عن طريق البحر استطعنا الاجتماع مع قيادة التحالف العربي والقيادة العسكرية وخلاله عرضنا فكرة تحرير القاعدة الجوية من خلال دفع تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جهة العند الغربية، وشن هجوم مفاجئ ومباغت من الجهة الغربية للقاعدة، وهي الفكرة التي رحبت بها قيادة التحالف العربي، ولكن كان ما يعيق تنفيذ هذه الخطة في حينها هو أن المليشيات الحوثية ما تزال تطبق حصارها الخانق على العاصمة عدن ويصعب وصول هذه التعزيزات إلى جبهة العند، وبفضل الله استطاعت المقاومة في عمران وصلاح الدين وبئر أحمد خلال أيام قليلة من فك الحصار على المدينة من الجهة الغربية والشمالية الغربية، وفتحت بذلك طريق الإمداد لوصول تعزيزات عسكرية كبيرة للتحالف العربي إلى جبهة العند، وقد وصلت في حينها عشرات الدبابات والعربات وقطع مدفعية ترافقها عشرات الأطقم العسكرية إلى جبهة العند الغربية منطقة عراعرة بقيادة اللواء ركن أحمد عبدالله تركي، والعميد محمد صائل، وخلال 48 ساعة فقط استطاعت قوات التحالف والقيادة العسكرية من إيصال تلك التعزيزات إلى الجبهة وإسناد المهام القتالية لقيادة الجبهة، وفي صباح  3 من مايو 2015م بدأت أكبر عملية هجومية صوب قاعدة العند الجوية تحت غطاء جوي كثيف من طيران التحالف العربي، وتمكنت قوات المقاومة الجنوبية في ذلك اليوم من اختراق دفاعات المليشيات الحوثية في وادي عابرين وتحرير مطار العند والوصول إلى مدينة العند وقطع خط الامداد الرئيس الرابط بين تعز ولحج التي كانت تستخدمه المليشيات لإمداد قواتها المتركزة في الحسيني وصبر وجميع المناطق الواقعة جنوب العند وإجبارها على الانسحاب غير المنظم من هذه المناطق باتجاه رمال خبخب الواقعة شرق العند بعد خوض معارك عنيفة ومواجهات مباشرة معها في مدينة العند وقرى زايدة والشقعة وبئر ناصر، وخلال ثلاثة أيام استطاعت المقاومة الجنوبية مسنودة بقوات التحالف العربي من تطهير محور ومدينة العند وجميع قرى والمناطق المجاورة لها من المليشيات الكهنوتية».

عوامل مساعدة
وأوضح العقيد يوسف في تصريحاته لـ«الأيام» أن هناك عوامل عديدة ساعدت في سقوط قاعدة الجوية في فترة لا تتجاوز 72 ساعة، منها عنصر المباغتة، والسرية، والسرعة بالإضافة إلى القوة الكبيرة المشاركة في الهجوم والغطاء الجوي الكثيف لطيران التحالف العربي، وكذا الحاضنة الشعبية والتي شكلت قنبلة موقوتة ومقاومة مسلحة انفجرت في وجوة المليشيات بمدينة العند وقرية زايدة والشقعة وبئر ناصر والكدمة وكود الدعيس المجاورة، وهو ما أدى بالتالي إلى إرباك المليشيات وسهل دخول مقاتلي الجبهة إلى مدينة العند وسقوطها بيد المقاومة الجنوبية».

كما أشار إلى أن «سقوط جبل ثلع الواقع غرب المطار بأقل من 3 كيلو مترات منذ للحظات الأولى للهجوم بيد المقاومين من أبناء قبائل البعسوسي والعنتري أعطى المقاتلين معنويات عالية وسرع من الوصول إلى مركز مدينة العند كون قمة هذا الجبلية تقع في مسرح العمليات القتالية للمقاومة والسيطرة عليه يعني السيطرة تمامًا على مطار العند.

وخلفت المواجهات والمعارك الخاصة بتحرير قاعدة العند بحسب يوسف نحو 59 شهيدًا وأكثر من 100 جريح بعضهم معاقين إضافة إلى اعطاب عدد من سيارات المواطنين، ولفت إلى أن «نصف الضحايا من الشهداء والجرحى سقطوا بسبب الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات بشكل عشوائي والتي خسرت في ذات المعركة المئات من مقاتليها».

 حقائق مرة
وأضاف: «كان هدفنا بعد تحرير العند تحرير المناطق المجاورة لها حتى لا تتمكن المليشيات المنسحبة من تجميع قواها والتمركز والتمترس بالقرب من القاعدة، غير أن هذا لم يتحقق نتيجة لوقوع القرار بأيدي قيادات عسكرية كبيرة، وهذا يُعد خطأ جسيما ارتكبته تلك القيادات دون أي استثناء ودفع ثمنه باهظاً فيما بعد الشباب في جبهة كرش، والحقيقة المرة التي أقولها لأول مرة أن بعض القيادات العسكرية ومنها قيادات كبيرة لم تكن تبحث عن الوطن لتطهيره من المليشيات بقدر ما كانت تبحث عن مناصب ومعسكرات للسيطرة عليها ومحاربة بعض القيادات العسكرية التي لا ترغب فيها بطريقة عنصرية ومناطقية مقيتة وقد طالت هذه السياسية حتى الأفراد، وهي حقيقة يدركها القليل ممّن عايشوا مجريات الأحداث بعد تحرير العند وقد يغفلها الأخوة في قيادة التحالف العربي والحكومة ورئيس الجمهورية».

ضياع حقوق المقاتلين
وفي رده عمّ تحقق لمقاتلي الجبهة بعد التحرير، عبّر قائد الجبهة العقيد سمير صالح يوسف عن اسفه تجاه ضياع حقوق المقاتلين، مؤكداً بأن «هذا الضياع هو بفعل فاعل وحُرم بسببه ذو الشهداء حتى من مراسم الدفن كغيرهم من الشهداء رغم المحاولات المستمرة للجهات المختصة منذ ثلاث سنوات، كان آخرها قبل عدة أسابيع مع قيادة التحالف في عدن، وهناك وعود بذلك ومازلنا في الانتظار».

وأوضح في سياق تصريحاته لـ«الأيام» بأن «هناك امتيازات تحصل عليها العديد من مقاتلي الجبهات الأخرى إلا أفراد الجبهة الغربية والذين حرموا من الدورات الخارجية وحتى الداخلية، وأجدها فرصة لأتوجه بمطالبة عبر «الأيام» لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لرد الاعتبار لجبهة العند الغربية وإنصاف قادتها ومقاتليها والشهداء والجرحى الذين حُرموا من أبسط الحقوق على الرغم من أن الفضل يعود لهم بعد فضل الله سبحانه وتعالى في تحرير قاعدة العند الجوية».

كما أكد قائد الجبهة أنه لم «تسند لهم أي مهمة قتالية من قيادات العسكرية العليا بعد تحرير القاعدة الجوية على الرغم من استعداد المقاتلين بتنفيذ أي مهام قتالية بمشاركة مجاميع من الجبهات الأخرى التي شاركت في التحرير»، مختتماً بالقول: «تحرير قاعدة العند الجوية هو تحرير الجنوب وتطهير ترابه من دنس المليشيات، كما أنه انتصار للمشروع العربي وانهيار للمشروع الإيراني وإيقاف تمدده في الجزيرة العربية والخليج عموما».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى