منطقة مريب بمسيمير لحج.. حضور للأوبئة وغياب للمسؤولين

> تقرير/ محمد مرشد عقابي

>  تُعاني منطقة مريب، وهي إحدى مراكز مديرية المُسيمير بمحافظة لحج، الكثير من المشكلات نتيجة الحرمان الذي طالها من قِبل جميع الإدارات المتعاقبة على المديرية.
وشكا لـ«الأيام» أبناء هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية من غياب جميع المشاريع الخدمية والأساسية، لاسيما في المياه والصحة والصرف الصحي، وإهمال الجهات ذات العلاقة لحماية أراضيهم الزراعية من جرف السيول الموسمية.
وبحسب دراسة أجرتها منظمة مختصة، أكدت أن جميع مصادر المياه فيها من ينابيع وعيون ملوثة بطفيل البلهارسيا والأملاح، وبالعديد من الطفيليات والجراثيم المسببة لأمراض كثيرة.

انتشار الأمراض
وذكر صبري سيف جابر، وهو مساعد صحي، لـ«الأيام» جانبا من معاناة واحتياجات منطقة مريب بالقول: «أهالي المنطقة محرومون من أبسط الخدامات والمشاريع الحيوية التي من شأنها أن تنتشلها من أوضاعها المأساوية، خصوصًا في الجانب الصحي الذي بات يشكل كابوسا مخيفا نتيجة لانتشار العديد من الأوبئة والتي يأتي في مقدمتها (تقرح دوالي المريء) والذي ينتج عنه التقيؤ الدموي، وكذا مرض قرحة المعدة، وتليف الكبد، وتضخم الطحال، وهي أمراض مستوطنة في المنطقة منذ القدم، بل ما من أحد في هذه المنطقة وإلا ومصاب بأحد هذه الأمراض المنتشرة أو بجميعها، وإن كان مرض «انفجار دوالي المريء» نتيجة البلهارسيا هو الوباء الأكثر انتشارًا وفتكًا بالأهالي، والسبب الرئيس لحالات الوفاة المتزايدة في المنطقة، وهذا عائد للمياه الملوثة التي يستخدمها المواطنين في حياتهم اليومية بعد أن يجلبوها من برك وأماكن تجمعات مائية على حافة وادي تُبن وبئر قديمة ملوثة».

وأوضح جابر أن «إحدى المنظمات قامت بإجراء دراسات وبحوث تقييمية لمصادر المياه بالمنطقة، وأكدت أن جميع مصادر الينابيع وعيون المياه ملوثة بوجود طفيل البلهارسيا الذي ينشط ويتكاثر بشكل غير عادي فيها، بالإضافة إلى وجود أملاح في الماء، إلى جانب تكاثر العديد من الطفيليات والجراثيم الأخرى المسببة لأمراض كثيرة.

وبحسب دراسة المنظمة، فإن هذه المشكلات هي السبب الرئيس خلف تزايد أعداد حالات الوفيات في أوساط المواطنين بنسبة شخص على الأقل كل تسعين يوما تقريبًا، في ظل صمت مطبق من قبل الجهات المسؤولة، وظروف معيشية ومادية صعبة لا تمكنهم من مواجهة هذه الأمراض الخطيرة والفتاكة».
وطالب المساعد الصحي صبري جابر عبر «الأيام» الجهات المختصة في المديرية بـ«سرعة التحرك لدعم وإسناد أبناء مريب، لمواجهة الأوبئة القاتلة في مناطقهم».

الافتقار للمشاريع
فيما أوضح عبده مرشد محمد، وهو شخصية اجتماعية، أن «المنطقة بحاجة ماسة إلى مشروع مياه يخفف من معاناة الأهالي بجلب المياه من أماكن تواجدها على ظهور الحمير، في ظل ارتفاع أسعار وايتات (بوز) الماء والتي وصل سعر الـ 1000 لتر منها إلى 1500 ريال، وهو ما لم يستطع المواطنون توفيره نتيجة لدخولهم المحدود».

وطالب مرشد كافة الجهات المسؤولة بالمديرية والمحافظة والمنظمات المهتمة بـ«النظر بعين الرحمة والتقدير للأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها أبناء منطقة مريب، من خلال وضع الحلول والمعالجات اللازمة في شتى المجالات الخدمية وفي مقدمتها مشكلة المياه التي لن تحل إلا بإيجاد مشروع خاص من شأنه أن يضمن وصول مياه نقية لأهالي المنطقة».

جرف أراضٍ زراعية
وفي المجال الزراعي تُعد منطقة مريب من أكثر وأفضل قرى المديرية إنتاجاً وتصديراً للمحاصيل الزراعية وخاصة ثمار المانجو والجوافة والموز.
ويعتمد نحو ثلاثة أرباع من سكانها على الزراعة في توفير أساسيات واحتياجات حياتهم المعيشية والأسرية، غير أن الإهمال المتعمد من قبل الجهات المعنية عرّض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الواقعة على طول الشريط السهلي المحاذي لوادي تُبن للجرف بسبب السيول التي تدفقت منذ عدة سنوات، وهو ما أفقد الكثير من الأهالي مصادر رزقهم الأساسية».

وطالب المواطنان محمد صالح همشلي، وشائع أحمد علي، السلطات المسؤولة بالمديرية والمحافظة بسرعة التدخل لحماية ما بقي من مزارع حتى لا تتعرض لجرف السيول الموسمية التي تشهدها المنطقة في هذه الأيام، من خلال دعمهم المزارعين بوضع السدود والحواجز المائية والدفاعات الخرسانية».

وأوضحا في حديثيهما لـ«الأيام» أن إحدى المنظمات الداعمة للجانب الزراعي بدأت منذ عامين بعمل حواجز ودفاعات لبعض الأراضي بالمنطقة، غير أن الجهة المنفذة توقفت عن استكمال المشروع بشكل مفاجئ ولأسباب لا يعلمها أحد.
كما طالبا السلطات المسؤولة وذات الاختصاص بدعم الأهالي بالمشاريع الحيوية والخدمية التي من شأنها أن ترفع من مستوى حياتهم في جميع الجوانب، ومنها رفد المدرسة الوحيدة المودودة في المطقة بطاقم تدريسي كاف، واعتماد وحدة صحية للمنطقة متكاملة لمواجهة  الأمراض الخطيرة المستوطنة فيها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى