المياه الآسنة تنتشر بمسيمير لحج وتهدد بئر المدينة بالتلوث

> تقرير/ محمد مرشد عقابي

>
تشكل مياه المجاري والبيارات المكشوفة والمنتشرة في أحياء ووسط سوق عاصمة مديرية المسيمير بلحج خطرا كبيرا على صحة وسلامة المواطنين نتيجة تسرب مياهها إلى مقربة من آبار المياه لاسيما بئر مشروع المسيمير الأهلي الواقع على ممر سريان معظم المجاري المكشوفة، الأمر الذي ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة القاتلة في أوساط المواطنين، فضلاً عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها.

وكانت عاصمة المديرية قد شهدت قبل أحد عشر عاما البدء بتنفيذ مشروع خاص بالصرف الصحي بتمويل من السلطة المحلية، قُسمت خلاله المدينة إلى أحياء ومربعات لكثافتها السكانية، غير أنه توقف بعد أيام قليلة من التنفيذ لأسباب مجهولة.

مخالفات
وبيّنت مذكرة رفعها الأهالي، بينهم أعضاء في السلطة المحلية، إلى الجهات المعنية بأن الجزء البسيط المنفذ من المشروع لم يتم بحسب المواصفات والدراسات الهندسية والتصاميم المقدمة من قبل الفرق الفنية والهندسية.

وأوضحت المذكرة التي تحصلت عليها «الأيام»، بأنه نتيجة للمماطلة والتسويف والكذب من قبل السلطة عمد المواطنون إلى إنشاء مجاري خاصة وبطرق عشوائية وغير صحيحة، مع مد أنابيبها إلى مقربة من بئر مشروع مياه المدينة، بعد أن أصبحت كثيرة منها طافحة بالمياه الآسنة وأخرى تعرضت لتشققات أو بلا أغطية، وهو ما ينذر بحدوث كارثة صحية وبيئة وشيكة إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه دون أي معالجة للمشكلة.

واعتبرت المذكرة سكوت سلطات المديرية تجاه الوضع المزري بأنه استرخاص بحياة المواطن وصحته وسلامته.
وطالب الأهالي في ختام مذكرتهم المرفوعة عبر «الأيام» قيادتي السلطتين المحليتين بالمديرية والمحافظة بضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، والعمل على اعتماد مشروع جديد لإنقاذ السكان من الكارثة المحتملة.

وشكا المواطن إبراهيم أحمد من طفح المجاري بالقرب من منزله نتيجة لوجود عدة من البيارات المنتشرة بطرق غير صحيحة.

وأوضح إبراهيم في حديثه لـ«الأيام» أن هذه الأوساخ وما ينبعث منها من روائح كريهة عرضت أفراد أسرته لأمراض عدة منها الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيّؤ وعدم الرغبة في المكوث في المنزل، فضلاً عن تشويهها لمنظر وجمال عاصمة المديرية وحضارة بلاد الحواشب الضارب جذورها في أعماق التاريخ.. والمؤسف هنا أن الجهات المعنية وفي مقدمتها السلطة المحلية لم تحرك ساكناً تجاه هذه المشكلة، التي باتت تهدد صحة المواطنين فيها لقرب المجاري من بئر مشروع المياه.

وأضاف: «إننا نُعاني منذ فترة طويلة من طفح المجاري، وانعدام وجود مشروع موحد لتصريف مياهها إلى مكان بعيد عن مساكننا، وقد تقدمنا بهذا الصدد بعدد من الشكاوى والمناشدات للسلطة بالمديرية لحل هذه المشكلة ولكن لم يستجب لنا.. وعبر «الأيام» نجدد مطالباتنا لمكتب الأشغال والبلدية وقيادتي المديرية والمحافظة بضرورة مراعاة أوضاع أبناء المسيمير في كل الجوانب، بوضع الحلول والمعالجات السريعة  للحيلولة دون استمرار هذه المعضلة والتردي المخيف في هذا المجال في عاصمة المديرية، كاعتماد وتنفيذ مشروع صرف صحي متكامل يضم كافة المساكن حتى نضمن التصريف الآمن للمياه الآسنة لأماكن بعيدة ومناسبة، وفقًا للمواصفات الصحية، وكذا ردم البرك والمستنقعات الممتلئة بالمياه الملوثة، والتي أصبحت بيئة مناسبة لتكاثر الذباب والبعوض الناقل للكثير من الأمراض».

وإذا لم تقم الجهات المسؤولة بتنفيذ واجبها بإيجاد حلول عاجلة فإن هذه المشكلة ستتفاقم بشكل أكبر، الأمر الذي من شأنه أن يغرق جميع الأحياء السكنية بالمدينة ذات الكثافة السكانية بمستنقع المياه الآسنة، ويحولها إلى منطقة موبوءة ستكلف الأهالي الكثير.

واستغرب المواطنون في أحاديث لهم لـ«الأيام» من ترك الجهات المعنية وجه المدينة الحضاري يشوه بالمجاري والمظاهر المقززة دون أن يحركوا ساكنا تجاهها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى