ذاكرةٌ مُبلّلة

> مديحة عبدالله عوبل

>

عانقت خيوط الشمس عند الغروب
غيوم الشتاء..
ودب السكون تجاويف الضوضاء..
يسكنها ضجيج نبضها العشوائي!
الأشياء تمتزج مع بعضها لتصبح هالة رمادية تحجبها عن العالم.
تتصفح الوجوه لتقرأ أخبارها
لكن!! لم تجد الخبر الذي تبحث عنه، لعلها تجده في صفحة الوفيات..
توقفت الحافلة عند إحدى المحطات
تعلن إنهاء رحلتها..
رغم إنارة الشوارع بداخلها ظلمة..
تلك المدينة صارت تسكنها وحشة مخيفة.
لم تتوقف هديل عن التفكير، كيف ستقضي هذه الليلة في منزل عمها؟ وكيف لها أن تتجاهل زوجته الشمطاء بأنفها المدبب تلويه يميناً وشمالاً عندما يتعكر لها مزاجها؟
يتسابق الليل والنهار في تتابع كوني دقيق، عند بزوغ الفجر تحضّر وترتب أوراقها وكتبها، أمام مرآتها بإحدى زوايا غرفتها الصغيرة تحادث انعكاس صورتها.
تناقش رسالة الدكتوراه وهي
سابحة على غيوم الثقة والنجاح.
تجيب بصوت ناعم متزن هادئ وكأنها على الشاطئ وحدها فقط!!
لا تجيب إلاّ على صوت البحر، تنكسر أمواجه العالية أمام ثقتها
تنهي رحلة الغربة متناسية طول الأيام وعنائها وكيف تلببت بثوب الصبر إيماناً بنجاحها.
وبعد انتهاء المناقشة أخذت أوراقها ومباركات كل من حضر
وكعادتها عند خروجها تصفحت تلك الوجوه
لم تتوقع انها ستجد الخبر على سحنة أحدهم،
كان يلفُ سيجارته بتلك الطريقة المألوفة وقد كسى الشيب شعره، ونظارته تخفي بريق عينيه
لقد قرأت هي الملامح دون أن تضع توقيعاً عليها
لم تأخذ الصحيفة الملقاة على ذلك الكرسي في الصف الأخير
لكنها؛
أخذت غربةً أُخرى بين جناحيها…..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى