تعز في قبضة «الإخوان».. ماذا وراء مغادرة كتائب (أبو العباس)؟

> «الأيام» خاص / غرفة الأخبار

>
الإصلاح يتحالف مع الحوثيين ضد الكتائب المدعومة من التحالف

 إعلان كتائب أبي العباس خروجها من مدينة تعز بعد معارك مع مليشيات حزب الإصلاح، لم يكن حدثا عابرا أو هزيمة للتحالف العربي، كما يذهب إليه كثير من المراقبين والسياسيين المتعاطفين مع الإخوان وذراعهم السياسي في اليمن حزب الإصلاح.
 كتائب (أبو العباس) المدعومة من التحالف العربي لتقاتل ضمن اللواء 35 مدرع إلى جانب قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة الحوثيين منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، اتهمت من أسمتهم «رفاق السلاح - حزب الإصلاح - بالغدر من الظهر».

وقالت قيادة الكتائب في تعميم وجهته، السبت الفائت، إلى جميع قادتها وأفرادها: «نعلم أنكم ضحيتم بالكثير والكثير من أجل دينكم ثم دحر الحوثيين وقدمتم القوافل من الشهداء في سبيل الله ثم تحرير تعز، وكانت بنادقكم صوب العدو لا تعرف غيره، ولكن عندما بدأت الأطماع وتم الغدر بنا في ظهرنا من قبل رفقاء السلاح (حزب الإصلاح) انسحبنا طواعية لتجنيب مدينتنا القتال الداخلي وسلمنا كل المؤسسات والمقرات الحكومية والمواقع العسكرية للسطلة المحلية، حسب خطة قيادتنا الرشيدة الممثلة برئيس الجمهورية التي طالبت كل القوى في تعز بأن تسلم للسلطة المحلية، وقمنا بكل ما طلب منا».

التعميم يشير إلى أن التحالف العربي آثر، بعد أن أيقن خيانة الإصلاح لرفاق السلاح ضد الحوثيين، سحب هذه الكتائب من المشهد مؤقتاً، إلى حين إعادة ترتيب الأوراق، والإعداد لمواجهة ما يرى التحالف أنه «مخطط تركي-قطري» مدعوم عُمانياً لترتيب انقلاب في تعز. هذا المخطّط المفترض كانت الرياض وأبوظبي لمستا مؤشرات إليه في عدة معطيات، من بينها ما تحدث عنه نائب قائد كتائب أبي العباس نفسه، عادل العزي، عن «وجود تواصل وتنسيق بين الإصلاح والحوثي»، وكذلك الحفاوة العُمانية الملحوظة بجرحى المقاومة الشعبية التي يتولاها القيادي الإخواني المحسوب على الجناح القطري-التركي، حمود المخلافي، الذي ظهر أخيراً في السلطنة مُستقبِلاً جرحى تمهيداً لنقلهم إلى الهند للعلاج.

وتعزّز تلك المعطيات معلومات عن أن تركيا تسعى جادّة إلى تعزيز حضورها على الساحة اليمنية في مواجهة التحالف العربي ومحاولة إعاقة عملياته العسكرية ضد الحوثيين بدعم الإخوان، وفتح قنوات تواصل مع الحوثيين عبر قوى إقليمية على علاقة بالحوثيين.

ويرى التحالف أن خروج (أبو العباس) من وسط المدينة لا يعني خروجه من المشهد التعزي، بل سيكون له دور أكثر فاعلية.
يفسّر ذلك الرهان حديث مصادر مطلعة من داخل تعز عن أن الإيعاز الإماراتي لكتائب أبي العباس بالانسحاب من المدينة إنما هو جزء من خطة مدروسة لتطويق الإصلاحيين قبل الانقضاض عليهم.

وفي حين ترجح مصادر سياسية يمنية أن مقاتلي عادل فارع سيتوجّهون إلى ريف تعز، وتحديداً إلى جبهة الكدحة، حيث تأمل الإمارات أن يَخلُوَ لها الجو من أجل تشكيل «حزام أمني تعزي»، بعد أن أفشل الإصلاح مساعي أبو ظبي لإيجاد قوات أمنية مساندة للشرعية اليمنية وتتكفل بحفظ أمن المدينة.. لا تستبعد مصادر آخرى أن الوجهة الأخرى لأبى العباس ستكون إلى الساحل الغربي حيث تتواجد قوات كبيرة مدعومة من التحالف وتخوض معارك شرسة لانتزاع السيطرة على كامل محافظة الحديدة ومينائها من أيدي الحوثيين.

ويبدو أن التحالف والإمارات على وجه التحديد تراهن على أن الإصلاح سيغدو منذ الآن في واجهة المشهد الأمني في تعز، وبالتالي سيتم تحميله المسؤولية عن الانفلات والفوضى المتفشّيَين في المحافظة، واللذين قد يتخذان مساراً تصاعدياً في مقبل الأيام. حينذاك، يتم تقديم الكتائب السلفية، بعد أن تتشكّل في صورة حزام أمني، كـ «مُخلّص» من الفوضى، ومُحرّر من الميليشيات الإخوانية.

وسيكون الإصلاح ومليشياته المسلحة أمام تحدٍ للمواجهة مع الحوثي، فإما أن يخوض المعركة بجدّ، وإما أن يصبح محطّ غضب الحاضنة الشعبية.
لكن ما لا يتنبّه إليه التحالف هو أن «الإخوان» قد لا يمانعون من وضع أيديهم بأيدي خصومهم الحوثيين، وهو سيناريو تكاثرت إرهاصاته عقب الأزمة الخليجية، عندما بادر الإصلاحيون إلى إبرام اتفاقات في أكثر من جبهة مع الحوثيين من دون العودة إلى قيادة التحالف.

انسحاب (أبو العباس) وكتائبه من المدينة سيؤثر، في المحصلة، على سير المعارك الدائرة في أطراف تعز بين الحوثيين من جهة وقوات الرئيس هادي والموالية لها من جهة ثانية، كما أن المغادرة ستؤثر في الجبهات التي كانت كتائب أبي العباس تتولى القتال فيها، لا سيما أن أغلب الجبهات التي يقاتل فيها مسلحو حزب الإصلاح تشهد- منذ فترة ليست قصيرة- هدوءا، في ما يبدو أنها هدنة بين الإصلاحيين والحوثيين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى