عيد الأضحى في صنعاء.. الحوثيون أغلقوا حديقة السبعين أمام الزوار قبل أيام من العيد

> تقرير خاص

>
 عيد أضحى رابع منذ انقلاب الحوثيين على الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولم يختلف الوضع كثيرا عن سابقيه عدا عن مساحات الألم والجراح المتسعة، عبر الجغرافيا اليمنية مترامية الاطراف، ووسط كومة من الاحزان والمآسي، التي يعيشها سكان محافظة صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فلقد أطفأ الحوثيون فرحة اليمنيين وحولوا حياتهم الى جحيم لا يطاق اطلاقا.

ورغم كل ما سبق ذكره إلا أن بعض الأسر اليمنية تحاول ان تعيش لحظات الفرح خصوصا في العيد، وان تكون حاضرة وظاهرة في محيا ابنائها كبارا وصغارا.

 حدائق عامة مزدحمة وخاصة خالية
في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تكتظ بملايين السكان والنازحين، عاش سكانها فرحة العيد بالمتاح لهم، فاغلب الأسر اليمنية تمر بوضع اقتصادي صعب فرضته ظروف الحرب وانقلاب الحوثيين منذ مارس 2015م وحتى الان، في ظل أزمة انقطاع المرتبات طيلة عامين.

حيث شهدت حدائق صنعاء، التابعة للقطاع الخاص، خلال أيام إجازة عيد الأَضحى المبارك اقبالا ضعيفا يقابله اقبال كثيف للحدائق العامة التي شهدت ازدحاما شديدا من خلال اقبال الأسر والعوائل اليمنية لقضاء أوقاتهم وممارسة الاطفال لطقوسهم العيدية بين الألعاب الترفيهية المختلفة، ومشاركة الاهل والاصدقاء وجبة الغداء والمقيل في الهواء الطلق.

ورغم تأثر الحدائق في ظل الحرب المستمرة واجواء الحصار المطبق على المواطن الا ان المواطن يحاول البحث عن مكان للجلوس مع اسرته وافراح اطفاله، قدر الامكان، بحسب قول بعض المواطنين.

وكانت امانة العاصمة اغلقت حديقة السبعين امام الزوار، قبل أيام من عيد الأضحى، بتوجيهات من امين العاصمة حمود عباد الموالي للحوثيين لفرضه جبايات نحو 20 مليون على صاحب الحديقة عبدالله المغشي.

وفي حي الجراف بالقرب من الاتصالات اليمنية يتزاحم الناس في ايجاد مواقف لسياراتهم، والحال نفسه ايضا في الداخل حيث يتسابق الجميع لايجاد مكان يتسع له ولاسرته في مربعات الحديقة العامة الخضراء.

وليست وحدها حديقة الثورة بهذه الصورة، فحديقة الحيوان، مرورا بالحدائق الخاصة والحدائق الصغيرة المنتشرة في عدد من أحياء صنعاء، كانت ممتلئة بالعديد من الاسر لاسيما مع قيام بعض المستثمرين بإدخال بعض الالعاب الترفيهية، التي لبت الى حدٍ ما مطالب ورغبات الاطفال خلال إجازة العيد الفائتة.

ففي شارع الاربعين بمنطقة سعوان لجأت ادارة سوبر ماركت ضمران الى اقامة العاب الكترونية وترفيهية بجزء من ساحة الماركت كنوع من الترويج لبضائعها، وكذا للترفيه عن اطفال تلك المناطق التي تبعد عن الحدائق الترفيهية بالاف الامتار.

 فرحة عامة
عدد من الزوار لحدائق أمانة العاصمة أبدوا فرحهم وسعادتهم بزيارة الحدائق والاستمتاع مع أطفالهم وأسرهم بأجواء العيد، خاصة في ظل ظروف الحرب التي تعيشها اليمن منذ اعوام، والتي خلفت أجواء نفسية سلبية على كثير من الأسر والعوائل خلال الفترة الماضية.

وأشاروا إلى أنه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني إلا أنهم يحاولون تلطيف أجواء العيد واتاحة المجال لاطفالهم للعب والاستمتاع بطقوسه قدر الإمكان.

 بني مطر.. وقوافل الزوار
من وسط الازدحام الذي لمسناه داخل حدائق صنعاء، خُيّل لنا أن سكانها فضلوا المكوث فيها وعدم مغادرتها، بحكم الظروف الاقتصادية وانقطاع الرواتب عنهم منذ قرابة العامين، باستثناء نصف راتب كل أربعة الى خمسة اشهر.

فتوجهنا الى خارج أحد اهم المزارات السياحية والترفيهية والذي يبعد عن صنعاء بنحو 30 كم، والتي كانت الاسر اليمنية المقيمة في صنعاء تحرص على زيارتها خلال عطلة العيد في ايام السلم، وكانت تكتظ بالالاف من الزوار والقوافل التي لم تنقطع، انها «شلال بني مطر»، التابعة اداريا لمحافظة صنعاء، ففوجئنا بزوار، لكن بحسب احد ابناء المنطقة، والذي يدعى حمود ناصر المطري، «هم قلة مقارنة بالالاف قبل اربع وخمسة اعوام من الان».

ويقول حمود: «في السابق كان اعداد الواصلين والمغادرين لا تكاد تتوقف من ساعات الصباح الاولى وحتى حلول سواد الليل».
البعض يفترش الارض بين اشجار المنطقة، بينما فضل اخرون تسلق الصخور الضخمة وصولا نحو شلال المياه المتدفق في سد واسع يقوم بتغذية آبار المياه التي تسقي أشجار مناطق عدة بمديرية بني مطر.

وفي جنبات الارض والمساحات الخضراء، نتيجة موسم الامطار الحالي، يحاول البعض التقاط الصور التذكارية، وبعض الاطفال وجدوا في جداول الوادي متسعا للعب والمتعة والترويح عن النفس، تحت نظرات الاهل التي بادلتهم ذات المشاعر والاحاسيس.

وبعيدا عن تواجد الاسر والعوائل، يتوجه الكثير من الشباب مع اصدقائهم نحو قمة الجبل، وحرص بعضهم على اختيار المكان الاقرب من منبع الشلال، حيث قاموا بالتقاط الصور الجماعية وتبادلوا هناك النكات والاحاديث خلال فترة المقيل، وقام بعضهم بالرقص على أهازيج الطرب اليمني الاصيل.

وهو الحال ذاته في كل المواقع السياحية المحيطة بالعاصمة صنعاء، كدار الحجر، ووادي ظهر، وأودية بني حشيش، وسعوان، وبني الحارث، وحمل، وسنع، وأرتل، المحيطة بصنعاء.
الانطباع الذي خرجنا به خلال هذه المشاهدات هو أن صنعاء لاتزال تحتضن المزيد من اثار الحرب المدمرة، وقلبها مفتوح لكل يمني رغم الظروف التي يحاول الحوثيون فرضها للتضييق على اليمنيين وكل من يقصدها، وقتل كل لحظة فرح.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى